حين تتحول "المهجورة" إلى"سكرة"!!
ذات حوار – اليوم – قلتُ أنني سبق لي أن طرحت سؤالا ... تائها دون جواب ..
حين يتعالى أنين "المهجورات" .. و"المعلقات" ... وتطلب إحداهن الطلاق ... فجأة تتحول إلى "سكرة" .. لا يستطيع الزوج أن يستغني الزوج عنها .. هي نفسها تلك التي كانت "مهجورة" ... و"مضروبة" ... و"مهانة" ...
قبل أن أسترسل .. لا بد أن أعيد ما قلته وكررته كثيرا /
أنا كشايب "شنقيطي" لا أستطيع – رغم كل الدلائل التي تؤكد الأمر – أن أتصور رجلا يضرب زوجته ... ليس على طريقة الشاعر الذي قال :
رأيت رجالا يضربون نساءهم *** فشلت يمني يوم أضرب زينب
ليس الأمر على طريقة هذا الشاعر .. بل لأنني أنتمي إلى مجتمع لا يعرف ضرب النساء ...
على كل حال ... عودة إلى السؤال :
الزوج الذي أحال حياة زوجته إلى جحيم .. حتى لجأت إلى طلب الطلاق ..
فجأة .. يصبح الزوج متفانيا في التمسك بها .. متعهدا بعدم تكرار ما بدر منه ...
يحدث ذلك أحيانا من أجل سحب قضية من المحكمة ..
يحدث أحيانا أمام القاضي والذي يبادر – حبا في إصلاح ذات البين – إلى الضغط على الزوجة للصلح مع زوجها ..
ويحدث .. ثم .. بعد أسبوع .. أو شهر .. يعود "حليم"على عهده "القديم"!!
فلماذا؟!!
مشكلة هذا السؤال أنه لا يملك فرصة للحصول على إجابة .. لأن اصاحب الشأن ... لا يقرءون .. وإن قرءوا فلن يعطفوا علينا بإجابة ..
فلم يبق إلا التخمين ...
ربما .. يعرف الزوج مدى خسارته إن فقد تلك الزوجة التي يعرف هو ما تفعله ما أجله .. ربما
ربما .. لا يريدها أن تتزوج برجل آخر ... ربما
هذا الاحتمال الأخير .. مبني على قصة من التراث الجاهلي .. حيث طلبت زوجة الطلاق ... فقال لها زوجها اخاف إن طلقتك أن تتزوجي "فلانا" ... قالت : لن أفعل ..
قال حتى تقسمي أنك إن تزوجته ..
تطعمين كذا وكذا ... وتنسجين ثوبا يغطي ما بين الأخشبين – وهما جبلان - .. والأخيرة أدهى وأمر .. تطوفين بالبيت عارية .. فأقسمت .. إلخ.
أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني