لتسقط السلطة، والويل لإسرائيل!
د. فايز أبو شمالة
هل سأجتاز الخط الأحمر لو قلت: إن فشلالسلطة الفلسطينية في صب مظاهرات الغضب على رأس سلام فياض لوحدة، سيفرض علىالقيادة الأزلية لمنظمة التحرير أن تلجأ إلى أساليبها القديمة، وتعمد إلى إشعالمواجهات محدودة بين الجماهير الفلسطينية الغاضبة وبين الإسرائيليين، لتمتص بذلكالغضب على رأس السلطة، وكي تلبس القيادة ثوبها الوطني الذي أكلته العثة من سنوات،وتوحي للشارع الفلسطيني أنها تسير وفق خطة عمل منهجي، وأنها من يقف وراء هذا الغضبالفلسطيني الموجه ضد الإسرائيليين؟!.
لقد ظهرت أولى الخطوات الالتفافية علىغضب الشعب حين توجهت قيادة السلطة الفلسطينية إلى إسرائيل بالطلب لإلغاء اتفاقباريس الاقتصادي، بينما مأساة الفلسطينيين، وأصل التفريط بوطنهم فلسطين تكمن فياتفاقيات "أوسلو" السياسية.
سأجتاز الخط الأحمر، وأزعم أن تفجيرالمواجهة مع الإسرائيليين سيكون خيار السلطة الوحيد في حالة استمرت ثورة الغضب،وتصاعد الرفض الشعبي لواقع الحال المزري في الضفة الغربية، وهنا؛ أحذر شباب الضفةالغربية من هذه الخطة الفلسطينية الخبيثة، والتي ستصرف اهتمامهم عن إسقاط السلطة؛برموزها، واتفاقياتها، وثقافتها، ونهجها، ليصير الاهتمام بالمواجهات مع المستوطنينالصهاينة، ويقع الشهداء، ويسيل دم الجرحى، وتكثر التضحيات الفلسطينية الطاهرةالنقية، وبعد ذلك، توقع القيادة الفلسطينية نفسها الاتفاقيات التي تحفظ بقاءها، بلوتعطي القيادة نفسها مزيداً من الصلاحيات، والنفوذ، والسطوة على رجال الوطن.
يا شباب الضفة الغربية، ويا رجالها، ويانساءها، يا أيها الأشبال الأبطال، يا أحفاد الشهداء، ويا نبع الثورة والثوار، إنواجبي في هذه المرحلة أن أحذركم من تفجير أي مواجهات مع الإسرائيليين، لا حباًبالمستوطنين، ولا كراهية بالسلطة، وإنما كي نسمي الأشياء بأسمائها الحقيقية، وكيلا نخادع أنفسنا أكثر، ونحن نفقد يومياً ما ظل من فلسطين، دون أن نحرك ساكناً،ودون أن نتوجع من عذاب المحتلين، بعد أن عودتنا السلطة على انتظار الأوهام.
إن معركتكم الحقيقية في هذه الأيام معخزان التفريط والفساد المتمثل بالسلطة الفلسطينية، إنها السلطة التي كلفتهاإسرائيل بالمسئولية عنكم، ووقعت معها الاتفاقيات، وأوكلت لها مهمة حفظ الأمن،لتكون العائق الرئيسي الذي يحول بينكم وبين حرية وطنكم، لذلك أحذركم من الانجرارخلف محاولات تفجير المواجهات مع الإسرائيليين، لكي لا ينجو عباس وجماعته.
يا شباب الضفة الغربية، ويا رجالفلسطين، دعوا انتفاضتكم تتفاعل، دعوها تكبر ضد رأس السلطة، وأبشركم بالنجاح، وقطفالثمار سيكون مزيداً من الانهيار في أسس الكيان الصهيوني، لأن زوال محمود عباسوجماعته يعني زلزلة أركان الأسطورة، وتبخر الحلم اليهودي بالهدوء، وإن زوال عباسلهو بداية تفكك منظومة الأمن التي احتمى في ظلالها الصهاينة.