http://www.nashalfa.com/viewtopic.ph...&view=previous
كتب شعراء كثيرون عن مفارقة الوطن اوالهجرة وتغنى كذلك بها فنانون كثر ومعظمها من الجانب العاطفى فيها ولكن اغنية ارقين جاءت لتوثق لنا حقبة من تاريخنا القريب وتصور لنا معاناة اباءنا وامهاتنا ليخرجوا لنا جيلا عظيما بعدهم وشاعرنا احدهم ووصفا رايعا لاحوال الغربة مهما اختلف الزمان والمكان وقسوة المعيشة وجمال ارقين وناسها وسلوكهم الراقى فى حميع منحنيات الحياة والتاعضض التى كانوا فيها
فابتدأت الاغنية بوصف ارقين وجمالها من مياه وزرع وطبيعة خلابة وحسنواتهاوكريم العيش فيها ووصفها بالام للدلالة على حنيتها وضم ابناءها اليها فى تكافل عظيم وهو وصف لطبايع اهلها حيث السلوك لاتاتى من المكان ولكن من ساكنه
ورغم ذلك هاجر العم سليمان وترك كل هذا لان الارض التى لا توفر سبل كسب المعيشة لبعض ابناءها مهما كانت جمالها وكرم اهلها تضيق بهم ولذا نجد العمال من جميع انحاء العالم تركوا اماكن خلابة واجواء ساحرة وجاءوا لينحتوا الصخر فى صحارى الخليج طلبا للقمة العيش
وتدرج الشاعر ليصور لنا مشهدا اخر وسلوك انسانى تلقائى وذلك كيف عم الفرحة الصغير محمد بل الاسرة كلها بمجرد استلام رسالة تفيد قرب عودة الغائب حتى ابدع فى وصف هيئة الرسالة شوقا منهم لرب اسرة غاب عنهم لمدة ليست قليلة
ثم مشهد الاستعداد من الاسرة بل من القرية كلها لاستقبال العائد فهو ابن الجميع كما ارقين ام الجميع وهكذا كانت ديدنهم مع كل قادم او مغادر ومشهد التكافل لتجهيز البيت ليليق بالقادم وجموع المهنيئن وتوزيع الادوار فى تناغم عجيب حتى تحول البيت الى ما يشبه القصر وتصويرا لطبايع الناس فى تقديم العون منهم من كان ملزما ومنهم من كان سباقا ومنهم من كان يضن حتى بحماره للتوصيل
ليعرج بنا الى مشهد الوصول وشوق الابن والاب كل للاخر ولهفة وحرارة اللقاءوالاستفبال العظيم الذى وجده بمجرد الوصول
ثم تصوير راقى لمشهد اجتماعى قل ان يوجد الا فى النوبة حيث ارسل العم سليمان حمولته للمنزل ثم لا يذهب مباشرة الى اسرته الا بعد ان يقضى واجب العزاء وتبريكات الفرح لمناسبات لم يحضرها وما اكثرها وهو فى طريقه للمنزل
ومشهد فرحة الصغير والاهل بالهدايا التى جلبها لهم المغترب والتى تمثل هاجس حتى لاينسى احد من قريب او بعيد واختيار مايناسب كل واحد فيهم حيث ارضى عم سليمان الجميع الذين فرحوا دون النظر الى الثمن المدفوع فيه وليس المادى ولكن المعنوى والنفسى والحرمان الاجتماعى الذى دفعه فى الغربة وامتلىء المنزل بالمهنئين بسلامة الوصول من اقرانه وقرينات زوجته كبيت عرس كبير هكذا كنا وليس كالان
ثم تنقلنا الاغنية الى مشهد اخر الى ساعة الحقيقة والمصارحة بين الزوجين والعتاب بعدما انفض سامر الاحتفال والاستقبال
حبث عتاب الزوجة القابضة على جمرة الصبر ومكابدة الحياة وحيدة فى سبيل تربية الصغار لرب الاسرة لماذا لاتسال عنا وعن حياتنا كيف تسير حيث لاتستقيم الامور هكذا ولا تسير الاسرة الا بالطرفين الاب والام ولذا اما ان تعيش معنا هنا فى ارقين الحنونة ام الجميع او نذهب معك الى مصر
وهنا بانت الحقيقة المره من العم سليمان ماذا افعل حيث الامنيات والطموح التى خرجت بها غير الواقع الذى وجدته
وهنا اراد الشاعر ان يصور لنا قسوة الغربة التى لا ترحم احيانا حيث ستظل ما دام فى الارض اغتراب وان اختلف الزمان والمكان او تفاوتت حدتها وذلك على لسان والده مع تصوير بليغ عن بئية العمل حيث المطلوب العمل كالالة دون النظر الى ادميتك ولا الظروف الانسانية التى تمر بك من مرض وتعب وظروف نفسية ومرات دوران فى حلقة لا تنتهى من ديون وانتظار اخرالشهر وهكذا املا ان تتحسن الاوضاع فلا يستطيع الانفكاك وتذهب السنون هذا ما قصده العم سليمان عندما قال ماذا اصرف وماذا ارسل لكم
وتمر الاجازة سريعا كما الاشياء الحلوة دايما وكان المشهد الاخير وقمة الاوجاع عندما لا يجد المغترب ثمنا لتذكرة العودة وتمنع التجار عن مداينتهم حيث كانت التجارة على مر الزما ن على الارباح وليس الديون الهالكة وهنا كان الرجوع الى السند الحقيقى لانسان النوبة الى النخيل التى من ثمرها طعامهم ومن سعفها بروشهم ومن جريدها سررهم ومن جزوعها عرش منازلهم ولذا كان ثمن بيع سعف النخيل تمن تذكرة العودة وكان الوداع الاخير والسفر الذى لا عودة منه حيث مات العم سليمان وهو يكابد الايام على امل ان تتحسن الاموروكان هذا اخر مقطغ فى الاغنية مع تصوير مشهد تلقى الخبر الحزين فى ارقين
هذه هى مشاهد اغنية ارقين لتظل شاهدة على حقبة من الماضى وممتدا الى المستقبل ماتكررت نفس الظروف
فيا ترى كم من عم سليمان فى الغربة يحفر فى جدار الواقع المر لعله يجد من خلفه واديا من الامانى الوردية وكم من محمد الصغير يفرح بهديته دون ان يعى بثمنها التى دفعت عرقا ودما وغما وكم من شريفة مازالت قابضة على فضيلة الصبر تكابد فى تربية وحماية اولادها وحيدة على ان يعود الغائب يوما ..............وتمضى الحياة
نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي
*
نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي
*
نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي
وهنا القصيدة مغناة
هل من المشاركين من يستطيع أن ينقل وزن القصيدة أو أوزانها رقميا ؟
يفيد في ذلك وجود من يساعد على تبين اللفظ بصورة أدق ممن يعرفون النوبية.
أتبين أحيانا 2 2 3 وأحيانا 2 3 وأجدني بين الرجز والمتدارك والمجتث والرمل
فليحاول من يستطيع مشكورا، ولا ننسى أن المهم في الوزن هو صوت الكلام بغض النظز عن معناه.
للمزيد :
شعر باللغة العفرية
http://arood.com/vb/showthread.php?p=26955#post26955
وهناك قصيدة تم تناول وزنها لعلها هندية أو فارسية - لعلها خببية - لم أستطع العثور عليها
فليت من يهتدي إليها ينشر رابطها.