الإخوة الكرام
الحمد هو استشعار بعطاء من عظيم لا تملك أن ترد له عطاء بعطاء لأن ما أعطاك لا يعادله ما تملكه لذلك تتوجه له بقلبك بعجز عن أن تفعل له ما يزيد في ملكه أو يحسن في ذاته فلا تجد ما هو أكبر من أن تقول الحمد لله واللام في لله هي لام الاستيعاب والاستغراق فهي تستوعب وتستغرق جميع المحامد التي نعلم والتي لا نعلم لمن وهب لنا شيئا في ذاتنا وفي ملكنا ونحن لا نستطيع أن نجازيه شيئا بشئ ولا هدية بهدية ولا منة بمنة ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : ما من عبد يقول الحمد لله على نعمة إلا كان الحمد أكبر منها .
أما الشكر فهو ما يكون لمكافيء أو غير مكافيء ، والشكر يكون بالعمل ، قال تعالى : اعملوا آل داود شكرا .
ولكن الحمد بكل الكيان لا باللسان ، دلالة على عدم قدرة عضو واحد بحمده تعالى حق حمده ، ولذا بدأ بها الفاتحة بحمد ذاته وليس شكرها ، فالحمد عند غالبية العلماء أفضل العبادات ، ولا يقتضي الحمد شقشقة اللسان فقد تستشعر الحمد من غير كلمة واحدة فتصل حلاوة قبوله إلى قلبك دون حاجة لفتح فمك وتحريك لسانك .