رصاصاتٌ فارغة..
ملف مرفق 1632
خرج من سجنه برفقة والده الذي رافقه لمنزله بنظرات مرة غامضة...
عندما وصلا لباب المنزل ..دق وحده الباب بطريقة آلية روتينية بلا ملامح بلا مشاعر بلا كلام....
بادرته طلعة زوجته المتلهفة للقائه ...بنظرات ودية حارة..بعينين تخفي دموعا حارقة..
عانقته..بكت على صدره بعفوية ..دفعها عنه برفق متعجبا من تصرفها قائلا:
-اتق الله يا امرأة...
دخلت غرفتها خائبة الرجاء وهي تتلفت بخيبة واضحة...لكن ولده ركض إليه معانقا إياه ..بقوة..
-اشتقت إليك يا أبي...
نظر إليه قليلا..مبادرا:
-شكرا لك يا بني...رضي الله عنك.
مضى بطريقة آلية لمكتبته الأثيرة ..جلس على كرسيه بصمت..جلس يقرأ دون أن ينبث ببنت شفة...ودون أن يلتفت ..
ركضت والدته تهزه بقوة وهي تبكي:
-استيقظ يا بني أنا والدتك..استيقظ...اشتقت لك جدا..كلنا نحبك..
-وأنا كذلك...
كان يردد كالببغاء:
لا تطلق رصاصات فارغة على نحري..
فلحمي مدفون في التراب..وروحي تعانق السماء..
لقد سُرقت كلمة السر مني
وسبحوا بدماء العفيفات...
صفقوا للعاهرات...
تولوا أمرنا غصباً...
صنعوا قصورا لهم من ركام الجماجم...
ولكن...
كان كلما يصل إلى تلك الجملة يصمت ..ويعود ليكرر من جديد...يحاول والده أن يجاريه في تتمة أغنيته الأثيرة ,لكنه كان يكررها من جديد وكانه يحاكي نفسه وحده..
ركضت زوجته لوالده تطلب منه بإلحاح إحضار الطبيب بالسرعة القصوى...
لكنه أمسكها بقوة قائلا:
لا تخشي شيئا..سيكون على ما يرام..اتركيه يحيا الآن لحظات سعادته الأثيرة..لاني لن أحضر طبيبا لدارنا بعد الآن...
إنه يحيا الآن السعادة الحقيقية...اتركيه وشأنه...وسوف يعود إلينا يوما...
ريمه الخاني 1-4-2012