أبُوْس روحك , وزِّة !!!
عالم منتديات النت ليس بعالم النفاق كما يتصور البعض و إن كانت هنالك بعض المجاملات !!
فآخر مجاملاتي للجنس اللطيف قولي لها :
((تسلمي لي وزة !! أشكر تغريدك العطر في متصفحي جيۤجة!!))
و الجيۤجة باللهجة الحلبية : تحريف الدجاجة , والجمع: جيۤجات و جيج و بلهجة أهل الشام و المغرب: جَاج , وفي لهجة أهل تطوان تسمى الدجاجة : الجْدادَ ....
المهم أظن بعد هذه المجاملة الملغومة بمعاكسة جعلتني أشعر بأنني يجب أن أودعكم و سيكون نصي هذا آخر كتاباتي في عالم الشابكة ......
و قبل أن أودعكم أودّ أن أكشف لمحة عن سيرتي الذاتية التي طالما أخفيتها طيلة هذه الفترة التي كنتُ فيها نقطة ساخرة...
فحقيقية مهنتي هي التي أخفيتها طيلة هذه الفترة , مع أنني أتشرف بها فالعمل شرف , و لكن في عالم النت يجب أن أكون محترماً وصاحب شهادات و ماجستير في جميع الآداب و اللغات و دكتوراه في شتى العلوم و الفنون و سيرة عطرة و سيرة بطولية نضالية في الثورات و الانقلابات و الانبطاحات ...
لأن اللقب ضروري و إلا كيف سوف تمر الأديبة الفلانية , و الفنانة اللطيفة , و الطبّاخة الذوّاقة ليعلــِّـقوا على ما كتبتُ فأجيبهن : ( تسلمو لي يا وزات أبو أروحكن يا جيجات!!!)
حتى أنني أول ما اشتركت في المنتديات وضعت قبل اسمي حرف الدال العزيز عليّ و على هذا الحرف بدأ الجميع ينادونني بالدكتور ...نعم حصلت على درجة الدكتوراه في زمن قياسي مع أنني تركت الدراسة منذ صغري , أي أكثر من ثلاثين عاما , و خلالها كنت أعمل لحّام في اللحمة وليس جزّار في الجزرة,,,,
نعم لا تستغرب فالحاضر بين أيديكم أخوكم بالله القصّاب المعروف بأبي الخناجر , و كل عام أذهب مع القصابين إلى الحج و العمرة من أجل ذبح كفارات الحجيج و لكن الأوضاع العامة الراهنة منعتنا هذه الأيام من السفر , فقد أصبحنا نكرة بل و مصدر إزعاج للعالم بل بدؤوا يُصدروا لنا جزارين محترفين إلى أراضينا و بالمزادات العلنية و المناقصات المخفية , فسلبوا مني ومن زملائي المهنة المقدسة , وقاموا بتشويهها , و بما أن الناس ما عادت تميـّز بين اللــَّحمة و اللــُّحمة و لم يعد الواحد منهم يتذوق الاثنتين , فإنه وَجَبَ عليَّ الانخراط في عالم النت و محركات البحث لإيجاد حلول لمهنتي التي بات في انقراض...
و بدأت قصتي باختصار بمتابعة أخبار مهنتي و أخر تطوراتها فكنتُ أبحثُ عن أفضلِ طرق الذبح ,,,, من ذبح الصيصان إلى ذبح الخراف , و ذبح النعاج , و حتى النوق و الجمال , بل وصلت إلى مرحلة متابعة طرق ذبح الشعوب و ذبح قادة الشعوب بعد تسمينها ...
و قبيل انخراطي في المنتديات الأدبية كنت أتابع منتديات البادية , و أخبار تهجين الخراف بالفراخ , و الصيصان بالثيران , و صدفة وجدت موضوعاً أثار اهتمامي في ملتقى المبدعين حول نظرية تسمين العجول , و كنت أظنه من صلب اختصاصي..
و حتى أختصر لكم اكتشفتُ في النهاية أنه إذا أراد المسلم أن يذبح أخيه المسلم ما عليه إلا أن يكبِّر عليه , و سيكون ذبحه حلال بإجماع بعض العلماء ...
و بدأت ميولي تتجه نحو الأدب الساخر مع حالة تراجع مهنتي في الفترات الأخيرة , و تردي الحالة الاقتصادية فكتبت مقالي الأول و الثاني و الثالث ..,.. و تابعت مع المنتديات الأدبية فكنتُ أعيش نشوة أنني أصبحت في هذا العالم الافتراضي تارة أديب , و مرة عضو في ملتقى المبدعين , و مرة أمير ثم أرفــّع إلى ملك , ثم أعود إلى رتبة وزير و مشرف و مرة أعلو فأصبح رئيساً, و مرة أطرد فأصبح عضواً محظوراً و محجوباً لأنني تماديت و قلت لأحدى الملتزمات : (( تسلمي لي يا وزة!! الله يحميك يا جيجة!! )).
و كلما مُنِحتُ لقباً شعرت أنني منفوخ كالأمعاء الغليظة لتلك الذبيحة التي بجانبي , و أنا أكتب هذه الجزئية من سيرتي الذاتية ...
آه لو أدرك الأدباء , و الشعراء , و المفكرين الحقيقيين بأنني قصَّاب لسلخوا جلدي بالهجاء ...
و لكن حتى هذه اللحظة كنتُ متمكناً من نفسي بإخفاءِ هذه الحقيقة , و متماسكاً حين أناقش , و أجادل و أبرهن في الغرف الصوتية أو على الدردشة الكتابية ...بلغتي و مصطلحاتي الخاصة التي تجعلني في منظور العامة أديب فهمان ,,
و لكن الحقيقة بلا فهمان بلا بلوط , صدقوني أستغرب أحيانا كيف أدمج مصطلحات مهنتي بالأدب فأقول أحيانا :
(( أيديولوجية الشعوب كالبيفتيك و حتى تستوي توضع على ديماغوجية النيران الهادئة , و من أجل التطور و الارتقاء نحن بحاجة إلى نخاعات و عقول أنثروبولوجية مع رشة بهار التكنوقراطية..,,..فعملاء البوهيمية و خونة البروليتاريا يجب أن يفرموا كاللسنات أو الشاورما بسلاح سايكوتروني..
فالأمور في الساحة الراديكالية اختلطت كشوربة القشة و مقادم الخراف , فأضحت سوداء كالمعلاق و الطحال الشوفينية ,, فالوضع الحالي المشحون كاختلاط الكبابة بالدهنة الكسمولوجية و الشحمة السيكولوجية..))
فلا تستغربوا إن قلت لكم أنني أستطيع أن أكشف مهنة أي أديب من مفرداته الأدبية , فتجربتي الشخصية خير برهان...
و على سبيل المثال أعز أصدقائي في أحد المنتديات اكتشفته من مفرداته بأنه صاحب مدجنة دجاج و إوز فلغته الأدبية على سبيل المثال :
(( كيف تصنع عجة بالبيض و البقدونس دون تدخل البيروقراطية....لا تضع البيض في سلة الكونفدرالية
بيضة الديناصور و الحالة السريالية....
انتبه على بيضاتك الإبداعية حتى لا تتحطم في التكعيبية الأدبية,,,
أبوسِك وزة, أبوسِك روحك جيجة, كلكِ على بعضك ديمقراطية ..))
نعم فمنه تعلمت مناغشة و معاكسة الجنس الظريف بــ تسلمي لي يا وزة ...و يا جيجة و يا بطة و يا عصفورة و يا غندورة !!
و في غرف الدردشة حين أجد نفسي محرجاً بالأسئلة ومتورطاً بها عندها أقطع الاتصال مباشرة بحجة أن زوجتي ماسكة ساطور الديكتاتورية لأعلن لهم بياني التالي :
(( أنا القصّاب أبو الخناجر برتبة أديب جزّار أعلن انشقاقي من المنتديات الأدبية كافة و أعلن انضمامي إلى الفيس بوك الحر!!! دون إكراه زوجتي فنحن الآن في الحداثة الانطباعية للحالة النرجسية من الراديكالية الواقعية!! ))
و تسلمي لي , وزة !! و تسلمي لي روحك , جيجة !!
و دمتن سالمات من شر القصاب أبو الخناجر!!
...................................جزء من سيرتي الذاتية.
بقلم : فادي شعار