فــاتحــة ُ الإيــاب
الكويت 15/6/2008
ليـلٌ وقنديـلٌ يشـدُّ خطامَـهْوالشيخُ يمشـي حامـلا أقدامَـهوالدّرْبُ في وضعٍ غيابِـيِّ المـدىفي صدرِه تركَ الخريـفُ رُكامَـههلوستُ حتى ظُـنَّ بِـي جِنْيَّـةوركبتُ من زمن الفلول ِ نعامَـهوالفجر مبحـوحُ المآذن،صوتُـهأبقى على ثغـرِ النشـورِ لجامَـهلا تسألي عن حائـطٍ يبكـي ولاعـن قِبْلَـةٍ وَلَّيْتُهـا إسـلامَـهفالنهرُ شاخت ضفَّتـاه وخلَّفَـتْهمجيـةُ الـدُّولارِ عنـه أمَامَـهخزَّنْتُ في عينيك بعـض ملامحـييا (ميسُ) ما اتَّخذ النهارُ مقامَـهظِلِـيْ يفارقنـي وقالـوا: جِنَّـةٌتجتاحنـي طفـلا بكـى إفطامَـهتعويذتان همـا الـدواء لغربتـي:(ميسانُ) والقمحُ المُسَنْبَـلُ قامَـةفي أعيني وطنـي حملـتُ وغـادةًوكتابَ شمـس فرَّقـوا أختامَـهوغناءَ أمـي موسقتْـهُ دموعُهـالحنـا أعانـق بالسمـا خَيَّامَـهوبقيـةً مـن أمسيـاتٍ مهَّـدتْلفمِِ الشوارع ما يفـضُّ رخامَـهوأظـل أنتهـز الرصيـفَ بآهـةٍتجترُّ من صـدر العبـور زِحَامَـهيا أنتِ يا وجعَ القصيدِ بدفتـريهل رتَّبَ العشق القديـم خيامَـهوغبارُ شعري من أساطير الهـوىنسجتْ أعاصيرُ النـوى أعوامَـهوندامةً تأبى انسلاخي عن غـديمقـدارَ هاويـةٍ رأت إظـلامَـهيامحضَ مفترش ِالحروفِ أما كفـىذنبُ القصيدة قد بـرى أقلامَـه؟أغرقتني يا مـن تهجَّـى ذبحتـيبدم تخثَّـر فـي وريـدِ غمامـةأعرفتني؟ بفمي الضريـر تعثَّـرتْكلماتُـه وتقمَّصتْـهُ مـلامَـة ؟وضعوا على باب السجون قصيدتيما فَكَّ حجَّـاحُ البيـان ِ لثامَـهوالشرق يسبقنـي إليـه مخيمـيوأنـا أجـرُّ خريطتـي قُـدَّامَـهْيَتَصَبَّبُ القلقُ الرخيـصُ بضاعـةتُزجي إلي مـع القشـورِ ندامـةوتقاطرتْ بدمي اليتامـى نكبـةًوخيانةً والضعف صـار علامـةْومتاهة سـدَّتْ علـيَّ حكايـةجَدي لها يومـا أمـاط وسامَـهمنها عبرت ومحملي وطأ الكـرىوعيونُـه رَدَّتْ عليـه منـامََـهْوإذا بقارئة الكفـوف تهيـم بـيفألا وحظـي قـد أزال نظامَـهأنا من بقايا السهد أعتشب الكرىوقميص حلمي قطَّعـوا أكمامَـهفالصيف في عنبي تكـدَّس بالمقـاهي، والكؤوس تفاوض استسلامهيا وجهتي، داخت بملء خصاصتيسُبلي وأرختْ للظـلام زِمامَـهمن أي خمسيـن الكآبـةِ أنتقـيصبحا ًولمَّـا أستطعْـه ُحمامَـه؟؟ويداي من زمن الذبيحِ تسلقـتبهما مزاميـر الغـروب ِ قيامَـهوأنا على رمق الوجـوم تسوَّلـتشفتـاي لحنـا قلَّـدوه يمـامَـهمتسكعـا بينـي وبيـن وسادتـيحلمـا تأبَّانـي فصـرت غلامَـهفي وجه مرآتي فرشـت ملامحـيفـإذا بـهـا وثنـيَُّـة ٌلـوَّامَـةفأعدتُ ترميمي،أشـكُّ بأعينـيفرأيتُهـا وطنـا سَبَـوْا هندامَـهوَأَعَدْتُ من درج السنينَ بداوتـيعنوانها التاريـخ كـفَّ حسامَـهلأُمَارسَ الأفراحَ في حلمي، ارتدىعطرا يمدُّ إلـى الـورودِ شآمـهيا للحكايةِ كيف ضيَّعْتُ القُـرىومشيتُ عمـرا ً قوَّضـوا أيامَـهرقَّعْتُ بُوصلَتي وزَوْرَقْتُ الهـدىفوصلتُ نهراً يَرفـضُ استخدامَـهوعلى عيوني من صَبا بردى هوىمازال يحفـظ بالجـوى أرقامَـهمن قاسيون عرفتنـي ومشارقـيكانت لمحـراب العصـورِ إمامـةْأنا ذلك الشاميُّ حيثُ توجَّهـتْلغتي نسجتُ من الخيـال عمامَـههذي دمشقُ لها القلوب تسلقـتمجـدا أراه لهـا أنـاخ سنـامَـهلولاالخَزامى من دمشقَ لما رأى الـنَّسرينُ في أقصى العروبـةِ شامَـهفاقرأ على التَّغْريب ِ فاتحـةَ الإيـاب فإنَّ ثوبَ الشوق قُـدَّ أمَامَـه