منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1

    رحلة البحث عن المراة الفاضلة

    بقلم : عُمر عاصي

    فرُحتُ أقرأ الفصل كله.. ولم يخب ظني في الدكتور مصطفى محمود،، فقد تعرض لتلك الحركات التي دعت ولا زالت تدعو المرأة بالرجعة والانسلاخ عن الإنسانية فلا تريد منها إلا أن تكون متعة تنقضي.. وشهوة تُطلب.
    بعد ذلك الفصل المُثير بكل تلك الأفكار التي حواها عن المرأة المعاصرة.. وما يجب أن تكون عليه المرأة. انتقل بنا الدكتور إلى فصل مُكلل بالصدمات فوصف الوضع بأنه جاء عصر القرود.. مُفصلاً قائلاً: الطبيعة فقدت بكارتها.. والغابة العذراء فقدت عُذريتها.. والأنهار تلوثت بالمخلفات الكيماوية.. والبحار تلوثت بالمخلفات الذرية!
    من الحديث عن الملوثات المادية.. حلق بنا سريعًا نحو الملوثات الخلقية.. وراح يناقش الحب ومفهومه في هذا الزمن. ومِن ثم ناقش أهمية إقتران الحب بالرحمة وإلا فلا حب.. ومؤكداً ذلك بقوله: “الحيوانات تمارس الحب والشهوة وتتبادل الغزل. وإنما الإنسان وحدهُ هو الذي امتاز بهذا الإطار من المودة والرحمة والرأفة، لأنه هو وحده الذي استطاع أن يستعلى على شهواته فيصوم وهو جائع ويتعفف وهو مشتاق”.
    في الجهل والحب، إعتمد نفس الأسلوب كعادته، سهولة الالفاظ وصفاء المعاني.. وبعد أن إستشهد برفض سيدنا يوسف عليه السلام بالإستجابة لتلك النساء ووصفه الإستجابه بالجهل وتوضيح مفهوم الجهل.. جعل يؤكد: “إن المغرم صبابة جاهل.. لأنه لم يعرف من هو الجميل.. إنه غرق في تقبيل نحاس الضريح بينما المحبوب الحقيقي هو روح الحسين… وتلك وثنية سقط فيها العاشق ولم يدركها”. وبهذهِ الكلمات المُعبرة.. يلخص لنا رأيهُ حول إقتران الحب بالجهل أحيانًا.. ويؤكد إختلال الموازيين مرة أخرى..!!
    عند منتصف الكتاب، توقف بي الكاتب عند مسألة مثيرة، إنها رحلة البحث عن المرأة الفاضلة، مُستشهدًا بذلك قول سيدنا سليمان عليه السلام في التوراة: “إمراة فاضلة من يدلني عليها .. إنها أثمن من كل ما في الأرض من ماس ولآلئ.. فتشت في الألف امرأة فلم أجدها”. لم يترك مؤلفنا قراءه مع هذه المقولة التي قد تزعج الكثيرات من النساء حتى أكد قائلاً: حاولوا أن تكونوا فضلاء أولا قبل أن تفتشوا عن المرأة الفاضلة.. فالثِّمار لا يمكن أن تظهر إلا أذا ظهرت الزهور أولا.. ولتجد إمراة كخديجة لا بُدَّ أن تكون رجلاً كمحمد.
    مع هذا الرقي الفكري.. ينقلنا إلى الحديث بعمقٍ عن الشهوة، مؤكداً: “إن الإنسان لا بُدَّ وأن يكتشف بأنهُ لم يُخلق لجسدهِ، بل إنه حاكمًا لهذا الجسد ولا يصح أن ينقلب السيد خادمًا والحاكم محكومًا وإلا اندرج الإنسان في عداد البهائم”. في نفس ذلك الفصل يطرح جوابًا لسؤالاً مهمًا جدًا: كيف يقاوم الإنسان شهوته؟.. ونستطيع أن نلخص الإجابة بالزواج للمقتدر والعفة بالترك.. والإستعانة على ذلك بقوة الإيمان والعمل بالشريعة.. وممارسة الرياضة والهوايات المتنوعة.
    ومن ذلك الفصل الشائك.. انتقل بنا ليلخص ما بين الحب والشهوة من علاقة فيقول: “إن لحظة الشهوة تنسى بعد دقائق، بينما نرى ذكرياتِ الحب تلازم صحابها سنوات عُمرهِ”.
    ومن الحب والشهوة وما سبقها.. استقر بنا متسائلاً: هل نحن في آخر الزمن؟؟ ومن ناحيته فإن تسارع الزمن وهي مسألة ملحوظة للجميع، فإنه لا يستبعد إقتراب اليوم الآخر فالنسل والتكاثر يتسارع بسرعة عجيبة والتطورات العلمية والكشوف تتسارع بسرعة مدهشة.. وحتى أنهُ يستدل بإجتماع اليهود في أرض واحدة ليقول لسان حاله: اقتربت الساعة.
    وقبل موعد النهاية بعشر صفحات أو أكثر بقليل،، يلخص لنا المطلوب في خاطرتين، الأولى: أنشودة حب للذي خلق - هكذا أسماها- فيهيم في العشق الإلهي وكأنهُ صوفيًا من مَعشر رابعة العدوية - رائدة العشق الإلهي ليقول: “حدثتم عنك يا إلهي وهم فيك ومنك وإليك فما عقلوا عني وحجبتهم نفوسهم وأعماهم ختم اللحظات التي ختمت بها على قلوبهم من سر أبدك.. فجعلوا إلى نزوة اللحظة.. وما عجلوا إلا إلى العدم…”. أما الثانية: فكانت عن هتك السترِ، فيرفض انتهاك الحب قائلا: “إذا كنت تحرص على دوام حبك فلا تحاول أن تقتحم هذه الأرض الحرم بينك وبين من تحب.. لا تحاول أن تهتك سره”. مُعللاً ذلك بقوله: “إن الله أراد لكل واحد منا أن تكون له خصوصية لا تنتهك.. وسر بينه وبين ربه لا يطلع عليه إلا ربه”. وبالنسبة للحل؛ فيقول: “وجب أن تكون هناك مسافة بين الأحباء.. وأن يكون الحب قربًا وليس إقتحاما!!”.
    قبل الوداع بلحظات، قدم لنا نصيحةً، ما أحسب أن هناك ما يعادلها قيمة في هذا الكون قائلا: “على خطايانا يجب أن نبكي حقًا وليس على أي هجر؛ أو أي فراق؛ أو أي مرض؛ أو أي موتٍ؛ وذلك حال الذين قدروا الله حق قدرهِ”.
    أخيرًا.. بعد هذه النفحات الإيمانية والرشفات الأدبية،، آمل أن أكون قد قدمت الكتاب تقدمةً تليق به.. ومع هذا الأمل، إلا أنني ادعوكم جميعًا لتناولهِ.. فغير أنه رائع إلا أنهُ سهل التناول وعن نفسي: فقد فتحت الكتاب في السابعة صباحًا.. وختمته قبل الثامنة والنصف بقليل…!!
    - شُكرًا للأخت ملسم عرفات على هذا الكتب النهضوي -
    منقول:
    http://omartalk.com/omar/?p=1134#more-1134

  2. #2

    الاستاذ القدير
    ابوفراس الموقر
    احترامي
    وكل سنه وانت طيب
    من هى المرأة ؟
    سؤال يتبادر الى ذهن كل انسان عازب او متزوج , متدين او غير متدين , مثقف او غير مثقف , فنان أو انسان عادى , شاعر أو روائى أو قارئ لهما .
    الاجابة صعبة وتبدو محيرة للجميع على مختلف مستوياتهم ونوعياتهم ,
    والفرق فى الاجابة بين الجميع لا يعتبر فرقا على أية حال لأنه يرتبط بظروف موضوعية الزمان والمكان .
    المرأة عند العازب مجرد مظهر خارجى وتصنيفها عنده جميلة او قبيحة , أما المتزوج فتصنيف المرأة عنده يختلف لأنه يريد فى زوجته الكمال الذى يبحث عنه الزوج لدى زوجته ؟
    الثقافة والجمال والاخلاق والاناقة والذوق الرفيع ,
    فهل توجد امرأة كاملة تحوى هذه المعانى مجتمعه ؟
    واذا وجدت فهل يمكننا ان نحدد غرائزها وطبائعها التى تحرك الدوافع الانسانية لاتجاهاتها الحياتية ؟
    من هذه النقطة بالذات يتناول الروائى المرأة فى قصصه ,
    كما يتناولها الشاعر فى قصائده ,
    فالمرأة عند الشاعر والروائى المشغل للابداع لديه.
    وليس غريبا ان نجد فى ابداعات الكثير من الشعراء والروائيين الربط بين المرأة وبين الوطن
    لأن المرأة فى نظر المبدعين صورة لوطن يسافر اليه من خلالها , وعلى هذا فالمرأة بالنسبة للمبدعين من الكتاب مصدر روحى والهام لما يكتبونه .
    ويختلف الفنان عن المبدع أو الكاتب فى نظرته للمرأة ,
    لأنه يربط بين المرأة والجمال ,
    المرأة عند الفنان لوحة جميلة وانيقة وناعمة ومثيرة .
    كما أن المثقف يختلف عن الفنان والاديب فى نظرتيهما الخاصة للمرأة ,
    فينظر اليها على انها امرأة لها دورها الثقافى فى المجتمع بخلاف دورها العضوى والمنزلى , وهو لا يعترف الا بالمرأة المثقفة , ومهما كانت المرأة جميلة فانه يحتقرها ان انعدمت الثقافة لديها .
    والمتدين يبحث عن المرأة فى دينها وأخلاقها ولا يعترف بجمالها أو اناقتها ,
    والانسان العادى لا يبحث الا عن المرأة التى تجيد اداء الحياة المنزلية بشكل مريح وعادى .
    اذا يختلف الرجال فى نظرتهم للمرأة وما هيتها الحقيقية ,
    فما هو موقف المرأة من هذا الخلاف حول كينونتها وطبيعتها الانسانية ؟
    وما هى درجات الاختلاف بين امرأة وأخرى فى موقفها من الرجل ونظرته لها ؟
    هناك بالفعل المرأة المثقفة والمرأة المتدينة والمرأة المستهترة والمرأة المبدعة والمرأة الفنانة والمرأة العادية والمرأة غير العادية تماما كما توجد نوعيات نمطية على نفس الاسس عند الرجل ,
    فهل تفضل المرأة النوعية المشابهة لها عند الرجل ؟
    ام تبحث فيه عن نوعية تختلف عنها؟
    هذا هو السؤال .
    الذي يصل الى ملحمة الابداع والحياة عند المراه والرجل في حالة الكتابه بكل اشكالها .


  3. #3
    على خطايانا يجب أن نبكي حقًا وليس على أي هجر؛ أو أي فراق؛ أو أي مرض؛ أو أي موتٍ؛ وذلك حال الذين قدروا الله حق قدرهِ”.......

    كلما احترمنا الاخر احترمنا وجودنا، وكلما وعينا بان الاخر له الحق مثلما لنا نشكل عوالم اخرى غير التي نراها.

    دم بخير
    محبتي

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-13-2012, 07:35 PM
  2. شابان فلسطينيان ينجحان في رحلة البحث عن شجرة عائلة
    بواسطة بنان دركل في المنتدى العائلات الشامية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-19-2011, 03:02 AM
  3. احسن العزاء للأديبة الفاضلة ريمة الخاني
    بواسطة صديق الوفا في المنتدى فرسان الترحيب
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 04-16-2011, 07:52 AM
  4. رحلة إلى البيت المعمور-حجة مبرورة
    بواسطة الدكتور ضياء الدين الجماس في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 12-23-2009, 11:28 AM
  5. رحلة البحث عن أم!....
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-24-2007, 12:29 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •