منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1

    الجود والسخاء والكرم فى القرآن

    من الأمور الملاحظة فى آيات وسور المصحف أن ألفاظ الكرم والجود والسخاء بمعنى دفع المال بكثرة لم ترد فى الوحى الموجود بين أيدينا
    السؤال الذى يجب طرحه :
    ما السبب فى هذا ؟
    السبب هو أن الألفاظ الثلاثة تعنى أمرا محرما هو الإسراف أى التبذير وأدلة التحريم هى :
    - قوله تعالى بسورة الفرقان :
    "وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً"
    فالواجب على المسلم فى الإنفاق التوسط لا إسراف أى لا سخاء أى لا جود ولا بخل أى ولا شح
    - قوله تعالى بسورة الإسراء :
    "وَلَا تَجْعَل يَدك مَغْلُولَة إِلَى عُنُقك وَلَا تَبْسُطهَا كُلّ الْبَسْط فَتَقْعُد مَلُومًا مَحْسُورًا"
    فبسط اليد وهو السخاء كالحكايات التى تروى مثل تبرع واحد بكل ماله أو تبرع غيره بمعظم ماله أو إطعامه العشرات والمئات أو إعطاء السائل ماله كله ولما وجد السائل لا يقدر على حمل المال خلع الرداء ودفعه أجرة للحمالين أو أعطاه أحدهم المال بمئات الألوف فوزعه كما يروى بالطبق وأكل العشاء خبز وزيت هو أمر محرم والنتيجة هو أن المسرف سوف يلوم نفسه ويتحسر على تضييعه للمال كله
    - قوله تعالى بسورة النساء :
    "وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا"
    فهنا طالب الله أصحاب المال أن يبقوا بعض مالهم لأولادهم الضعاف سواء صغار أو معاقين أو مرضى بأمراض مزمنة وإبقاء المال بوصية واجبة يعنى حرمة التبرع به كله
    - قوله تعالى بسورة الإسراء :
    " وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا"
    فهنا يجب ان يعطى المنفق الحقوق المالية لأصحابها مثل النفقة على ذوى القربى من أولاد وزوجات وآباء وأمهات وبعد هذا يعطى المحتاجين كالمسكين وابن السبيل مما يفضل عن نفقته على ذوى قرباه وهذا يعنى أن يبقى المنفق مال النفقة الشهرى أو السنوى معه ولا يتبرع بكل ماله أو نفقة من تجب عليه نفقتهم
    - قوله تعالى بسورة البقرة " وما تنفقوا من خير فلأنفسكم " وقوله بسورة آل عمران "حتى تنفقوا مما تحبون " وقوله بها "وما تنفقوا من شىء فإن الله به عليم وقوله بسورة الرعد "وأنفقوا مما رزقناهم "
    وهناك أكثر من عشر آيات نجد التعبير من خير من شىء مما رزقناهم مما تحبون فاستخدام من ومما يدل على إنفاق جزء من المال وليس كله ومن ثم فالإسلام يحرم السخاء أى الجود أى الكرم الإنسانى باعتباره إسرافا مرفوضا
    ومع هذا التحريم جعل الله هناك نفقة أعظم وهو الإيثار وهى :
    أن يعطى الإنسان الغير جزء مما هو محتاج إليه مؤثرا هذا الغير على نفسه وفى هذا قال تعالى مادحا الأنصار فى سورة الحشر :
    "وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ"
    وبالطبع ما يحكى عن وجود أغنياء للمسلمين كان عندهم الملايين والمليارات وضياع وقصور فى الدولة الإسلامية كابن عوف والزبير وغيرهم هو محض افتراء فالدولة الإسلامية لا يوجد فيها أغنياء لتلك الدرجة لأن الله حدد الأرباح بألا تزيد عن الضعف وحدد ما يقلل الثروات من الأحكام كالزكاة بحيث يكون المال كما قال تعالى بسورة الحشر " كى لا يكون دولة بين الأغنياء منكم "

  2. #2
    Moderator
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    فلسطين - رام الله
    المشاركات
    355

    ( فالإسلام يحرم السخاء أى الجود أى الكرم الإنسانى باعتباره إسرافا مرفوضا ... فالواجب على المسلم فى الإنفاق التوسط لا إسراف أى لا سخاء أى لا جود ولا بخل أى ولا شح )

    مع وافر الاحترام والتقدير فهذا الكلام لا يستقيم لا لغة ولا شِرعة ، فكيف يُفسّر الإسراف بالجود حتى يُقال ( لا إسراف أي لا سخاء ولا جود )
    في حين الجود في اللغة مصدر قولهم : جاد الرجل بماله يجود جوداً ، وهو مأخوذ من مادّة ( جَوَدَ ) التي تدلّ على التسمّح بالشيء وكثرة العطاء ( معجم مقاييس اللغة لابن فارس 1/493، ومعجم لسان العرب لابن منظور ، مادة جَوَدَ ، والصّحاح 2/460)
    امّا الجود اصطلاحاً فقد عرّفه التَّهانَويّ بأنه : ( إفادة ما ينبغي لا لعوض ولا لغرض ) ( المفردات للرّاغب الأصفهاني ص102، والتعريفات للجرجاني ص84 )
    وأمّا الإسراف في اللغة فمصدر : أسرَفَ يسرف وهو مأخوذ من مادة ( سَرَفَ ) التي تدلّ على تعدّي الحدّ والإغفال للشيء ، تقول : في الأمر سرفٌ أي : مجاوزة القدر ( معجم مقاييس اللغة 3/153)
    وقال الرّاغب : ( السّرف تجاوز الحدّ في كلّ فعل يفعله الإنسان ، وإن كان ذلك في الإنفاق أشهر ) ( المفردات ص 230 )
    أمّا الإسراف اصطلاحاً فقد عرّفه الجرجانيّ بقوله : ( هو إنفاق المال الكثير في الغرض الخسيس ) ( النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير 2/362)
    وعرّفه المناويّ بقوله : ( الإسراف هو الإبعاد في مجاوزة الحدّ ) ( التوقيف ص50 )
    في ضوء ذلك كان الجود محموداً وممدوحاً عقلاً وشرعاً والإسراف مذءوماً وممقوتاً عقلاً وشرعاً ؛ فحسبك أنّ الجواد اسم من أسماء الله تعالى ، كما دلت السنة ، فقد روى البيهقي في شعب الإيمان وأبو نعيم في الحلية من حديث طلحة بن عبيد الله وابن عباس رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إنّ الله تعالى جواد يحب الجود ، ويحب معالي الأخلاق ، ويكره سفسافها ) ( صححه الألباني في صحيح الجامع رقم 1744)
    وحسبك في فضل الجود وفضيلته والحضّ والتحضيض عليه أنّه سجيّة راسخة من سجايا النبيّ عليه الصلاة والسلام ، كما جاء عن ابن عبّاس – رضي الله عنهما – قال : ( كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ، وكان يلقاه في كلّ ليلة من رمضان فيدارسه القرآن ، فلرسول الله – صلى الله عليه وسلم – أجود بالخير من الرّيح المُرسلة ) ( صحيح البخاري – الفتح 1/5 وصحيح مسلم برقم 2308)
    وعن أنس بن مالك قال : ( كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أحسن الناس وكان أجود الناس وكان أشجع الناس) (مسلم 2307)
    وقد قال الحسن البصري – رحمه الله تعالى - : ( بذل المجهود في بذل الموجود منتهى الجود ) ( إحياء علوم الدّين للغزالي 3/247)
    وأنشد الإمام الشافعيّ – رحمه الله تعالى - : ( الإحياء 3/251)
    يا لهف قلبي على مالٍ أجود به .. على المقلِّّين من أهل المروءاتِ
    إنّ اعتذاري إلى من جاء يسألني .. ما ليس عندي لمن إحدى المصيباتِ

    لذلك عُدّ الجود دليلٌ على كمال الإيمان وحسن الإسلام ، ودليلٌ على حسن الظنّ بالله تعالى ، ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم أكمل الناس إيماناً وأحسنهم بالله ظنّاً ، وأجودهم بالخير وأقربهم معروفاً وأوسعهم بذلاً، بل إنّ بذل الخير للآخرين وحسن المعاملة للناس كانت صفة لازمة له في سائر أيام حياته
    فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على بلال فوجد عنده صبراً من تمر فقال: “ما هذا يا بلال؟” فقال: تمر أدّخره قال: ( ويحك يا بلال! أوَما تخاف أن يكون له بخار في النار؟ أنفق يا بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالاً ) ( أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1024، وفي المعجم الأوسط 2572 وابن حجرفي المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية 3169 وأبو يعلى الموصلي في مسنده 6040، وأبو بكر البزّار في البحر الزخار بمسند البزار1366)
    وما فتئ الناس يترنّمون بقول الشاعر زهير بن أبي سلمى في الجود والكرم :
    تراه -إذا ما جئته- متهللاً
    كأنك تعطيه الذي أنت سائلُه
    تَعَوَّد بسطَ الكف حتى لَوَ أنه
    أراد انقباضاً لم تطعه أناملُه
    ولو لم يكن في كفه غير نفسه
    لجاد بها فليتق الله سائلُه
    هو البحر من أي النواحي أتيته
    فلُجَّتُه المعروف والجود ساحلُه

    خلاصة القول وجماعه : الجود منقبة يُسعى إليها ، والإسراف مثلبة يُنأى عنها ، فلا يستويان مثلا ! فالأول مندوب إليه كما مرّ آنفا ، والثاني منهيّ عنه لقوله تعالى ( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحبّ المسرفين ) ( الأعراف 31 )

  3. #3
    لاتعليق سوى شكر للدكتور دحادحه على رده وتفسيره الإيجابي المهم.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

المواضيع المتشابهه

  1. عن الصوم والصيام/فاروق مواسي
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان التصويب
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 06-27-2016, 08:07 AM
  2. الدين والهوية: إشكالات الحوار والصدام والسلطة
    بواسطة أسامه الحموي في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-16-2014, 08:02 AM
  3. الدين والهوية: إشكالات الحوار والصدام والسلطة - السيد ولد أباه
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-02-2014, 07:13 AM
  4. الخوخ..
    بواسطة ندى نحلاوي في المنتدى فرسان الغذاء والدواء
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 09-14-2012, 03:44 PM
  5. الفقه الاسلامي في الطهارة والصلاة والصيام
    بواسطة يسري راغب شراب في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 11-24-2008, 11:40 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •