اللبراليون و قاموس المفكر محمد المحمود !
قرأت ما كتبه الأستاذ عبد الواحد الأنصاري تحت عنوان ( علمانيون يكفرون علمانيين ) ،وذلك في الرسالة رقم 3513 من رسائل مجموعة الدكتور عبد العزيز قاسم البريدية،وأكتفي بهذه اللقطة من كلام الأستاذ"عبد الواحد" :
(الكاتب علي حرب في كتابه: "الاستلاب والارتداد، الإسلام بين روجيه غارودي ونصر حامد أبو زيد" (المركز الثقافي العربي، ط1، 1997)،
ولمزيد من إزالة أي لبس أو شك في أنه يصف نصر أبو زيد بالردة الدينية يعلق علي حرب في الحاشية على الكلام السابق بقوله: "لا يخفى أنني أستخدم هنا مصطلح "الارتداد" بمعنييه. الارتداد الزمني نحو الماضي، والارتداد العقائدي بوصفه خروجاً على الهوية والجماعة" (ص23).)
يقف القلم حائرا أمام السهولة التي يتعامل بها اللبراليون – ومن في حكمهم – مع استعمال مفردات الشتم أو وصف كاتب بأنه ملحد،في الوقت الذي يشنعون على غيرهم عند استعمال مثل تلك العبارات !! وسبق لي أن كتبت عن شيء من ذلك لدى الأستاذة سلوى اللوباني في كتابها "أنت تفكر .. إذن أنت كافر" !! ومما كتبت هناك :
في المدخل إلى الحديث عن عبد الله القصيمي قالت الأستاذة سلوى عنه :
(مفكر سعودي ويعتبر من أكثر المفكرين العرب إثارة للجدل فقد غير موقفه وفكره من المدافع عن السلفية إلى الإلحاد ونتيجة لذلك تعرض لمحاولتي إغتيال في مصر ولبنان){ }. هكذا – بجرة قلم - تصف (القصيمي) بــ(الإلحاد) وكأنها تهدم كتابها!! فهاهي تصف مفكرا بأنه (ملحد)!!!! ثم تقول بعد ذلك :
(من حق أي أحد إبداء رأيه في أي عمل إبداعي وتحليله ومناقشته بينما ليس من حق أي أحد الحجر أو الوصاية على فكر الآخر واتهامه بالكفر والإلحاد ){}. ست صفحات تفصل بين وصف القصيمي بــ(الإلحاد) ،وبين هذه القاعدة التي ساقتها،والتي تؤكد أنه ليس من حق أحد (الوصاية على فكر الآخر واتهامه بالكفر والإلحاد). ولم تمض صفحة واحد حتى وجدنا المؤلفة تقود الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي،إلى (محاكمة) بسبب تأليفه كتاب (الانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها)،وتوجه (المحققة) هذا السؤال – "الذي يطرح نفسه" كما قالت : ( ما مدى الاستفادة من كتاب من هذا النوع؟ ماذا أضاف للإنتاج الإنساني وللتقدم العلمي أو حتى للبحث العلمي! برأيي لم يضيف إلا تطرفاً وإرهاباً فكرياً ووصاية على العقل!!){ }. السؤال الذي يطرح نفسه – بصدق – ما الفرق – أختي سلوى – بين من حاكموا (المفكرين) و (الكتاب) وبين ما قمت به؟!! ألم تصادري حق الدكتور (الغامدي) في أن يؤلف كيف يشاء؟!! وبنيت الحكم على حيثيات (التطرف والإرهاب والوصاية على العقل!!!!!!! أختي الكريمة رأينا حرقتك على تكفير المثقفين،وحرقتك على مصادرة آرائهم،وتصورنا ذلك تمام،فهل تستطيعين تصور حرقة (الآخر) حين يرى من (يشتم) ربه سبحانه وتعالى ،أو نبيه صلى الله عليه وسلم،وقرآنه؟
ما كدت أنتهي من قراءة مقالة الأستاذ عبد الواحد،حتى شاهدت وسما بعنوان ( المفكر _محمد_المحمود) وأرفق ذلك بمقالة للمفكر المذكور عنوانها (المتطرفون من ذهنية التحريم إلى قمع الاختلاف)،وهي منشورة بجريدة الرياض عدد يوم 10/3/1436هـ = 1/01/2015م.
قرأت .. هل أقول وليتني لم أفعل؟! لا يتعلق الأمر بالأفكار التي طرحها الكاتب،فهي كغيرها من أفكار البشر،فيها الصواب والخطأ،ولكن الذي لفت نظري .. أو لنقل صعقني،أن يصدر عن (مفكر) هو تلك الصفات والنعوت التي أطلقها على مخالفيه في وجهة النظر!!وإليكم تلك النعوت،وسنتجاوز لفظة"المتطرفين"التي جاءت في العنوان،فالعناوين قد توضع للفت الأنظار :
( أن المتزمتين)
(خانوا الأخلاق؛)
(بصورة أعنف وأشد انحطاطا)
(صدرت عنهم أسوأ وأقذر وأشنع البذاءات)
(المنتمين إلى التيار المتزمت المتطرف.)
(ردة الفعل المتشنجة التي تشي بحجم التعصب والتطرف)
(في خطاب المتطرفين)
(ا يستطيع العقل التقليدي المتزمت (وهو عقل خارجي تكفيري في جوهره) )
(ولكن المتطرفين لا يفقهون، ولا يعلمون أنهم لا يفقهون.)
( كشفت هذه الخطوة، وبمصادمتها للوعي التقليدي الذي تغذى على الجهالات كثيرا، حجم التناقضات الصارخة التي يسهل تصنيفها في خانة الجنون الرسمي! )
(كشفت هذه الخطوة كذب المتزمتين)
(وهذا تناقض يُسقط مشروعية خطابهم من أساسها؛ لو أن هناك جماهير تُحكّم عقولها، ولا تتخذ أحبارها ورهبانها أربابا من دون الله.)
إن كان هذا هو قاموس المفكر عندنا فأقم على الفكر – عندنا - مأتما وعويلا!!
أبو أشرف محمود المختار الشنقيطي المدني