📗( السلطان الذي رُفضت شهادته ) !!
قصة حقيقية :
في مدينة بورصة في عهد السلطان العثماني ( بايزيد الأول ) الملقب بـ : ( الصاعقة )
السلطان الفاتح الكبير ، فاتح بلاد البلغار، و البوسنة، و سلانيك، و ألبانيا ..
كان من سلاطين الدولة العثمانية العظام ، سلطان الروم ، وصاعقة الإسلام ، والفاتح الكبير ، والمجاهد العظيم .
كان مجرد ذكر اسم ( بايزيد ) كافياً أن يوقع الرعب في نفوس النصارى في أوروبا عموماً، وأهل القسطنطينية خاصة ، كانت ترتجف منه ملوك أوروبا رعباً !!
وكان رحمه الله سريعاً في انقضاضه على أعدائه ، حتى لقبوه باللغة التركية : ( يلدريم ) أي : الصاعقة
وظل هذا الاسم يرعب أوروبا بأسرها .
كان رحمه الله عادلاً حازماً ، يحب العلماء ويُقَّربهم ويُعَظِّم شأنهم ، وكان شديد التواضع مع ما جمع الله له من الهيبة والملك والقوة !!
في أحد الأيام رُفعت قضية ملكية بستان أمام كبير قضاة الخلافة العثمانية الإمام والفقيه : ( شمس الدين فناري )
وطلب منه أحد الخصوم شهادة السّلطان بايزيد ؟!
فأرسلت المحكمة في طلبِه ؟
فجاء السلطان إلى المحكمة، ووقف أمام القاضي وقد عقد يديه أمامه كأي شاهد اعتيادي وأدلى بشهادته !
قلَّب شمس الدين فناري الأوراق، ثم رفع بصره إلى السلطان ، وأخذ يتطلع إليه بنظرات محتدة ، قبل أن يقول له :
( لا أتّهمك بالكذِب ولكن لا يمكن أن أقبل شهادتك، لأنّك لا تؤدي صلواتك في جماعة، والشخص الذي لا يحضر صلاة الجماعة دون عذر شرعي لا تُقبل شهادته كما هو منصوص عليه في شروطِ أهلية الشهود ) !!!!
نزلت كلمات شمس الدين فناري على السّلطان والحضور كالصاعقة، كثيرون اعتقدوا أنّ بايزيد سيأمر بقطع رأسه، ولكنه لم يقل أية كلمة، بل استدار وخرج من القاعة بهدوء !
في اليوم نفسه استدعى السلطان بايزيد المهندسين وأمرهم ببناء مسجدٍ في القصر
وقال لمن حوله : ( هكذا لا تشغلنا السياسة عن صلاة الجماعة ) .
📌العبرة :
والله إنّ المرء لا يَعرف من أي الرجلين يعجب !!
من القاضي الذي طبّقَ القانون على السلطان كما يُطبِّقُه على رجلٍ مسكينٍ قد لا يعرف سكان الحي الذي يسكنُ فيه اسمه ؟
أم من السلطان الذي جعل أوروبا تنصاع له فانصاع لحكم القاضي دون كلمة اعتراض ، حتى مع أن الأمر قد يعتبره البعض إهانة شخصية ؟!
هكذا كان السلاطين الأقوياء ينحنون أمام حكم الشرع والدين.
فعندما كان المسلمون يملكون أمثال هؤلاء العلماء
ملكوا أمثال هؤلاء السلاطين.
عندما كنا عظماء