الفرق بين التعليم و التدريس
الفرق بين التعليم والتدريب
هل حضرت دورة تدريبية مؤخرا؟!! إذا كان كذلك فما هي الفائدة التي حصلت عليها، وهل أجريت مقارنة سريعة بين ما حضرته من التدريب وبين أي محاضرة علمية أخرى حضرتها في نفس المجال؟!.. وهل أضافت لك الدورة التدريبية رصيدا جديدا من المعلومات التي لم تكن تعلم عنها من قبل؟! وأخيرا.. هل تلك المعلومات المضافة يمكن تطبيقها في مجال عملك؟!
الكثير من التساؤلات تطرح حول مدى فاعلية التدريب في تغيير الأفراد ليكون عملهم وسلوكهم مختلفا نحو الأفضل في أعمالهم، وبما أننا نبحث عملية شائكة ومعقدة لا يمكن تحليلها في هذه العجالة، سنكتفي بالقول إن التدريب الحقيقي لا يمكن أن يكون ذا فاعلية إلا إذا توفرت فيه عناصر ثلاثة أساسية:
أما الأول، فهو اختلافه عن التعليم، فالتعليم ومنه استماعك للمحاضرات والندوات والدروس هي محض نقل معلومات من عقل المحاضر إلى عقلك، وسواء كان عقلك جاهزا لاستقبالها أو تخزينها فإن التعليم لن يتعدى هذه الحدود في النقل، أما التدريب فهو إكسابك هذه المعارف ووضعها في مكانها المناسب في عقلك دون تعرضها للنسيان بعد فترة قصيرة، ذلك أن المدرب يستخدم تقنياته المهارية في جعل هذه المعلومات عنصرا رئيسيا في بناء معرفتك الثقافية، وبالتالي عدم هدرها أو ضياعها بسهولة. والعنصر الثاني،
هو ضمان تحول هذه المعلومات إلى مهارات صالحة للاستخدام الأفضل، وليس بقاءها في جدار العقل والمعرفة، فيجب أن تعكس هذه المعلومات واقعا ملموسا قابلا للتطبيق، لذلك يركز التدريب على المهارات أكثر منه على المعلومات، ويستخدم الأدوات أكثر من استخدام النظريات.
أما العنصر الثالث، فهو العمل نحو تعديل سلوك المتدرب، فهو باستخدامه المهارات التي سبق ذكرها عليه أن يُحدث تغييرا في سلوكه الشخصي ليستطيع استخدام مهاراته بالشكل الأمثل، ولا نقصد بالسلوك الجانب الأخلاقي، بل هو السلوك الشخصي المستخدم في استعمال المهارات التي تدرب عليها، سواء كانت إدارية أو مالية أو تسويقية أو غيرها.
أ. أحمد شربجي
موقع مجلة عالم الابداع