الأخطاء العشرة للمتداولين بالأسهم!!!!!
--------------------------------------------------------------------------------
قال تعالى: (وقلت أستغفروا ربّكم أنه كان غفّارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم
بــأمـــوالٍ وبنين ويجعل لكم جنّات ويجعل لكم أنهارا)
ولاتنسونا من صالح دعاءكم رحمني الله واياكم
الخطأ الأول: احتفاظك بأسهمك الخاسرة
قد يتمسك البعض بأسهمهم الخاسرة لفترات طويلة، ويعود ذلك بدوافع وأسباب مختلفة، ولكن
السبب الرئيسي هو الفشل في التخلص من تلك المراكز الخاسرة مبكرا ...
والأسباب التي تدفع المضاربين للاحتفاظ بأسهمهم الخاسرة هي أسباب نفسية في المقام الأول،
وهنا تكمن الخطورة. وقد يخدعهم الأمل والطمع ويدفعهم لذلك. وربما حاول هؤلاء المضاربون
إقناع أنفسهم بأن السهم سوف يعود للارتفاع مرة أخرى ...
وخلال فترة انتعاش السوق لا يهتم الناس كثيرا للبقاء أو الخروج رغم انخفاض أسهمهم
بنسبة عشرة أو خمسة عشر بالمائة، بل أنهم ربما اشتروا المزيد من الأسهم. ورغم أن الوقت
كاف للخروج بخسارة ضئيلة إلا أنهم يرفضون بيع أسهمهم الخاسرة
ولكي تظل خسارتك محدودة فإنك بحاجة إلى وضع خطة قبل شرائك الأسهم.
وهناك قاعدة مهمة جدا لدرجة أنه يجب عليك وضعها أمام جهاز الحاسب الخاص بك أو على
مكتبك، وهي أنك إذا خسرت ما يزيد على عشرة بالمائة في أحد الاستثمارات، فعليك بيع ما
بحوزتك من الأسهم، فأنت خسرت بالفعل ولهذا فإنك تبيع الأسهم. وتستطيع أن تقوم بعمل أمر
إيقاف خسارة عندما ينخفض السعر بمقدار عشرة بالمائة عن سعر الشراء الذي اشتريت به
الأسهم أو عمل مذكرة بذلك. والنقطة الأساسية هي أنك تتصرف عندما تخسر أسهمك ولا تبقى
متفرجا. بل إن بعض الخبراء يوصون بذلك عندما تصل الخسارة إلى ثمانية بالمائة فقط.
وحتى لو كانت الشركة تبدو قوية لكن السهم يتراجع (لأسباب غير معروفة) فإن رد الفعل
الوحيد هو استخدام قاعدة العشرة بالمائة ...
وبالطبع فهناك استثناءات، فإذا اشتريت أحد الأسهم بسعر يبدو أنه رخيص ثم تذبذب السعر
قبل أن تفقد نسبة العشرة بالمائة، فيمكنك أن تتمسك بهذا السهم، خاصة إذا توقعت أرباحا
مستقبلية ...
وهذه القاعدة مصممة لمنع المستثمرين والمتعاملين غير الواعين من تحويل الخسارة الصغيرة
إلى خسارة كبيرة..
الخطأ الثاني: أن تترك أسهمك الرابحة حتى تخسر
عندما تبيع أحد أسهمك من أجل الربح ينتابك شعور بأنك لو احتفظت به لفترة أطول لتحقق لك
المزيد من المال! وهكذا فقد يحقق البعض أرباحا هائلة في سوق الأسهم ثم يبقون مترقبين
مكتوفي الأيدي في حين تتلاشى جميع أرباحهم.. وهؤلاء ينكرون أن العديد من الأسهم
المفضلة سوف تعود ثانية إلى ما كانت عليه من سعر معادل، وبعضهم يفقد بسبب هذا الاعتقاد
أرباحهم، وربما أيضا جزءا من استثماراتهم الأصلية
وبطبيعة الحال فإن تحقيق أرباح ثم خسارتها بالكامل أكثر ألما من عدم تحقيق أية أرباح
ومثال ذلك سهم إريكسون (شركة الاتصالات السويدية) حيث كان من الممكن شراء سهمها
بعشرين دولارا في عام 1998 وبعد عام انطلق السهم ليصل إلى تسعين دولارا، وبقي
الكثيرون ينتظرون المزيد من الارتفاع.. ولكن في عام 2002 هبط السهم إلى أقل من دولار
واحد !! (ياقلبي لا تحزن)
وإذا كان لديك أحد الأسهم الرابحة فربما تعتقد أنه من الجنون أن تخرج من السوق مبكرا..
فماذا تفعل؟
هناك أسلوب يسمى أسلوب البيع التراكمي، أو خطة 30-30 ، وخلاصتها هي أنه إذا ارتفعت
أسهمك بما يزيد على 30% فعليك بيع 30% من الأسهم التي تملكها. وهكذا ترضي
الإحساسين التوأمين بداخليك، وهما: الخوف والطمع
(بإذن الله تعالى) * ولا تنس هذه القاعدة العامة: "لا يمكن أن تفلس ما دمت تحصل على أرباح
الخطأ الثالث: أن تشعر بارتباط نفسي بعوائد أسهمك
إن عدم القدرة على التحكم في المشاعر هو السبب الرئيسي لتجنب الكثيرين الاستثمار في
سوق الأسهم. فعند استثمار مبالغ كبيرة تجد أن المستثمر غالبا تنتابه مشاعر كثيرة تدفعه إلى
اتخاذ القرار الخطأ. وعموما فإن زيادة حساسيتك تجاه استثماراتك مؤشر على أنك ستخسر
جانبا منها.
هناك مشكلة شائعة تصيب من ذاق طعم النجاح في السوق وهي الثقة الزائدة، ولا نقصد الثقة
المتوازنة فهي ضرورية للاستثمار الناجح، وإنما نقصد الغرور الذي يؤدي إلى الخطر. فقد
يكون من أسباب انهيار سوق الأسهم أن الكثير من المساهمين حققوا الكثير من المكاسب
فصاروا يعتقدون أنهم عباقرة، في حين أن ما جعلهم يكسبون ليست عبقريتهم وإنما هي
السوق المنتعشة التي تثير فيهم الطمع، وإذا اجتمع الطمع مع الثقة الزائدة فإن المستثمر يفقد
القدرة على التفكير السليم
إن بعض المساهمين يشعرون بالأمل في الوقت الذي يجب أن يشعروا فيه بالخوف، ويشعرون
بالخوف في الوقت الذي يجب أن يشعروا فيه بالأمل
إن أكثر المتعاملين والمستثمرين أرباحا هم الذين ليس لديهم ارتباط عاطفي بالأسهم التي
يشترونها، وهم لا يعتمدون على الخوف أو الطمع أو الأمل عند اتخاذ قرارات التعامل، بل
ينظرون فقط إلى البيانات الفنية والأساسية
الخطأ الرابع: أن تراهن بجميع أموالك على نوع أو نوعين من الأسهم فقط
من المشاكل في عالم الأسهم أن معظم الناس ليست لديهم الأموال الكافية للاحتفاظ بمحفظة
متنوعة على نحو سليم، وكقاعدة عامة يجب أن لا يمثل نوع واحد من الأسهم أكثر من 20
بالمائة من حجم محفظتك. وعلى الرغم من أن التنوع يحد من أرباحك المتزايدة إلا أنه يحميك
أيضا في حالة الأداء السيئ لأحد استثماراتك
فإذا شعرت أنك مضطر لوضع جميع أموالك في نوع واحد أو نوعين فقط من الأسهم فعليك
شراء أسهم في الشركات المتحفظة التي تنخفض نسبة سعر أسهمها مقارنة بالأرباح أقل من
عشرة بالمائة، فهي تزيد من عوائدها عن طريق توزيعات الأرباح ربع السنوية
استثناءات:
إذا كنت أحد المتعاملين في الأجل القصير (أو كنت مغامرا) فاعتمد كثيرا على نوع أو نوعين
من الأسهم، فقد تحقق الكثير من المال. وعليك أن تتخصص بنوع من أنواع الاستثمارات حتى
تصبح لديك فرصة أفضل لمعرفة أفضل وقت لشراء أو بيع أسهم هذا النوع. ومن الواضح أن
هذه الاستراتيجية تناسب المضاربين أكثر من المستثمرين
الخطأ الخامس: اعتقادك أنك لا تستطيع أن تكون منظما ومرنا في نفس الوقت
يعتقد البعض أن قلة التنظيم والمهارة هما السبب السبب الرئيس في أن معظم المستثمرين في
الأسهم يخسرون، وهم على حق. فإذا كنت منظما فستكون لديك استراتيجية أو خطة. وبغض
النظر عما تشعر به فسوف تلتزم باستراتيجيتك وخططك
إن التنظيم يعني أن تكون لديك المعرفة لتحدد ما يجب أن تفعله (الجانب الأسهل) والإرادة
والشجاعة للقيام بما يجب عليك فعله (الجانب الأصعب). وهذا يعني أن عليك الالتزام
باستراتيجيتك. وغالبا ما يحقق الالتزام بالقواعد نتائج جيدة مع المستثمرين الناجحين
وعلى الرغم من أن المحترفين في السوق على حق حول الحاجة للنظام لتكون ناجحا، إلا أن
عليك أيضا أن توازن ذلك مع جزء بسيط من المرونة
وبعض المستثمرين يلتزمون بالاستراتيجية الخاصة بالأسهم بطريقة صارمة لدرجة أنهم لا
يستجيبون للسوق عندما تتجه إلى عكس مصالحهم
والنظام أمر ضروري، ولكن يجب أن تكون واقعيا بدرجة كافية حتى يمكن تغيير استراتيجيتك
وخططك وقواعدك خاصة إذا كنت تخسر أرباحك، ولكل قاعدة واستراتيجية استثناءات
* يجب أن يكون المستثمر الحقيقي منظما ومرنا في آن واحد
الخطأ السادس: أن لا تتعلم من أخطائك
من المعروف في أوساط المستثمرين أنك تتعلم من خسارتك أكثر مما تتعلم من مكاسبك. ومن
الأشياء السيئة التي حدثت للعديد من المستثمرين الجدد في أواخر التسعينيات من القرن
الماضي في سوق الأسهم العالمية أنهم حققوا أرباحا في السوق بسرعة كبيرة وببساطة
شديدة، وعندما توقفت الأرباح المحققة بالوسائل السهلة وهبط السوق لم تكن لدى العديد منهم
أدنى فكرة عما يستطيعون فعله بعد ذلك.. لأنهم ببساطة لا يعرفون الإحساس بخسارة المال
إذا خسرت ما يزيد على 10% في السوق فهناك القليل من الأشياء التي يمكنك فعلها. فبدلا من
أن تدفن رأسك في الرمال حاول فهم أخطائك، فليس من المفيد تقديم الأعذار والتصرف كما لو
كانت خسارة الأسهم مجرد خسائر على ورق يمكن تداركها وتعويضها في المستقبل
وفي السوق لا يمكن أن يسير كل شيء دائما في الطريق الصحيح حتى النهاية. لذا تقبل
الخسارة واحرص على عدم تكرار نفس الخطأ مرة أخرى
وعليك بعد ذلك أن تراجع بعناية استراتيجية الاستثمار لديك وكذلك دراسة بيئة الاستثمار
بالكامل، وتحليل جميع الأسهم التي في حوزتك. فإذا كانت استثماراتك لا تحقق نتائج اعتمادا
على التحليل الأساسي والفني فربما عليك القيام ببعض التعديلات في مكونات محفظة الاستثمار
لديك
الخطأ السابع: أن تستمع إلى نصائح الأشخاص غير المؤهلين
إذا جحظت عيناك وأنت تقرأ عن التحليل الأساسي والتحليل الفني فهناك طريقة أسهل وأبسط
لإيجاد الأسهم التي ترغب في شرائها، وهي المعلومات السرية الخاصة بالأسهم. وأجمل ما في
هذه الطريقة هو أنك تستطيع تحقيق أرباح دون بذل أي مجهود إذا كانت هذه المعلومات
حقيقية
إن سماعك للنصائح لا يعني أن تغفل تماما عن دراسة السهم من حيث التحليل الأساسي
والتحليل الفني. وقبل أن تستمع إلى النصيحة يجب عليك أولا أن تتأكد أن من أسداها إليك
ليس له أهداف أخرى، فالكثير من المحللين وشركات المحاسبة يسعون لتحويل الشركات
الخاسرة إلى شركات رابحة
إن من غير المنطقي أن تقضي وقتا طويلا في دراسة جدوى شراء تلفاز من نوع معين مثلا،
بينما تبادر إلى شراء عدد من الأسهم بأضعاف قيمة ذلك التلفاز دون أن تقضي وقتا كافيا
للتأكد من أن قرارك مناسب. وقد يكون الدافع لهذه العجلة هو الطمع بالربح السريع
الخطأ الثامن: أن تتبع اتجاه "القطيع"
هل تريد أن تخسر أموالك؟
إذا كنت ترغب في ذلك فافعل ما يفعله الآخرون. إن من الصعب أن تفكر بطريقة مختلفة عن
الآخرين، ولكنك لو درست حياة بعض أعظم المتعاملين والمستثمرين في الماضي القريب
فسوف تكتشف أنهم حصلوا على ثرواتهم في الغالب عن طريق القيام بعكس ما كان الآخرون
يفعلونه. وهذا يعني أنهم كانوا يشترون عندما كان الآخرون يبيعون، ويبيعون عندما كان
الآخرون يشترون
إن الإشارة على انتهاء السوق المنتعشة التي ترتفع فيها الأسعار قد تبدو وكأن الجميع
يتعاملون في سوق الأسهم، وعلى العكس فإن الإشارة إلى نهاية السوق الهابطة التي تنخفض
فيها أسعار الأسهم هو دليل على أن الجميع خائف جدا من الاستثمار في السوق. وعندما
يتجنب الجميع سوق الأسهم حيث يبدو الوقت وكأنه أسوأ وقت ممكن للاستثمار فسوف تنتهي
فترة السوق الهابطة.
ولسوء الحظ فإنه لا يوجد من يدق الجرس ليعلن النهاية، ولكن عليك أن تكتشف ذلك بنفسك
الآن كيف تفكر بطريقة مختلفة عن الآخرين؟
يمكنك البدء بالنظر في الاستراتيجيات التي لا يستخدمها الناس.. ولكن لسوء الحظ فبمجرد أن
يكتشف الجميع هذه الأساليب تتوقف العديد من الاستراتيجيات عن العمل..
على سبيل المثال: استراتيجيات مثل "تأثير يناير"، حيث تقوم ببيع جميع أسهمك في بداية
ديسمبر ثم تعيد شراءها مرة أخرى في يناير، فقد كانت استراتيجية جيدة حتى تم الإعلان عنها
بشكل واسع في وسائل الإعلام
الخطأ التاسع: أن لا تكون مؤهلا لما هو أسوأ
قبل أن تدخل إلى سوق الأسهم يجب أن تتوكل على الله وتعلم أن ماأصابك لم يكن ليخطأك وما
أخطأك لم يكن ليصيبك ولاتقل لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدّر الله وماشاء فعل
وأن تكون مؤهلا وتتخلى عن الخوف. فرغم أن عليك أن تأمل بما هو أفضل دائما، إلا أنك
يجب أن تكون مؤهلا لما هو أسوأ. ومن أكبر الأخطاء التي يقع فيها الكثير من المستثمرين
أنهم يعتقدون أن أسهمهم لن تنخفض أسعارها، وهم ليسوا مؤهلين للتعامل خلال فترة التدني
والانخفاض التي تشهدها الأسواق، أو فترات الركود والانكماش أو انهيار السوق أو أي حدث
آخر غير متوقع قد يدمر السوق
حتى لو لم تكن تتوقع كارثة مالية، حاول دائما أن تضع خطة "واقية من الصدمات" تعتمد على
المنطق والإحساس العام، وليس على الخوف.. وإليك بعض الخطوات القليلة التي يمكن أن
تتخذها لحماية محفظتك :
أولا، عليك تحويل الكثير من أموالك إلى نقدية: فعندما تكون أموالك سائلة فإنه من السهل
عليك أن تتخذ قرارات غير عاطفية حول المكان الذي تضع فيه أموالك بعد ذلك. والنقدية هي
مكان مريح عندما يكون الاقتصاد في حالة صراع، والسوق في حالة هبوط. حيث يمكنك أن
تنتظر مؤقتا على الخطوط الجانبية حتى يسترد السوق قوته فقد ينم هذا التحرك عن الحكمة.
فإذا استسلم السوق بالفعل أو دخل في كابوس انكماش تكون الطريقة الوحيدة للفوز هي وفرة
السيولة أو النقدية.
ثانيا، قلل حجم التعاملات: إذا كنت أحد المتعاملين فحدد عدد الأسهم التي تتعامل عليها، حيث
أنه عندما يصبح من الصعب جدا تحقيق أرباح في السوق، يحاول البعض بطريقة خاطئة
استعادة أرباحهم المفقودة. ويكون الطمع حينئذ أقوى من الخوف، وهذا هو السبب في أن
بعض الناس يرهنون منازلهم من أجل فرصة الثراء السريع. فإذا كان ولا بد من التعامل فيجب
أن يكون حجم التعاملات محدودا
ثالثا، ادرس السوق أكثر: إذا وصلت إلى فترة تنخفض فيها الأسعار في الأسواق، يكون عليك
استغلال ذلك الوقت لدراسة الأسواق، ومن ثم اقرأ الكتب، وحاول تنشيط ذاكرتك فيما يتعلق
بالتحليل الأساسي والفني، وعندما يسترد السوق نشاطه (وهذا ما يحدث عادة في النهاية)،
فسوف تكون مؤهلا ومستعدا بمجموعة من الأسهم الجديدة المنتقاة
الخطأ العاشر: أن تهمل المال أو تسيء إدارته
إن إدارة المال مهارة صعبة على معظم الناس، لكنها أحد أهم المهارات التي يجب أن تملكها.
أما إن كنت لا تستطيع إدارة الأموال فإنه محكوم عليك بالوقوع في المشاكل المالية (إلا إذا
استأجرت شخصا يديرها نيابة عنك)
هل تريد أن تعرف سر تحقيق المال في سوق الأسهم أو أي نوع من الاستثمار؟
أن لا تخسر أموالك ! هذه هي الحقيقة بكل بساطة.. وبتفكير كاف ستجد أن هذا يعني الكثير.
ومن الواضح أنه ليس من السهل العثور على استثمارات لا تخسر فيها أموالك، ولكن ذلك يجب
أن لا يوقفك عن المحاولة
إن إهمال وترك فرص الربح ضار جدا، مثله في ذلك مثل سوء إدارة الأموال.. إن بعض
الخوف يجعلك تقف على أطراف أصابعك وتكون متأهبا، ولكن الخوف الزائد قد يتسبب في ترك
الاستثمارات المربحة. فالخوف من الخسارة هو الذي يمنع أكثر الناس من شراء الأسهم وهي
في أدنى أسعارها، وكذلك الخوف من خسارة الأرباح الطائلة هو الذي يمنع الناس من بيع
الأسهم قبل فوات الأوان. والخوف ينتج في العادة من نقص المعرفة، ولهذا فمن الضروري أن
تقوم بعمل أبحاث خاصة بك عندما تتاح أمامك فرصة مالية، وهذا يمنحك الفرصة لاتخاذ قرار
سليم اعتمادا على الحقائق وليس على العاطفة والإحساس
من الواضح أنك لست على علم بجميع المعلومات التي تحتاجها لكي تكون على صواب بنسبة
100% ويجب أن تتخذ أحد القرارات على أساس أفضل المعلومات المتوفرة لديك في ذلك
الوقت، وسوف تخطئ مرات عديدة. ويوجد العديد من الفجوات والأجزاء الناقصة أو المفقودة
من المعلومات التي تجعلك تتساءل عما إذا كنت تتخذ القرار السليم. فالخوف من الخسارة يمنع
البعض من اتخاذ أي قرار على الإطلاق، ومع ذلك ينبغي عليك اتخاذ أحد القرارات
والله تعالى أعلم وأسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علّمنا ويعلّمنا ماينفعنا , أنه ذلك والقادر عليه
وأن يرزقنا وأياكم من فضله ونعمته ويجمعنا في جنات النعيم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى أله أجمعين ..
*****************
منقول للفائده
فتاوى
http://www.sahab.com/go/index.php
قرأت مقال للكاتب الأستاذ محمد عبد الله المنصور.. بعنوان: حكمة الشايب
وضعت أمتعتي في غرفة الفندق الأوروبي وارتديت ملابسي الرياضية ثم توجهت إلى النادي الصحي لأجري بعض التمارين. كان بجانبي نزيل أوروبي أو ربما أمريكي يكبرني بالسن بل كان عجوزاً بالنسبة لي. تجاذبنا بعض الأحاديث ووجدنا العديد من الاهتمامات المشتركة فكان الحوار ممتعاً. قبل أن أنصرف دعاني لمرافقته في رحلة بحرية في الغد فاعتذرت لارتباطي بمواعيد العمل التي جئت من أجلها. اقترح علي أن نتناول العشاء سوياً في مطعم متميز لكنني كنت مرتبطاً كذلك بعشاء عمل لاستغل الأيام الثلاثة التي سأمضيها في إنهاء كافة أعمالي.
كنت أصادفه أحيانا خلال دخولي أو خروجي من الفندق فأرى منه ابتسامة ذات مغزى لكني لم أعلم مايقصد بها؟ في آخر يوم لي وأنا أنهي إجراءات المغادرة لمحته يجلس في صالة الفندق ويشير إلي. اتجهت إليه فدعاني إلى شرب كوب من الشاي ، وكان لدي متسع من الوقت فلبيت طلبه وبادرته : ماسر الابتسامة التي تواجهني بها كلما تلاقينا؟ .. تبسم وقال: إنني كلما رأيتك تذكرت نفسي حينما كنت شاباً ، فقد أمضيت أجمل وأغلى سنوات عمري في تنمية أعمالي التجارية كما تفعل أنت الآن ، وبعد أن كبرت وانتهيت إلى ماترى وجدت أنني فقدت الكثير مما لا يمكن تعويضه وخرجت بدرس ثمين يمكنك أن تسميه (حكمة الشايب) . كان الأمر مشوقا لي فبادرته قائلاً: وما هذه الحكمة؟ فأجاب: إن الرجل يمر في حياته بثلاث مراحل ويحتاج إلى أن يملك ثلاثة أشياء . ففي الشباب يكون لديك الوقت لقلة انشغالك ولديك النشاط والقوة لتستمتع ولكن ليس لديك المال الكافي لتسافر وتشتري السيارة والمنزل الذي تتمناه و ترفه عن نفسك بعيش رغيد . ثم إنك تنتقل إلى مرحلة الرجولة فتزاول العمل والتجارة وتبدأ بجمع المال لتؤمن مستقبلاً أفضل لك ولأسرتك ، حينها يكون لديك المال ولديك النشاط والقوة ولكن ليس لديك الوقت لتستمتع وترفه عن نفسك وأسرتك فأنت مشغول بأعمالك وسفرياتك وتجد أنك تضحي بأشياء كثيرة من أجل (ضمان المستقبل) . وفي المرحلة الثالثة حين تكبر سنك تكون قد جمعت المال الذي تريد ولديك الوقت لتستمتع به وتحقق ماكنت تحلم به ولكن .. ستجد أنك قد فقدت الصحة والنشاط الذي كنت تتمتع بهما أيام الشباب ، فلم يعد لديك الجهد للسفر ولا تجد نفس المتعة في شراء سيارة فخمة أو منزل كبير ! وتبحث عن أبنائك وبناتك لتستمتع معهم في رحلات وجلسات وزيارات فتجدهم قد كبروا ولم يعد يهمهم أن يشاركوك في مثل هذه الأنشطة فقد صار لكل منهم اهتماماته وعالمه ! بل وقد لا تجد زملاء تلتقي بهم لأنك قد قطعتهم حين انشغلت بأعمالك التجارية. ستجد أن هذا المال لن يعيد لك تلك الأيام التي كان أبناؤك يتمنون أن تمضي معهم ولو ساعة واحدة أو أن تذهب بهم إلى رحلة او سفر إلى بلد قريب ! ستجد أن المال لن يعيد لك صحتك بعد أن داهمك الضغط والسكري فلم تعد ذاك اليافع القوي !! لذا استنتجت من تجربتي في الحياة، وهو ما أوصيك به ، أن بضعة آلاف من الريالات وأنت في شبابك تستمتع بها مع أبنائك وزوجك وتقنع بما لديك خير لك من مئات الآلاف بل والملايين حينما تكون كهلاَ مثلي!
قرأت هذه القصة في عامود الكاتب المعروف داوود الشريان في صحيفة الحياة منذ عدة سنوات وهو يرويها عن زميل له ، ولكنها بقيت راسخة في ذاكرتي استرجعها كلما شاهدت أولئك الذين يلهثون خلف الدنيا من أجل المال بشكل مبالغ فيه ، هم لم يكتفوا بتضييع أجمل أوقاتهم و ذروة نشاطهم بل أهملوا أسرهم ونسوا أقرباءهم وقصروا في واجباتهم. ومنهم من غامر بمستقبل أسرته فباع بيته وعقاره ومدخراته واستدان من البنوك من أجل مغامرات تجارية قد تنتهي به مديونا مدى الحياة ، هذا إن سلم من السجن . بيد أن الطامة الكبرى هي أن يكون الاندفاع وراء المال والطمع فيه سببا في إهمال العبادات والوقوع في معاملات محرمة ، حينها سيخسرون كل شيء ولن يعرفوا ذلك إلا بعد فوات الأوان ، والسعيد من اتعظ بغيره ! فإن خسرت مالا أو صفقة فتذكر دوما أنها وسيلة وليست غاية !