إلى كل أم تهمس في العيد
دموع حرّى
أنَّى نظرتَ رأيتَ النارَ في كبدي
فتكتوي الروحُ من وهجها ويدي
فكيف لا دمعُها يهمي ولا حُرَقٌ
تنتابُ خدي وتكويه إلى الأبد
يقاومُ الدمعُ تهطالا فيا أسفي
قد طافَ دمعيَ سيلا والزمان صدي
كم دمعة حرّقت خدي على مضضٍ
حتى غدت حدقي تحنو على رمدي
طفل يئنُّ وجوعُ الأم أجهدَه
راحتْ تنوحُ بصوت الحق يا ولدي
فالحزنُ يعصرني والقلبُ يُؤلمُه
بحثٌ عن الدفءِ في دوّامة البرَد
إني أخافُ على يوم يجيء به
طاغٍ هناك وجلادٌ إلى بلدي
يا سادةَ البغيِ لا لومٌ على امرأة
يغتالُ إحساسها فيضٌ من الكمَد
خلّوا دموعي تفيضُ اليومَ في عبق
سنابلَ القمح يرويها بلا عدد
دمعُ الأمومة فجرٌ لا مردَّ له
خلّوه بركانَ مجدٍ في سماءِ غدي
خلوه في قبضةِ الفتيان سيفَ فدًى
حتى تكونَ بعيش العز والرّغَد
إشارة النصر في زغرودتي أبدا
أمُّ الشهيدِ بفجرِ الحقِّ للأبد
إني على وطني عشقا بكيْتُ دما
كن أنتَ عمري وكنْ فخري وكن سندي
إن الأمومة في أفيائها وطنٌ
إني لأفخرُ أنّ الفجرَ صنعُ يدي
لأزرع الحق في أركان أمتنا
وأحضن الترب بالأجفان والربد
لا العيدُ يُقلقني فالفجرُ واعدني
حتى أقولَ لهُ عدْ لي سناً وزدِ.
هيام نجار