أرانا يا هند طفلينِ
نحادث كل شروقٍ طلع السنَا
تناطقنا ذرات الحياة
نصوغ عمرا من عمرين ..
تلقننا صباحات الورد صفوَ السعودْ
وخلال روضتنا العذراء نغفو
تضمخنا عطور الحورْ
ثم نصحو منيرينِ
نرسم أفقا من أفقينِ ..
قبل مولدنا
كان الأصيل جدار موعدنا
فغطت غيوم البين مسافات اللقاءْ
تحسب الوصلَ وصلينِ ..
وكان الليل بهيما
لا يعي همس البدورْ
تراقصه كأس الغرور
يرى التوأمَ العُلْويَّ توأميْنِ ..
وكنت أنتِ آتيةً
لا تتسرعينْ
تذخرين لمحفلنا كل عامٍ
ربيعاً
تُفَتِّقينه
من ربيعَيْنِ ..
كنتِ آتيةً
لا يُعييكِ السدادْ
تنفقين نَفَساً
يُضاهي نَفَسَيْنِ ..
كنت آتيةً
لا تلتفتينْ
دون عينيك منارْ
يسكب اليقين في خطاكْ
يريكِ البشارةَ بشارتَينِ ..
فجاوزتِ واحات التعريسْ
وحسبتِ شِربَ الطريق فَصْلاَ
والسهامَ المائلاتِ وهماً
يُحيل العناءَ عناءيْنِ ..
كنتِ آتيةً
شامخةً رؤياكِ
تمضينَ كأنك تنتظرينْ
ومَن حولك ضغارٌ
حيرهم حرفُ نجواكِ
أرداهم نجمُكِ قتلى
لا يَميزون لَمعاناً
فضلا عن لَمعانَينِ ..
وكان الفجر نداءً
يقتحم الغيوبْ
يستلهم شجون الكونْ
يؤلف لنا صلاةً
من صلاتَيْنِ ..
وتراتيلَ مترعةً بطِيبِ الجلالْ
عنوانها الجمالْ
وسحرُ الوصالْ
ترينا السَّعدَ طلْعاً
يسعى – غَضّاً – بين طَلْعَيْنِ ..
فسرنا بعدما شيعتنا الرياضْ
وختمَ الوفاء عهودنا
نعدو عدوَ طفلينِ ..
نخط البراءَ من نسيم الحقولْ
نبني لمجدنا قصراً
من قصرينِ ...
أبو عامر 14/8/2011