مقطع من قصيدة (إلى إقبال) لوالدي رحمه الله الشاعر الراحل حسن بلو (1944 - 1995) ، القصيدة طويلةوهذه الأبيات التي أحفظها منها فقط، لأنها كما جميع أعمال والدي أحرقت مع منزلي على يد حماة الديار جيش الاسد أو نحرق البلد.
سكن الشباب على رفاتك وانصرم
زمرا من الأحزان تمسكها النظم
وقضى النشيد ببؤسه وتربعت
فوق الحروف الجرد ملحمة العدم
حرف تشم الحكم في نبراته
متنعم شأن المعية والحشم
سجنوا تمرده فافلس روحه
وكسوه أنسجة العمالة فانسجم
وغدا يسبح للنظام وأهله
متأنق الخطوات مصدوع القدم
غنى لهم أعطاهموا فتمكنوا
ضحى لهم كل الشمائل والقيم
لزم الصراط كما أراد حماته
وتجرع الأحرار أشكال الألم
فتفضلوا منوا عليه بتاجهم
وتهللوا قالوا تواجد والتزم
ما الالتزام اليوم إلا لعبة
مكشوفة الأوراق في أيدي الطغم
تبا لحرف يطفئ الغليان في
صدر الشعوب كأنها لم تستضم
تبا لحرف خانع متلفع
برد الخيانة خلسة خلف العلم
المتجرون حروفهم كنفوسهم
تعفو وتبقى شعلة الحرف الأشم
داسو الجماهير التي ندبوا لها
وتشاركوا استغلالها مثل النعم
أكلوا بخيبتها الدموع ورقها
شربوا على اشلائها سكر النغم
إقبال يمنعني الحياء من البكا
ويميتني الذل المهين على السأم
إن لم يكن قلمي الرعود بقصفها
قمم الفساد وزيفه دست القلم