أصناف المانجو في جازان
جازان - حمد دقدقي: يوجد في منطقة جازان عدد كبير من أصناف المانجو، وتختلف هذه الأصناف فيما بينها من حيث الطعم والحلاوة والحجم والرائحة واللون ونسبة الألياف وكمية الانتاج وموعده، وفيما عدا الصنف السوداني وأصناف زبدة والهندي ونجوى المصرية تأتي الأصناف الأكثر انتشارا في المنطقة من أصناف أمريكية الأصل، وتم جلب هذه الأصناف مع أصناف أخرى من قبل مركز أبحاث الزراعة والمياه، وقام المركز بتجربة زراعة هذه الأصناف بمحطة تجارب حاكمة لأجل أقلمتها والتحقق من صلاحيتها في منطقة جازان، وتم تقييم هذه الأصناف من المشروع على أساس كمية المحصول والحجم ونسبة الألياف وحجم البذرة والطعم والنكهة والحلاوة وحجم الثمرة، كما تم إجراء تحليل كيماوي للثمار للتعرف على محتواها، وتوصل المشروع إلى نتائج تم بموجبها اختيار الأصناف الأفضل لمنطقة جازان والتي تم اكثارها في المشروع ووزعت شتلاتها على المزارعين في المنطقة، وتمثل القائمة التالية الأصناف التي نجحت في منطقة جازان من الناحية التسويقية ومن ناحية مناسبة البيئة الطبيعية:بالمر: Palmerيتصف هذا الصنف بحلاوته وطعمه الجيد وخلوه من الألياف، كما أن حجم بذرته صغير لون قشرته أحمر برتقالي جذاب، وهو مع هذا صعب التسويق بسبب كبر حجمه ولذلك فإن أغلب المزارعين لا يميلون لزراعته.بريبو: Boriboمتوسط إلى كبيراً لحجم وهو أكبر من الهندي ولكنه اصغر من ثمرة التومي، وشكله كلوي متطاول، طعمه مزز إلى حامض قليلا ولكن نكهته الممتازة والقوية جدا تجعله أكثر تميزا عن الأصناف الأخرى، وهذا يجعله صالحاً جدا لصنع العصير.ثمرته لونها أخضر به احمرار ولون لبه برتقالي فاتح الى أصفر، أليافه قليلة وبذرته متوسطة وله قشرة سميكة، ولهذا فهو يستحمل التخزين في الثلاجة أكثر من غيره.تومي اتكنز Tommy Atkinsيؤكد المزارعون الذين ينتجون هذا الصنف على أن طعمه أفضل من غيره وأن نكهته معتدلة، كما يؤكدون على أنه يتميز بحلو مذاقه بالرغم من ان حلاوته أقل من صنفي الهندي وجولي، ولون هذا الصنف جذاب جدا فقشرته لونها أصفر برتقالي ولون لبه برتقالي، وبه قليل من الألياف ولكنها مقبولة، ويأتي إنتاجه مبكرا بعد صنفي الهندي سنارة وجلن، وبالاضافة الى هذه الميزات التي تؤدي الى ارتفاع سعره في السوق فانه يتصف بغزارة الإنتاج وبحجم الثمرة الكبير وتشكل هاتان الصفتان عاملا اضافيا يساهم في زيادة العائد الاقتصادي لشجرة صنف التومي، ولا شك في ان هذه الصفات هي السبب في احتلال هذا الصنف لمرتبة متقدمة من حيث الأفضلية بين مزارعي الفواكه في منطقة جازان.. يتصف صنف التومي بأن قشرته سميكة ولذلك يتحمل التصدير، كما انه من أفضل الأصناف المطلوبة في الأسواق الأجنبية، وهو يجلب سعرا جيدا ويعيبه أن شجرته حساسة وكثيرة الأمراض كما انه لا يتحمل التخزين في الثلاجة وهو في هذه الصفة يشبه اصناف سنسشن وجولي وجلن. ومن وجهة النظر الخاصة بهذا الباحث فان صنف تومي هو اقل من حيث الطعم ونسبة الألياف والحلاوة والنكهة وحجم البذرة من اصناف جولي وجلن وسنسشن وبالمر وهندي خاص، ومن المرجح ان تبكير هذا الصنف بالانتاج هو من اسباب تفضيل المزارعين في منطقة الدراسة له.زبدة:كبير الحجم إلى متوسط وطعمه مقبول وبذرته متوسطة الحجم ولكنه به ألياف لونه أخضر وهو سريع التلف وبه حموضة.زل Zillحجم ثمرته متوسط ومشابه لحجم صنف الفونسو ولونه أصفر وهو قليل الألياف وطعمه به حموضة خفيفة، مزز، وتوجد به نكهة غير مقبولة تماثل الرائحة الزفرة ويعيبه ايضا ان ثمرته سريعة التلف.جلن Glennشكله جذاب فلون الثمرة يميل الى الأخضر أو الأصفر مع احمرار وتظهر على جلد الثمرة ما تماثل الندب التي تعطي الثمرة منظرا جميلا، بذرته تفضل النسبة الكبرى من المزارعين فاكهة المانجو على الأنواع الأخرى من الفواكه. ومما يوضح تفضيل المزارعين في منطقة الدراسة للمانجو على غيرها من الفواكه أن 24 مزارعاً من مجموع 40 من الذين أكدوا أن لديهم خططا مستقبلية للتوسع في زراعة الفواكه أشاروا إلى أن هذا التوسع سيكون في فاكهة المانجو.وتشير ردود عينة المزارعين الذين تمت مقابلتهم على أن العامل الاقتصادي هو أهم سبب لزراعة المانجو على أرضهم. ويتمثل هذا العامل بشكل أساسي في ما يشير إليه هؤلاء المزارعون من سهولة تسويق محصول فاكهة المانجو وامكانية جلبه لسعر مرتفع في السوق. ويعتمد هذا على وجود طلب مرتفع على هذه الفاكهة داخل منطقة جازان وفي السوق الخارجي للمنطقة. وقدم عدد كبير من هؤلاء المزارعين أدلة للدلالة على القيمة الاقتصادية لشجرة المانجو بالإشارة إلى أنها شجرة معمرة لها امكانية على الإنتاج لفترة طويلة. وفي سبيل المقارنة بين المانجو ومحاصيل الفواكه الأخرى وعلى الأخص التين والجوافة أشار هؤلاء إلى أنهم يفضلون المانجو بسبب أن محصولها يتميز عنها بقدرته على التخزين لفترة أطول ولتحمله للنقل كما أنه مرغوب في السوق أكثر منهما. وأشار أكثر من واحد من هؤلاء إلى ارتفاع كمية إنتاج الشجرة وإلى ما أسموه عامل ضمان جودة المحصول كسبب لزراعة المانجو.ويجب التأكيد على أن إمكانية نجاح زراعة أكثر من صنف من المانجو في منطقة جازان يعتبر ميزة اقتصادية في حد ذاتها. فتعدد الأصناف والتي يتميز كل منها بمواصفاته الخاصة يؤدي إلى إرضاء أذواق شرائح متعددة من المستهلكين بشتى مشاربهم. ويساهم هذا في إعطاء انتاج منطقة جازان من المانجو امكانية تسويقية كبيرة. ولهذا التنوع في الأصناف ميزة اقتصادية أخرى. فهو يمكن مزارعي المانجو في منطقة جازان من إطالة فترة التسويق التي تتم عن طريق اختلاف فترة الإنتاج لكل صنف من أصناف المانجو التي يزرعونها.ويبدو أن مزارعي المانجو في منطقة جازان على دراية تامة بالميزات التي يقدمها إنتاج أصناف متعددة ولذلك يعمدون على زراعة أكثر من صنف واحد من المانجو. ووجد الباحث أن الغالبية العظمى من المرازعين تزرع أربعة أصناف أو أكثر وهنالك عدد كبير ممن يزرع أكثر من خمسة أصناف. ولا توجد مزرعة لإنتاج المانجو في تهامة يمكن أن يوجد عليها أقل من ثلاثة أصناف.لا شك بأن نجاح زراعة المانجو في منطقة جازان يستند إلى عامل توفر متطلباتها الطبيعية من التربة ودرجات الحرارة والمياه في هذه المنطقة. وتفيد المقابلات التي أجريت مع عينة مزارعي الفواكه في هذه المنطقة إلى إدراكهم لهذه الحقيقة. وتؤكد المقابلات التي أجراها الباحث مع عينة من المزارعين إلى توصل المزارعين في منطقة الدراسة بشكل عام إلى قناعة تامة بأن المانجو ثبت نجاحها في منطقة الدراسة وذلك من حيث توفر متطلباتها الطبيعية وقدرتها على تحمل ظروف المنطقة. وأفاد عدد من أفراد عينة المزارعين على أن شجرة المانجو يمكن أن تنمو وتنجح حتى في الأراضي القليلة الخصوبة وأنها لا تحتاج إلى نفس كميات السماد التي يحتاجها التين.ومن المؤكد أن امكانيات فاكهة المانجو على جلب عائد اقتصادي كبير هو السبب الرئيسي لتفضيل المزارعين في منطقة الدراسة للمانجو على غيرها من الفواكه. ويرجح أن تبني المزارعين في منطقة الدراسة لهذه الفكرة يفسر ظاهرة توسعهم في زراعة المانجو حتى في الأراضي غير المناسبة لها. فتوضح نتائج العمل الحقلي إصرار الكثير من المزارعين على زراعة أشجار المانجو حتى في المناطق غير المناسبة لها من حيث متطلباتها من نوعية المياه والتربة. فقد وجد أن أغلب المزارعين الذين لم تنجح أشجار المانجو على أرضهم لأسباب ذات علاقة بنوعية التربة والمياه يعملون على زراعة عدد من أشجارها على هذه الأرض. وأشار بعض من هؤلاء المزارعين إلى أنهم في مرحلة تجربة أصناف من المانجو لها قدرة على تحمل الملوحة الزائدة لمياه آبارهم. ولذلك يقومون بزراعة بعض الأصناف مثل السوداني والجولي التي يؤكدون على أنها تتحمل درجات الملوحة العالية وذلك كما لاحظوا في مزارع غيرهم.أشار عدد كبير من عينة المزارعين على أن المانجو تتميز على غيرها من الفواكه بعدم حاجة شجرتها إلى خدمة وعناية كبيرتين بعد أن يصبح عمرها سنة أو أكثر. ويشكل هذا وفراً اقتصادياً يأتي عن طريق التوفير في العمالة. ويعمل هذا الوفر، على حد رأي الكثير من المزارعين، على تفضيلهم للمانجو على غيرها من محاصيل الفواكه.وتختلف أسباب قبول نشاط زراعة الفواكه بالنسبة للمزارعين الذين بدأوا في هذا النشاط في فترة متأخرة. وبدأ هؤلاء في زراعة الفواكه بعد عام 1413ه وهي الفترة التي تتصف ببداية انتشار نشاط زراعة الفواكه على يد المزارعين الرواد. فتفيد اجابات المزارعين الذين بدأوا نشاطهم في فترة لاحقة وخصوصاً الذين بدأوا في زراعة الفواكه بعد عام 1416ه، أنهم بدأوا بزراعة المانجو بسبب اشتهارها كمحصول تجاري في منطقة جازان. ويتضح دور التقليد عن الجيران ما أفاد به هؤلاء أن بداية اقتناعهم بامكانية نجاح هذا المحصول على أرضهم جاءت بعد أن لاحظوا نجاح أشجار هذه الفاكهة لدى جيرانهم من المزارعين.