الشعر الإيقاعي على مائدة الطعام
يبدو أن للشعر الإيقاعي الراقص أثراً كبيراً في نفوس الأطفال ، فقد كنت مع سائر أفراد الأسرة على مائدة الطعام ، وكانت عندنا هرة قد ولدت صغاراً في الحديقة ، وكانت طفلتاي نهى ورؤى مستمتعتان برؤية صغار الهرة وبدأتا ترويان مغمراتهما لي أثناء تناول الطعام وكيف كانت أم الصغار تذود عن صغارها كلما اقتربتا منها أثناء الرضاعة...ودخلت الهرة فجأة إلينا ... فهطلت الأبيات الإيقاعية التالية والكل يستمع لي وأنا أقول :
عندي قـطٌ يبـــدو قرداً ... ولـه أمٌّ شغلت فِكــــري
أخشى منها أن تخدشني ...ونُهى ورُؤى باحا سِرِّي
قَفَزَتْ أمُّ القِطِّ الغالـي... في حِجْري قَفزاً كالنَّمِـــرِ
مـدا يَدها لِتُـداعِبني ... لـكِنَّهما خَــدَشا نـحْــــري
يا ويلي قد صارا قِطَــــطاً...لا يُعْجِبها إلاَّ حِجري
وهنا انفجر الجميع في الضحك وانطلقت بنتاي نهى ورؤى واحتضنتاني وغابتا على صدري بضحك عميق .ومنذ ذلك اليوم والطفلتان شغوفتان بحفظ القصائد الشعرية ، والعجيب أنهما حفظتا هذه القصيدة خلال ربع ساعة وأصبحتا في تردادها كل حين يدعو للدعابة.