رسالة مفتوحة إلى "ملتقى المرأة السعودية .. ما لها وما عليها"
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله .. هذه تحية للقائمين على "ملتقى المرأة السعودية ..." .. وتحية خاصة لراعية الحفل الأميرة صيتة بنت عبد الله .. من رجل يحمل على كتفه ثلاثة عقود من متابعة (قضية المرأة) .. كما ينبغي .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. إن كانت لي ملاحظة فإنها تتعلق بالحديث عن المرأة السعودية (منفردة) .. إذ الذي يظهر لي أن (قضية المرأة) قضية واحدة .. تحمل الكثير من التشابه .. الذي يصل حد التطابق أحيانا.أرجو ألا يكون الوقت قد (فات) للقيام بعمل يمنح المرأة السعودية خصوصية .. وأعني بذلك حين تقرر أن يكون تعليمها غير مختلط .. كنا في حاجة إلى (فكرة) و (عمل) .. والقليل من بعد النظر .. مما يؤدي – كان سيؤدي – إلى صنع كادر نسائي مؤهل بشكل جيد،ومتوفر عددا بشكل يتيح عدم ظلم المرأة بتكليفها بنفس ساعات عمل الرجل .. وصنع قضية (الشبكات التلفزيوينة) على كل حال تبدأ القصة دائما .. بتعليم المرأة .. ثم (الجمعيات الخيرية) ... ثم العمل بأجر .. ثم التشكي من الجمع بين (وظيفتين) .. مما ينتج عنه (التقليل من أهمية العمل المنزلي) .. وكراهية (الأطفال) .. ثم يأتي الحنين إلى المنزل ... ولكن ذلك لا يحصل إلا بعد أن تصبح المرأة (ترسا) في عجلة الاقتصاد ولا يمكن الاستغناء عن ذلك(الترس) .. ويدعم تلك الاستحالة (تذوق الرجل لنقود المرأة) – لدينا خصوصا – وتحملها بعض الأعباء في المجتمعات الأخرى.غني عن القول أن كاتب هذه السطور ليس ضد عمل المرأة – وهذا يكاد أن يكون "قولا مكررا" – بل يؤمن بأهميته القصوى.يبدو وكأنه – فعلا - لا شيء جديد!! حين أقرأ – الآن نهاية القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين – الانتقادات التي توجه لتبرج المرأة السعودية .. و(العباءة المخصرة) ... إلخ. لابد أن أستحضر هذه النصيحة والملاحظات التي صرخت بها إحدى السيدات .. إستير خوري من البترون،و نُشرت في مجلة "مينرفا"في عددها رقم "11" في 15/2/1924م : ( احذري تقليد الغربيات بما يمجه الذوق وينبذه التقدم الشرقي. لا يليق بك أن تظهري بين الناس بمظهر راقصة على مسرحها. إيه فتاة الشرق كأن ما كفاك التشبه بالغربيات لبسا بل زدت عليهن بحركات جسمك ومشيتك بصورة يخجل الأديب من النظر إليك وتستحي العين من أن تراك على هذا المثال. كأني بطرقاتك كلها أصبحت مسرحا وأنتن عليها راقصات. أقترح عليكن تأليف جمعية لمحاربة الأزياء الخلاعية والعادات غير المألوفة ).{ ص 76 ( صحافة اللبنانيات وجمعياتهن في العشرينات : وجهان لعملة واحدة ) بقلم : نهوند القادري(أستاذة مساعدة في كلية الإعلام والتوثيق،الجامعة اللبنانية) : نقلا عن : ( النساء العربيات في العشرينات حضورا وهوية) / مجموعة من الباحثات و الباحثين / مركز دراسات الوحدة العربية + تجمع الباحثات اللبنانيات}.بعد هذه الصرخة .. نستطيع أن نأخذ جولة – مطولة بعض الشيء – في دراسة الأستاذة (نهوند)،والتي تمتد على الصفحات من 73 حتى 98.. وسنجد الكثير من التشابه ... التركيز على الجمعيات الخيرية .. وهكذا بدأ الأمر عندنا .. إلى غير ذلك .. تقول الباحثة .. ( باختصار بعد ما خاب ظنهن بمفاعيل العلم السحرية،عدن من جديد للاعتراف بسلطان الطبيعة،وبالوظائف الطبيعية لِكُلِِ من الجنسين،وبالعمل على إيجاد صورة مثالية لعمل المرأة بعيدا عن تحصيل المال وعن المنافسة والمزاحمة،مركزات على أهمية العمل التطوعي للمرأة بحكم طبيعتها. وهكذا أمام المزاحمة والمنافسة،وأمام المواضيع الخلافية تتسامى المرأة وتتعفف وتعلن أنها لا تهوى المناصب ولا الوظائف العالية،ولا تهوى جمع الثروة ولا الشغل بالسياسة والتلهي بها،لا الاهتمام بنفسها. أي تتخلى عن كل ما هو من مقومات السلطة،هاربة إلى الأمام نحو التضحية و الوطنية. {في الهامش : تقول نجلا أبي اللمع في خطبة لها نقلتها مينرفا : " .. الرجل ينادي بالمساواة المرأة طالما هي بعيدة عنه لأنه يخاف فقدان سيطرته عليها .. لا يحمل أحد قولي إني أقصد بهذا التمرد والشذوذ عن كل عادة وخلق مألوف كلا،بل إنني أريد أن أقول إن المرأة تطلب الرقي والمساواة في سبيل التفاهم والخدمة والسعادة،لا في سبيل التمرد والسيطرة اللذين يفهمها الرجل" : مينرفا،السنة 1،العدد 10 (1924).} (..) تفاوتت مواقف الأطراف الخارجية المرشحة للتماثل،خصوصا وأن الغرب في هذه الفترة كانت بلدانه تشهد جدلا صاخبا حول هذه الموضوعات وبشكل متفاوت أيضا.وهذا ما انعكس على صفحات المجلات. مثلا نقلت مجلة السيدات والبنات عن سيدة فرنسية ما يلي :لا أريد من حقوق النساء أن تتشبه المرأة بالرجل في كل أعماله. لكن أريد طلب النساء للأعمال الخيرية إصلاحا للخلل الكائن في هيئتنا الاجتماعية. هذه هي النهضة النسائية الحقيقية لأن وظيفة المرأة الحقيقية ومكانها الطبيعي البيت،لذلك تألف في أوربا حزب كبير من النساء والرجال للسهر على اللواتي يعملن خارج البيوت. (..) مقابل هذه المواقف الفرنسية المعتدلة المنتقاة من قبل المجلات النسائية،نصادف أيضا على صفحات هذه المجلات نفسها مواقف أمريكية متطرفة وأخرى إنكليزية تقع بين المنزلتين. مثلا : ينقل بشارة جبران مسرة مقالة لرئيسة الحزب النسائي في واشنطن أوليفر بلمونت،تحت عنوان "آن للمرأة أن تحكم"){89 - 90}.وكانت الباحثة قد قالت من قبل .. (هكذا ولشدة الاتهامات وخوفا من أن يرمين بالتهتك والفجور،رحن يركزن في صحافتهن على مخاطر التغيير المفاجئ في العادات من ناحية،وعلى أهمية أخذ العلوم من الغرب من ناحية ثانية. ورحن يبحثن عن نقاط الالتقاء ويبتعدن قدر الإمكان عن المواضيع الخلافية،فركزن في البداية على المناداة بتعليم المرأة لما في ذلك من سعادة لعائلتها وزوجها ومن فائدة لوطنها وأمتها. ولما كان عمل المرأة المأجور لمّا يزل بعد موضع خلاف،ولم يشكل بالنسبة إلى هذه الفئة من النساء المرتاحات ماديا حاجة ملحة وماسة،أو لمّا كانت الوظائف المتاحة للنساء قليلة أو بالأحرى نادرة،فإن التركيز على تثمير العلم تحول من العمل المأجور نحو العمل التطوعي. وتجلى ذلك من خلال دعوة المرأة إلى تأليف الجمعيات الخيرية،استكمالا لرسم صورة المرأة الفاضلة المتسامية التي لا تبغي من نهضتها سوى القيام بواجبها الرعائي سواء على الصعيد الخاص أو العام. وراحت الجمعيات تتلاقى مع الصحافة على الدعوة للأخذ من الغرب العلوم دون العادات.لقد ساهمت عوامل عديدة في ازدهار الجمعيات النسائية،وفي إضفاء الصفة الإصلاحية على الحركات النسائية في لبنان بعد الحرب العالمية الأولى،فالكثير من المسائل التي كانت الصحافة النسائية في السابق تتردد في إثارتها ولو نظريا،أصبحت أشبه بالحقائق الملموسة في هذه الفترة "بدءا بخلع الحجاب أو التخفيف منه،التعليم،الاختلاط". ومن هذه العوامل نذكر : -التحولات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي رافقت الحرب العالمية الأولى،خصوصا لجهة صعود الرأسمالية وما تبعها من بحث عن أسواق جديدة وخلق طبقات جديدة منها الطبقة العاملة الناشئة،ومن تحول متزايد نحو الحضر من ناحية. ولجهة صعود الحركات الوطنية والنضال من أجل استقلال الشعوب في الشرق من ناحية ثانية. -اتساع التعليم بشكل عام وتعليم البنات بشكل خاص،وإن كان بقي متسما بالتوازن على صعيد الجنس،المناطق،الطوائف.-الأثر الذي مارسته الحركة النسائية في مصر على المرأة للبنانية وخصوصا المسلمة،كون هذه الحركة اختمرت بطيئا،واتّسمت بالإصلاح التاريخي "1923 هدى شعراوي أول مسلمة خلعت الحجاب"،إضافة إلى تبادل الزيارات بين زعيمات النهضة في البلدين "مثلا شهدت بيروت مع إحسان أحمد أول امرأة مسلمة تخطب على المنابر سافرة الوجه".-الأثر الذي مارسته أيضا الحركة النسائية التركية على المرأة المسلمة،خصوصا بعدما صعدت هذه الحركة سريعا بدءا من إعلان الدستور ومرورا بإصلاحات أتاتورك.(..) – التغير الذي طرأ على صعيد المرأة المسلمة "خلع عنبرة سلام لحجابها بعد رحلة لها لمدة سنتين إلى لندن 1928،وإلقائها للمحاضرات في الأماكن العامة". إضافة إلى ظهور كتاب نظيرة زين الدين 1928،والدور الذي لعبته نظيرة جنبلاط،ولا سيما بعد موت زوجها. ){ ص 76 – 78}. تجدر الإشارة إلى أن كتاب نظيرة زين الدين،المذكور أعادت نشره دار النهار سنة 1979م. إشارة الباحثة إلى (إحسان أحمد) .. يعود بنا مباشرة إلى سيدة الأعمال السعودية لبنى العليان،والتي ألقت خطبا وهي سافرة .. كما أن تعليق أحد المحررين على ما فعلت .. يعيدنا إلى إشارة مي زيادة لدعم الرجال لتحرر النساء .. وقد كتب الأستاذ محمد صلاح الدين – رحم الله والديّ ورحمه – على خلفية ما قامت به سيدة الأعمال تلك : ( طالعتنا صحيفتان سعوديتان إحداهما هذه الصحيفة "المدينة المنورة"بتمجيد غير مسبوق لسيدة أعمال سعودية شاركت في منتدى جدة الاقتصادي واختارت أن تلقي خطابها على الملأ حاسرة الرأس (..) ورأى محرر ملحق"الأربعاء"أن السيدة الكريمة قد بنت – بما فعلت – صرحا تعلو عنده القمم ويسأل علوه المجد الوثاب. واعتبر المحرر الذي أفقدته نشوة الإعجاب توازنه أن السيدة الكريمة كـ"مداد خص نفسه بالإفصاح جهرا،وقلم خط سطر المجد فخرا،وسفر لكفاح امرأة سعودية أنجزت الممكن وتهفو للمستحيل في أقصى ركن من الإمكان،إنها مثال فوق المثال لهزيمة افتراءات الغرب على المرأة السعودية".(ملحق الأربعاء 29/11/1424هـ){ جريدة المدينة العدد 14885 في 2/12/1424هـ}. هنا أستطيع أن أضيف أنني كتبت (كلمة) تحت عنوان (الحجاب من "هدى"إلى"لبنى") وقد طُلب مني تغيير العنوان،بسبب (حساسية) حول اسم الأستاذة (لبنى العليان)!! مما يشي بوجود (أمر) يتجاوز طرح وجهات النظر .. والاختلاف – أو الاتفاق – على سلوك ما .. مما يشي – بكل وضوح – بوجود (دعم ما)!!بعد التعليم والبحث عن العمل بـ(أجر) .. تشعر المرأة بضغط الأطفال ... هناك في الغرب .. نأخذ هذا المثال : (واستطاعت النساء العاملات تحسين أوضاعهن الوظيفية والمعيشية وبالتالي أصبح إنجاب الأطفال بالنسبة لهن مسألة ثانوية أو ترفيهية وفقدت أهميتها الأولى كرسالة اساسية في وجود المرأة وكيانها!! (..) في الولايات المتحدة الأمريكية تشير أول الدراسات التي بدأت ترصد هذه الظاهرة أن 30% من الشابات الأمريكيات الصغيرات قررن عدم الإنجاب بعد الزواج والأسباب كثيرة .. والمشكلة أن أغلب المتزعمات لهذه الحركة يشغلن مناصب تمكنهن من خلالها التأثير على الأخريات فمثلا د. هيلين تيلور كبيرة المحاضرين في الأدب الأمريكي بجامعة رادوبك وهي كاتبة مؤلفة مشهورة (..) وتبلغ من العمر 46 عاما وهي تعلن دائما أن عدم وجود الأولاد قد أعطاها مزيدا من الوقت لإجادة عملها الجامعي والأدبي وأن وجود الطفل يعني وجود كرة ضخمة وسلسلة حديدية في قديمها تعرقل حركتها وتشلها. أما ليندا جراند فهي كاتبة وصحفية وعمرها 42 عاما،تقول أنها تفضل الحصول على جائزة أفضل كتاب عن الحصول على طفل (..) والمتزعمات لهذه الحركة المضادة لطبيعة المرأة يحتمين خلف ستار الحركة النسوية وحجج الانشغال بتكوين المستقبل السياسي أو العلمي أو الفني ..){مقالة "الملاك يغادر البيت" / نفسية عابد مجلة أكتوبر العدد 914 في 1/5/1994}.وفي المقابل تقول الكاتبة السعودية سلوى خميس ولا أريد مقابل تقدم الرجل أن أنسب للمرأة هذا المجد المؤثل في أنها رحم وحاضنة للرجل، فهذه مقولة رغم أنها صحيحة حتى النخاع إلا أنها صحيحة بطبيعة الأشياء، فقد كان من الحتمي أن يكون أحد الجنسين أما والآخر أبا، فما الذي تنسبه المرأة لنفسها إذا كانت أما؟){ جريدة عكاظ العدد 10291 في 6/5/1415هـ.}. ومن تتأفف من (الأطفال) لاشك أنها سوف تتضجر من أعمال المنزل .. في الغرب كان الامر واضحا،وصفت بعض النسويات على المراة التي تعمل في بيتها بأنها (عبدة بيتية) .. أما عندنا،فنجد الأستاذة فوزية أبو خالد تقول .. (لا تتيح لي مشاغلي إلا نادرا متابعة القنوات الفضائية (..) ليست مشاغل ثقافية بالضرورة بل إنها مشاغل بيتية تقليدية على الأغلب كأن أكون منهمكة بالكنس أو تنظيف الأطباق أو الغسيل أو الكي أو فض مشاحنات الأولاد ومتابعة دروسهم (..) وهي مشاغل لا يستهان بمردودها على الدخل القومي على أية حال تشير التقديرات إلى أن مداخيل هذا المصدر من العمالة المجانية تصل إلى المليارات في كثير من دول العالم ..){جريدة الجزيرة العدد 8710 في 19/3/1417هـ = 3/8/1996م}.طبعا لا تخفى دلالة عبارة "العمالة المجانية"وقد تطور الأمر إلى مطالبة بعض الجمعيات النسوية،في بعض الدول العربية إلى أن يدفع الزوج لزوجته (مقابلا) لقيامها بالأعمال المنزلية!!!! عودة إلى مساهامات الرجال في (القضية) .. تساءل الأستاذ نايف العتيبي،في مقالة له بعنوان "ربة منزل" .. ( فهل أصبحت "ربة منزل"مهنة من لا مهنة لها من السيدات؟){ جريدة الجزيرة العدد 9150 في 17/6/1418هـ = 17/10/1997م}. بعد الحماس للعمل .. ثم العمل .. ثم التضجر من الأطفال .. والأعمال المنزلية .. تكاد قوى المرأة أن تخور .. فيبدأ الحنين إلى (المنزل) ... هناك في الغرب .. (ومن تجربة المرأة الأمريكية التي تحسدها عليها نساء العالم،والعودة إلى البيت والأسرة (..) تفيد الإحصاءات والاستطلاعات أن حوالي 60% من النساء الأمريكيات العاملات يتمنين ويرغبن في ترك العمل والعودة إلى البيت لأن العمل لا يوفر المال المطلوب لمتطلبات الحياة وإن وفرها،كان الأطفال والأسرة الضحية في المقابل){ عن مقالة "المرأة الأمريكية والعمل" بقلم : محمد صادق / جريدة الشرق الأوسط العدد 5949 في 12/10/1415هـ = 13/3/1995م}.أما عندنا .. ورغم قصر تجربة خروج المرأة للعمل - نسبيا - فإننا نجد التالي كشفت دراسة ميدانية استطلاعية أن خمسين بالمائة من المواطنات اللواتي يعملن يرغبن في ترك العمل والتفرغ لشؤون الأسرة والبيت لو سمحت الظروف لهن بذلك. وبينت الدراسة التي أعدها الدكتور إبراهيم مبارك الجوير أن 45% من عينة النساء العاملات يعتريهن شعور بالتقصير إزاء الأسرة والأطفال نتيجة خروجهن للعمل في حين أن 67 بالمائة منهن أكدن أن العمل يمثل لهن مجهودا مزدوجا أو إضافيا.){المجلة العربية العدد 245 / جمادى الآخرة 1418هـ}. بطبيعة الحال تنفرد المرأة السعودية - والمسلمة بشكل عام - بالشعور بالوقوع تحت ضغط حديث (والمرأة راعية في بيت زوجها .. ومسؤولة عن رعيتها).نقلنا من قبل جزء من بحث الأستاذة(نهوند) .. ونغلق القوس بقولها : (أما الصحافة النسائية،فبعدما عملت جاهدة على رسم صورة متسامية للمرأة ذات القدرات السوبر خارقة،القادرة على القيام وبشكل مثالي بوظائف : الأم،الزوجة،الأنثى،المثقفة،العاملة،الوطنية،المضحية التي لا غاية ولا مصلحة شخصية لها من كل هذه الأعمال،فإنها راحت تتبذل وتتقلب مع تقلبت الظروف والسوق إلى أن استقرت مؤخرا في حضن البائع.){ص 93 (صحافة اللبنانيات وجمعياتهن في العشرينات : وجهان لعملة واحدة }. وبعد .. كما قلت من قبل .. عمل المرأة المسملة في غاية الأهمية لها .. ولمجتمعها .. ونحتاج فقط إلى أن (تقدر) المرأة نفسها وحاجة المجتمع لها ... فلا تعمل نفس الساعات - وإن تقاضت نفس الأجر - ومن المهم قرب السكن من مكان العمل ... أما قضية القضايا .. فهي حاجة المرأة إلى أن يتم تطبيبها من قبل (امرأة) مثلها وهذا أقل حقوقها ... أم ماذا؟!!تلويحة الوداع : تقول المعلمة رحمة العتيبي (المعلمة : فراغها احتياط وراحتها مناوبة وفسحتها اجتماع!!المعلمة رائدة الصف : تجلد الطاولات،وتنقش اللوحات وفي سبيل ذلك تجوب المكتبات،والسائق يتضجر،لكثرة الجولات وتعدد الصولات،وهو لا يعلم أنها إن لم تفعل،فمديرتها ستحرمها من أعلى الأداءات في تقريرها للموظفات.عند العودة تحمل في حقيبتها مدرستها،فتتقافز منها ضفادع أشغالها،وتتطاير منها جنادب أعمالها،فوق رأس زوجها وعيالها)){من رسالة مجموعة علي بطيح العمري}.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي - المدينة المنورة في 12/1/1433هـ mahmood-1380@hotmail.com