جمال الرياضيات
على الرابط أعلاه مختارات عن الرياضيات أعجبتني، وهي ليست بعيدة في بعض ملامحها عن الأجواء التي نصف فيها شمولية وتجريد الرقمي. من عرف جمال الشعر والفن عموما وجمال وسمو الفكر لا يمكن إلا أن يلاحظ رابطا ما بين كثير من مضمون هذه العبارات التي تتحدث عن الرياضيات وما عرفه وألفه مما تقدم.
سأترجم الفقرتين الخامسة والثامنة وأصوغ وصفا للرقمي على غرار الفقرة الثامنة وأتمنى على من يستطيع ترجمة المزيد أن يفعل.
رقم 5
J.Bronowski, Science and Human Values, Pelican, 1964.
Mathematics in this sense is a form of poetry, which has the same relation to the prose of practical mathematics as poetry has to prose in any other language. The element of poetry, the delight of exploring the medium for its own sake, is an essential ingredient in the creative process
بهذا المعنى فإن الرياضيات ( النظرية) صورة من صور الشعر بينها وبين نثر الرياضيات العملية ما بين شعر أية لغة ونثرها. إن عنصر الشعر، ( المتمثل) في نشوة استكشاف الأشياء لذاتها عنصر أساس من العملية الإبداعية.
***************
رقم 8
Lawrence University catalog, Cited in Essays in Humanistic Mathematics, Alvin White, ed, MAA, 1993
Born of man's primitive urge to seek order in his world, mathematics is an ever-evolving language for the study of structure and pattern. Grounded in and renewed by physical reality, mathematics rises through sheer intellectual curiosity to levels of abstraction and generality where unexpected, beautiful, and often extremely useful connections and patterns emerge. Mathematics is the natural home of both abstract thought and the laws of nature. It is at once pure logic and creative art.
ولدت الرياضيات من الدافع البدائي للإنسان للبحث عن النظام في عالمه وهي لغة متواصلة التطور لدراسة التركيب والهيئة. ولأنها متجذرة في الحقيقة الفيزيائية متجددة من قبلها، فإن الرياضيات تسمو بالتطلع الفكري الحاد إلى مستويات من التجريد والشمولية حيث تظهر وشائج وهيئات غير متوقعه. إن الرياضيات هي البيت المشترك لكل من الفكر التجريدي وقوانين الطبيعة. وهي بذلك منطق خالص وفن خلاق في آن معا.
سأحاول هنا إعادة تقديم الرقمي بهذا القالب :
ولد العروض - والرقمي أفضل تجسيد لمضمونه - على يد الخليل بن أحمد من رغبته الملحة للبحث عن النظام في أوزان الشعر العربي، وهو لغة متواصلة لدراسة كم التراكيب وكيف الهيئة. ولأن الرقمي متجذر في واقع البناء الشعري الذي تحفز الرغبة للمزيد من الارتقاء به في اكتشاف ذلك الواقع، فإنه أي الرقمي يسمو بالتطلع الفكري الحاد إلى مستويات من التجريد والشمولية حيث تظهر وشائج بين هيئات لم يتوقع أحد وجودها بينها. إن الرقمي هو البيت المشترك لكل من الفكر التجريدي والقوانين الفطرية للشعر العربي. وهو بذلك منطق خالص وفن خلاق في آن معا.