فروانة : الأسير سليم الكيال عميد أسرى غزة يدخل عامه الـ 28 في سجون الاحتلال
غزة – 29-5-2010 - قال الباحث المختص بشؤون الأسرى ، مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى في السلطة الوطنية الفلسطينية عبد الناصر فروانة إن الأسير " سليم الكيال " قد أتم اليوم عامه السابع و والعشرين في سجون الاحتلال الإسرائيلي ، ويدخل غداً عامه الثامن والعشرين بشكل متواصل ، فيما مجموع فترات اعتقاله تجاوزت الثلاثين عاماً ، وهو يكون بذلك قد أمضى في الأسر ما يفوق ما أمضاه خارج الأسر ببضع سنوات .
وأضاف فروانة، في بيان له، أن الأسير " سليم علي إبراهيم الكيال " ( 58 عاماً ) هو واحد من قائمة " جنرالات الصبر " وهو مصطلح يُطلق على من مضى على اعتقالهم في سجون الاحتلال ربع قرن وما يزيد بشكل متواصل وعددهم ( 16) أسيراً فلسطينياً ، وهو يُعتبر عميد أسرى قطاع غزة ، وأقدمهم على الإطلاق .
وذكر فروانة أن الأسير " الكيال " من سكان حي الزيتون شرق مدينة غزة ، وكان قد أعتقل في الثلاثين من مايو / آيار عام 1983 بتهمة الإنتماء لحركة " فتح " ومقاومة الاحتلال ، ويقضي حكماً بالسجن المؤبد مدى الحياة ، وهو متزوج وله بنت واحدة اسمها ( دعاء ) ، ويعاني من عدة أمراض أخطرها السكري والضغط في ظل الإهمال الطبي المتبع من قبل إدارة مصلحة السجون ، وأن صفقة جبريل عام 1985 قد تجاوزته ، وعجزت المفاوضات عن تحريره ، فهل ستحرره صفقة " شاليط " ..؟
اعتقل تاركاً كريمته الوحيدة جنيناً في رحم والدتها
وأشار فروانة بأن الأسير " سليم الكيال " وقبل اعتقاله هذا ، اعتقل عدة مرات كان أولها عام 1976 م ، وأمضى خلالها ما مجموعه أربع سنوات تقريباً ، وذلك على خلفية الانتماء لحركة فتح ومقاومة الاحتلال ، وأنه وقبل اعتقاله الأخير تزوج ، ولم يمكث طويلاً مع زوجته ، حتى اقتحمت قوات الاحتلال بيته واعتقلته ، تاركاً زوجته وهي حامل في شهورها الأولى ، لتنجب له بعد شهور قليلة مولودة أسمتها " دعاء " .
وفي السياق ذاته أوضح فروانة بأن " دعاء " ترعرعت في حضن والدتها ، دون أن تنعم ولو للحظة بدفء حضن والدها ، فحُرمت من حنانه ، ورؤيته دون قضبان ، أو حتى تقبيله وتقبيل يديه دون شبك أو مراقبة السجان ، لتمر السنين ثقيلة عليها ولتُحرم من رؤيته وسماع صوته منذ سنوات طويلة حتى من خلف القضبان .
واكتفى والدها الأسير ومنذ سماع نبأ ولادتها ، بمتابعة نموها ومراقبة ترعرعها في حضن أمها من بعيد جداً ، عبر الفتحات الفاصلة ما بين قضبان سجون نفحة أو عسقلان أو بئر السبع أو ..، وكان يكحل عيناه برؤيتها عبر فتحات شبك الزيارة كل بضعة شهور ، إلى أن توقفت الزيارات منذ سنوات بشكل كامل ، ولم يعُد يراها أو يسمع صوتها إلا ما ندر عبر أثير الإذاعات المحلية ، وحتى الرسائل ممنوعة ولا تعرف طريقها إلى غزة .
كبرت كريمته " دعاء " وتزوجت وأنجبت له أول أحفاده
ويقول فروانة : بأن للحكاية بداية ، وللحكاية بداية ونهاية ، وحكاية الأسير " الكيال " بدأت ولم تنتهِ بعد ، وهي تحتاج إلى صحفي ماهر وكاتب متميز ليوجزها في قصة صحفية تعكس حجم معاناته ومعاناة أسرته الصغيرة وذويه وأحبته .
مضيفاً : بأن للحكاية بقية ، والجنين الذي تركه في رحم زوجته لحظة اعتقاله ، أصبح بعد شهور قليلة طفلة جميله اسمها " دعاء " ومع مرور السنين كبرت " دعاء " وقبل قرابة العام زفت إلى بيت زوجها ، في ظل الغياب القسري لوالدها الأسير الذي لم يتمكن من مشاركتها ولو بكلمة عبر الهاتف أو برسالة قصيرة ، واكتفى بالاحتفال بزفافها مع زملائه الأسرى في غرف سجن نفحة الصحراوي ، وانتقال " دعاء " لبيت زوجها فاقم من معاناة والدتها التي تركت وحيدة بانتظار عودة زوجها من غياهب السجون .
وقبل قرابة الشهر أنجبت " دعاء " أول أحفاد الأسير " سليم الكيال " ،والحكاية مستمرة .
سنوات السجن الطويلة لم تفقد " الكيال " بوصلته ولم تسلب منه حلمه بالحرية
وأكد فروانة بأن عميد أسرى قطاع غزة وبالرغم من سنوات السجن الطويلة لم ولن يفقد البوصلة وسيبقى شامخاً صلباً مؤمناً بعدالة قضيته وأن النصر آتٍ لا محالة ، ولم تَسلب سني الأسر هدوئه وابتسامته العريضة ، كما لم تدفعه قسوة السجان ومرارة الحرمان للتخلي عن عناده وصموده وكبريائه وارادته الفولاذية ، ولم تسرق منه حلمه بالعودة إلى بيته الصغير وطفلته المحبوبة التي لم تعد طفلة ، وشعبه العظيم الذي أحبه واشتاق لعودته ، ولم يفقد سليم أمله باستنشاق هواء بحر غزة الجميل والتنقل بين شوارع المدينة ، وأزقة حي الزيتون الذي تربى وترعرع فيه ..
مهرجان أمام بيته في غزة
هذا ومن المقرر أن تنظم كافة الفعاليات الوطنية والإسلامية ، مهرجان جماهيري أمام منزل الأسير " سليم الكيال " في حي الزيتون بمدينة غزة وذلك الساعة الخامسة والنصف من مساء يوم الأحد الموافق 30-5-2010 ، تقديراً له ولكافة الأسرى لا سيما القدامى منهم .
داعياً وسائل الإعلام المختلفة إلى الحضور والمشاركة وتغطية المهرجان وتسليط الضوء على معاناة الأسير " الكيال " وكافة أسرى غزة ، كجزء من الواجب والوفاء تجاههم وتقديراً لتضحياتهم وتعزيزاً لصمودهم ونصرة لحقوقهم وفي مقدمتهم حقهم بالحرية .
عبد الناصر فروانة
أسير سابق ، وباحث مختص في شؤون الأسرى
مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في السلطة الوطنية الفلسطينية
0599361110
Ferwana2@yahoo.com
الموقع الشخصي / فلسطين خلف القضبان
www.palestinebehindbars.org