نشأت مدللة بين أسرتها الثرية*.. طلباتها أوامر مجابة لها مربية خاصة*.. أغدق عليها أبوها المال عوضا عن حنان أمها الراحلة*.. وهب الأب نفسه لإلهام حتي* شبت عن الطوق والتحقت بالجامعة الأمريكية بعد تفوق لفت اليها الأنظار*.. وحسدها الناس علي نعمة الثراء والجمال لكن الهام كانت تعتبر محمود هو نعمتها الكبري* فهي تحبه بجنون طيفه لا* يبرح خيالها أبداً*.. وحينما أدرك والدها* غرام ابنته بمحمود وافق علي أن* يزوجها له فور تخرجها من الجامعة لكن الأيام خذلتها ـ
في العام الجامعي* الثالث مات أبوها وكادت الصدمة تعصف بها لولا وجود محمود الي* جوارها الذي أغدق عليها الحب والحنان بالقدر الذي* ينسيها رحيل والدها*.. إلي أن أحست أن الحل الأمثل لحالها هو الزواج وقد ارتبطت حياتها بمحمود الذي تراه الرجل الأول والحبيب بل هو الوحيد القادر علي ادارة ميراث أبيها وشركته الشهيرة،* بينما الهام تحلم بالطرحة البيضاء وفستان الزفاف وهي تجلس في الكوشة الي جوار محمود وقد صار شريكا* لحياتها ـ وقبل الزفاف بأسبوع سافر محمود الي الاسكندرية للإشراف علي اعداد شاليه الساحل الشمالي* وحث العمال علي انهاء العمل به قبل أيام من حفل الزفاف رغم معارضة الهام بألا* يشغل نفسه بالشاليه لكنه أصر علي السفر والعودة في نفس اليوم*.. لكن المساء جاء* يحمل المفاجأة المروعة*.. !!انقلبت السيارة بمحمود وامرأة أخري كانت الي جواره قبل الوصول الي القاهرة بدقائق*.. وحملت الاسعاف محمود ورفيقته الي مستشفي الهرم حيث طارت الهام الي هناك لتتوالي المفاجآت ـ علمت الهام ان محمود اصطحب معه صديقتها* »مي*« الي شاليه الساحل الشمالي بل وعلمت أن العمال انهوا العمل بالشاليه منذ الأسبوعين*..!! هرولت الهام الي الحجرة* 25* لكنهم أبلغوها هناك بأن محمود قد فارق الحياة*.. تعالي صراخها* وراحت في* غيبوبة لم تفق منها قبل اسبوع كامل*.. وحين استوعبت الموقف*.. تماسكت وابتلعت مرارة الخيانة العظمي*.. كيف وثقت في هذا الرجل الذي أحبته بكل جوارحها؟ كيف كانت* ستمنحه كل ثروتها*..؟ ولماذا خانها ولماذا صديقتها* »مي*« بالذات*..؟*! وهي اقرب الصديقات الي قلبها ـ انعزلت الهام عن الناس أسابيع ثم ظهرت في ثوب جديد لا* يطيقه الرجال ولا* يثق في النساء*..
أدارت شركتها بنجاح وقد اعتكفت في فيلاتها بعيدا عن الناس خمس سنوات مضت بالهام دون ان تضعف أو تتراجع ارادتها حتي كان اليوم الموعود عندما كانت داخل شركتها وفوجئت بشاب من احد العاملين* يقف أمامه دون أن* يبالغ* في انحناءاته مثلما* يفعل العاملون بالشركة ـ كان* عمر هو المحاسب الذي أنقذ شركتها من الافلاس فقررت أن تشكره بنفسها امام جميع العاملين وتمنحه مكافأة مجزية لكن عمر رفض المكافأة علي عمل هو من صميم عمله وشكر الهام بشموخ أعجبها هذا النموذج*.. واكتشفت انها أمام طراز فريد من الرجال فراحت تتحري عن هذا العمر في سرية كاملة ـ لمعرفة كل المعلومات الخاصة به وجاءت النتائج مبهرة*.. عمر فقير وشريف ونظيف اليد ليست له أية اهتمامات* غير أسرته الكبيرة التي* تعتمد عليه في كل شيء*.. لهذا لم* يتزوج*.. اقتربت منه الهام قربته منها شجعته علي أن* يصارحها بحبه و اندفعت نحوه بكل عواطفها*.. شعرت انه هدية الدنيا التي تريد ان تصالحها به فتوالت اللقاءات*.. ووسط ذهول الجميع تزوجت الهام عمر وكانت زيجة ناجحة*.. سنوات خمس من الزواج وكان لابد من سفر الهام الي ايطاليا للتوقيع علي صفقة تجارية كبري بدلا من عمر* الذي داهمته نزلة برد مفاجئة*. سافرت الهام وانجزت مهمتها بنجاح قبل الموعد المحدد*.. وفجأة قررت العودة الي القاهرة*.. وفور وصولها الي مطار القاهرة انطلقت الي فيلاتها*..وفوجئت باختفاء الخدم من الفيلا*.. انقبض قلبها*..انطلقت الي* حجرة زوجها وسمعت ضحكة امرأة تدوي* في أرجاء الفيلا*.. تسللت علي أطراف أصابعها وكان المشهد مرعبا*.. لم تدر الهام بنفسها وهي تلتقط تمثالا رخاميا من فوق منضدة* مجاورة لندفع به الي رأس عمر الذي سقط* غارقا في دمائه وعاجلته بضربات أخري لفظ ممعها آخر انفاسه بينما اختفت رفيقته في لمح* البصر*!! الغريب ان* محامي الهام وقف امام محكمة الجنايات* يطاب بالبراءة لموكلته باعتبارها كانت في حالة دفاع شرعي* عن الشرف فالقانون* يعفي الزوج من العقاب اذا افقدته صدمة خيانة زوجته في فراش الزوجية أعصابه ثم افقدته الادراك والصواب فقتلها هي وصاحبها وبعدها تولي حمدي خليفة المحامي الادعاء بالحق المدني في الدعوي* بتوكيل من عم الهام ـ أكد امام المحكمة* ان النص الخاص باعفاء الزوج* من العقاب في حالة الدفاع الشرعي* عن الشرف تحدث عن الزوج ولم* يذكر حالة الزوجة التي تضبط زوجها متلبسا فالقانون المصري لا* يعتبر الزوج شرف زوجته بينما الزوجة هي شرف زوجها*.
وقضت محكمة الجنايات بالجيزة بالأشغال الشاقة* 15* سنة علي الهام وفور النطق بالحكم بكت الهام ثم تماسكت وهي تهذي ـ كل الرجالة زي بعض*..!!
منقول