-(أصحاب نظرية المؤامرة)



-أعتقد أن هذا المصطلح خلق من أجل ابعادنا عن طريقة التفكير الدقيقة والسليمة في رؤيتنا للسياسات الإقليمية في منطقتنا وللسياسات الدولية حيث أن أمتنا تعرضت وتتعرض وستستمر للتعرض للمؤامرات الغربية الاستعمارية ومنذ عام 1905 عبر برامج ومخططات وضعت للوطن العربي سميت بمقررات لجنة كامبل والتي لا زالت تسير بارشادها السياسات الغربية الأوروأمريكية تجاه منطقتنا وكل ما أتى ويأتي من مؤامرات من سايكس بيكو الى وعد بلفور الى ترتيب السياسات في مصر او دول النفط او سوريا ولبنان او فلسطين أو دول المغرب العربي المرشد لها وعنوانها ودليلها هي مقررات لجنة كامبل.

والغرب الاستعماري في كل مرحلة يضع مخططات لكل تحرك ومصلحة له في المنطقة.
ولو تساءلنا لماذا نسمي هذه المخططات الغربية بالمؤامرات فالجواب هو لأن مخططاتهم تقوم على ظلمنا ونهب ثرواتنا وتدمير بلداننا وانساننا ومعتقدنا
فنحن العرب لسنا أصحاب نظرية المؤامرة ولكننا نقع تحت ظل مؤامرة مستمرة ومنذ أكثر من مائة عام.
فيجب أن نحذر من استخدام هذا المصطلح لأن من وضعه يريدنا ألا نفكر بالمؤامرة العنوان والمؤامرات الفرعية المستمرة علينا وعلى وطننا وعقيدتنا.


وهذا بعض مما جاء في قرارت لجنة كامبل
((فعلى الجسر البري الضيق الذي يصل آسيا بأفريقيا، وتمر فيه قناة السويس شريان أوروبا، وعلى جانبي البحر الأحمر وعلى طول ساحلي البحر الهندي وبحر العرب حتى خليج البصرة حيث الطريق إلى الهند وإلى الإمبراطوريات الاِستعمارية في هذه الشرق، في هذه البقعة الشاسعة الحساسة يعيش شعب واحد، تتوفر له من وحدة تاريخية ودينية ووحدة لسانه وآماله، كل مقومات المجتمع والترابط والاِتحاد، وتتوفر له في نزاعاته التحررية وفي ثرواته الطبيعية ومن كثر تناسله كل أسباب القوة والتحرر والنهوض، ويبلغ تعداده الآن 35 مليون نسمة، ويمكن أنْ يرتفع في مدى قرن واحد إلى مائة مليون نسمة بالنسبة إلى شرائعه الإسلامية التي تتيح له تعدد الزوجات وتؤدي إلى زيادة النسل وتكاثر السكان))، و((كيف يمكن أَنْ يكون وضع هذه المنطقة إذا توحدت فعلاً أمل شعبها وأهدافه، وإذا اِتجهت هذه القوة في اِتجاه واحد ؟)).
((ماذا لو دخلت الوسائل الفنية الحديثة ومكتسـبات الثورة الصناعية الأوروبية إلى هذه المنطقة، وماذا لو اِنتشـر التعليم وعممت الثقافة في أوساط هذا الشعب ؟، وماذا سيكون إذا تحررت هذه المنطقة وإستغلت ثرواتها الطبيعية من قِبَل أهلها ؟.)).
((عند ذاك ستحل الضربة القاضية حتماً بالإمبراطوريات الاِسـتعمارية، وعندها ستتبخر أحلام الاِستعمار بالخلود، فتتقطع أوصاله، ثم يضمحل وينهار كما اِنهارت إمبراطوريات الرومان والإغريق)).
((إنَّ الخطر ضد الاِستعمار في آسـيا وفي أفريقيا ضئيل، ولكن الخطر الضخم يكمن في البحر المتوسط، وهذا البحر هو همزة الوصل بين الغرب والشرق، وحوضه مهد الأديان والحضارات، ويعيش على شواطئه الجنوبية والشرقية بوجه خاص شعب واحد تتوافر له وحدة التاريخ والدين واللسان، وكل مقومات التجمع والترابط، هذا فضلاً عن نزعاته الثورية وثرواته الطبيعية، فماذا تكون النتيجة لو نقلت هذه المنطقة الوسائل الحديثة وإمكانيات الثورة الصناعية الأوروبية، واِنتشر التعليم فيها واِرتفعت الثقافة ! ؟. إذا حدث ما سلف فستحل الضربة القاضية حتماً بالاستعمار الغربي، وبناءً على ذلك، فإنه يمكن معالجة الموقف على النحو التالي :


1 ـ على الدول ذات المصالح المشتركة أنْ تعمل على اِستمرار تجزئة المنطقة... وتأخرها وإبقاء شعبها على ما هو عليه من تفكك وتأخر وجهل.


2 ـ ضرورة العمل على فصل الجزء الأفريقي في هذه المنطقة عن الجزء الأسيوي، وتقترح اللجنة لذلك إِقامة حاجز بشري، قوي وغريب، يحتل الجسر البري الذي يربط أوروبا بالعالم القديم، ويربطها معاً بالحر المتوسط، بحيث يشكل في هذه المنطقة، على مقربة من قناة السويس قوة صديقة للاِستعمار، وعدوة لسكان المنطقة)).


فهل يا ترى هذا المخطط النجس علينا لا يشكل مؤشراً أساسيا في فهمنا لأي سياسة يمارسها الغرب الاستعماري في منطقتنا؟
نعم هو المؤشر الأساسي لفهمنا لسياساتهم وأيضاً لرسمنا لسياساتنا وتحالفاتنا.