قصيدة لم تجدْ ورقا
أيا قصيدة َ قلب ٍ لـم تجـدْ ورقـا=أو فكرة ً تََتَلظى سهدَ مـن عشقـا
قلبي إلـى غـزةَ المجنـون سائلهـا=ماذا؟سيدركُه حيثُ الكـرى مرقـا
بأي أطياف هـذا الجـرح قيَّدنـي=عشق ومبدؤه فـي قيدهـا وثقـا؟
أوَّاه منذ ارتكاب الصيـف داليتـي=أو كاد،عاثَ النوى في غصتي طَلِقَا
قد أطفأ البدرُ قبـلَ الليـل طلَّتَـهُ=حزنا عليك ولم يحفلْ بمـا احترقـا
والشعر من أجلك استرضيت نفرتَه=فعاد حولَ دواة ِ الرفـض ِمُنْغَلِقَـا
وأخلفتنـي يراعـا كـانَ يجمعنـا=والهمُّ ثالثُنـا لـم نَرْتَكِـبْ شَفَقَـا
شَدَّتْ إليها سبيلي كـلَّ أزمِنَتِـي=فعدتُ أدراجَ عُمْريْ أحملُ الطُّرُقـا
وما تَوَسَّلُتُ إلا الحـزن يصحبنـي=حيثُ الطفولة ُ تُقْصَى للأسى مزقـا
وكدت أحرقُ في ركن ِ الغياب دمي=لكـنَّ قلبـي إلـى غاباتِـه سبقـا
فيمَ اعتذارُك عن قلبٍ وجدتِ بـه=طفلا وكانَ تَبَنَّاهُ الكـرى حَدَقَـا؟
وقد دخلتِ مجالَ الحـبِّ سيدتـي=فهل عَرَفْت ِ سواه اليـومَ محترقـا؟
عودي إلـيَّ لقـد هيَّـأتُ متكـأ=وعاد لي الحزنُ من خلف الأنين تُقى
بين الضلوع حصى عمري أقلِّبُهـا=ولا أزيـد لهـا مسـا لتنسحقـا
أين المواعيدُ هل غـارتْ دقائِقُهـا=في مُوْحِلِ الهجر أم وقت الهوى نَفَقَا؟
يا .. صرتِ ملهمتي ما بالُ مكتبتـي=جَفَّتْ وغَزَّةُ لم تُسْقِطْ لهـا ورقـا؟
حتى الكلامُ بلا مـأوىً يلـوذ بـه=إنْ هبَّ شعري وأمسى بالصدى زلِقَا
أعرتُـهُ صَفَحَـاتٍ كـان خبَّأهـا=للخمر صيفي ،ولم يبلغْ بها العرقـا
خبَّأتُه عن مسار العمر فـي هُدبـي=وفي المشيب أتى باليـأس ملتصقـا
وَعَقَّنِي الصبحُ بعد الكأس منشغـلا=عن ردةٍ نازعتني السُّكْـرَ مُعْتَنَقَـا
تجثو على رُكَبِ الأطـلال خاويـة ً=شمسٌ وتطلب ضوءا بالدجى انزلقـا
كأنها من جواري الشعـر راودهـا=ليلٌ وما أغلقت عن حلمِها الأرقـا
نامت على زندِها الألعابُ واحتجبتْ=عنها الطفولة ُفي حِضْن ِالثَّرى مِزَقَـا
لا الحبرُ يُرْجِعُ عنْهـا قيـدَ مقلمـةٍ=موتا،ولا الشعرُ أشلاءَ الدُّمى رَتقـا
طفل هناك وأطراف هنـا بُتِـرَتْ=والموت بينهما نهـر الدمـا لعقـا
أجلْ أتيتُكِ مـن أقصـاي أتبعـه=حين المسار أتـى بالـذل ممتشقـا
سوءاتنا في مهب الخصـف عاريـة=والعار في جمعها مـن أمتـي طَفَقَـا
هبي بكامل أوجـاع وإن قصـرت=عما استجد لجرح فاذرعي الفلقـا
في كل واد خصيب المـوت مثقلـة=بالحزن تأتيك أمٌّ صبرُهُـا انسحقـا
من كربلاءَ مـرورا بالفـراتِ إلـى=(جِيْنِيْنَ) كمْ ألم ٍ في أمتـي غرقـا!!
تأبَّط النوم من عين الدجى الغسقـا=وَجِيْءَ بالليل مكتوفا ومـا نطقـا
وبين آثـاره فـي عشـو سيرتنـا=وما تيسَّـر مـن خيباتنـا علقـا
لكنه مـع نجـوم أسهمـت بغـد=معقودة فيه آمال الضحـى صدقـا
في ذمة الليل أحلام وكـم حلـم ٍ=يفـرُّ مـن ظلمنـا لليـل مختنقـا
وكم توجس مـن أبصارنـا أمـل=والليل أخفاه واستبقى لـه الأفقـا
منذ امرئ القيس أرخى عن مناكبـه=همَّا وقفنا لـه نستوضـح الغسقـا
حينا مع الريح نمشـي أو نخالفهـا=وجها ونمضي إلـى تجميلـه فِرَقَـا
وما جمعنا بأيدينـا سـوى سقـط=ومثله في متاهات الكـرى انزلقـا
حتى إذا امتـلأت بالـذل خيبتنـا=عن بكرة الخزي،جئنا دربها نسقـا
صرعى عيونُ البكاء المستحق دمـا=فهل تعود بندبٍ يُصمـت المؤقـا؟
وفي مصالحةٍ قِيْمَـتْ علـى وَتَـر ٍ=تَقَدَّمَ الفَجْرُ مـن أحلامِنـا نَزِقَـا
ما بالها عتباتُ الفخرِ تحـتَ يـديْ=ذلٍّ وخلفَ النُّجُوْم ِ استعبدت طُرُقَا؟
ِ
الكويت : 18/1/ 1430ـ الموافق لـ:16/1/2009