نظـــــــــــــــــــرات
في كتاب
مــواكــب النــور
لمحة عن الكتاب..
مواكب النور..ديوان شعر..كتبته خلال سنة 1992..قضيت فيه عاما هو أجمل أعوام العمر.. خصصت له من الوقت..بداية من بعد صلاة العشاء إلى ما بعد منتصف الليل..و من بعد صلاة الفجر إلى حدود الساعة السابعة صباحا.. كنت خلال تلك الأوقات..أنتقل من مكتبي داخل منزلي..بواحة شنني ,إلى الرحاب المقدسة بين القدس و مكة و المدينة..نعم..كنت أفقد مكاني الذي أنا فيه..و أحلق بعيدا.. حتى إذا أزف الوقت..عدت لأحط رحالي و أتفقد أحوالي..
مواكب النور..صدر على نفقتي في طبعتين أنيقتين عن شركة أوربيس للطباعة و النشر بتونس..
حجمه متوسط في 160 صفحة ..
إهدائي للكتاب ..كان لرسول الهداية و حامل النورالحق..إلى الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم..عرفانا..و تقديرا..واحتراما..مع أصدق الود..
كتب المقدمة الأستاذ الدكتور أبولبابة حسين..وهو أستاذ جامعي مرموق..جمع بين علوم الشريعة و رفعة الخلق.. و كان وقتها يشغل منصب مدير مركز الدراسات الإسلامية بالقيروان..
مواكب النور.. قلت عنه في ظهر الكتاب.. {كتابي.. مشاهد نيرة من حياة أعظم العظماء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.. مهدت لموكبه الكبير بخمس مقدمات لرسل كرماء..حملوا راية الإيمان والتقوى.. عبر أحقاب زمنية متلاحقة..}
فكانت البداية بموكب جدنا آدم عليه السلام..
أحفاديَ الصغارْ ..
بالأمس كان جدكم في جنة النعيمْ ..
وكان الله خالقي بمنزلي عليمْ ..
فعزّني الشيطان في السؤالْ..
وردد في خاطري النوال و الآمالْ ..
و زين في ناظري الخلودْ ..
وقدّم الوعود َو العهود..ْ
فما ذكرتُ عهديَ القويمْ ..
لخالق الوجودْ..
وجئت الأرض تائبا من ذنبيَ القديمْ ..
و من بعد آدم عليه السلام حل موكب نوح عليه السلام ..
و أوحى الإله ْ..
أيا نوح لن يستجيبوا لهدي السماءْ ..
فبادر بصنع السفينهْ..
فإما رأيتَ حلول القضاءْ..
فعجل بأهلكْ ..
و من آمن من رعيل الصفاءْ ..
و أذ ّن بدنيا الوحوش ِ..
و دنيا الطيور ِ..
وكل أليف قريب و ناءْ..
....وحان الزمانُ فحلّ البلاءْ ..
فأضحى المكان عيونــًا..
و أمسى الفضاء سراديب ماءْ..
وعند حلول موكب جدنا إبراهيم عليه السلام..لم أستطع أن استقبل موكبه مباشرة فمهدت لذلك بكلمات استأذنته فيها للحديث عن موكبه النيّر..
يا جـــديَ الوقــورْ ..
أحبك..
لأنك الحبيب و الخليلْ ..
لأنك الغيــــورْ ..
وإنني المشتاق و الفخورْ ..
أذ ّنت لي بالحج و الإنابه ْ..
من سالف الأزمان و العصورْ ..
فهزني الحنين للطوافْ..
و ضمني المقامْ ..
و لفني الإشراق و الحبورْ ..
ثم يأتي موكب نبي الله موسى عليه السلام.. فأطوف معه من مولده إلى رسالته..
.....وبكى الطفلُ ..
أمّت القصر جموع المرضعاتْ ..
و أبــى الطفلُ ..
فإذا الأم تعيد الوجد ضما للوجودْ ..
-أي بنيّ ..
...أيها السر الدفينْ ..
هكذا شاء القدير ْ..
أن يربى الشبل في ذاك العرينْ ..
فإذا فرعون يبني حتفه عبر السنينْ ..
أيّ حتم ..
خطه الإعصار في عمق الجبينْ
ثم ختمت مواكب أولي العزم من الرسل بعيسى عليه السلام..
في خفقة العذراء هبّت مريمُ ..
في غمرة الآلاء جاءها النداءْ ..
مشيئة الرحمان إن قضى ..
فإنما يكون كيفما يشاءْ ..
..... وكان أمر الله في القدرْ ..
و جاءها المخاضْ ..
فرددت ْ ..
يا ليتني قد متّ قبل هذا ..
أو كنت كالهباءة في عالم النسيانْ ..
فقال يا أماه إني آية الرحمان للأنام ْ ..
لا تجزعي..
فإن رأيت منهمُ من يبتغي السؤالْ ..
لا تنطقي ..
....و إنما أشيري..
فإنني مجيبهم بالخير و السلام ْ
و بعد المواكب الخمسة.. للرسل الكرماء .. و التي شغلت أقل من نصف الكتاب .. تشرفت باستقبال الموكب الكبير..موكب الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.. عشت في أوله مع مكة المكرمة..ثم المولد..ثم انتقلت معه إلى بادية بني سعد..
كان عام الفيل عاما ساده الجدبُ ..
ظلت الأحياء تبغي حاجة القطر ِ ..
فانطلقتُ صحبة الحارث زوجي ..
و معي صحبي..
مرضعات جئن مثلي..
نرتجي الإحسان من صاحب اليسر ِ ..
ثم تأتي نشأته صلى الله عليه وسلم.. وتطل السيدة الفاضلة و الزوجة الصالحة أم المؤمنين خديجة.. رضي الله عنها..ثم تشرق البعثة ..
أيها الذاكر بالأسحار في الغار البعيد ْ..
أيها الخاشع إقرأ ْ..
فأجاب العاكف بالغار بالرد الوحيدْ..
ما علمت الخط من قبل و ما كنت لأقرأ ْ
غته جبريل غتــّا ..
ظنه الموتَ .. وظن الغتّ بالنزع الشديدْ ..
قال إقرأ ْ ..
فأعاد الصادق في القول قول الصدق بالعزم الأكيد ْ..
وأعاد المرسل بالحق ضم الخاشع في الغار بالطود السعيدْ ..
قال إقرأ ..
قد أتاك الخالد المحفوظ من رب الخلود ْ..
واصطفاك الخالق بالوحي...بالنور المجيدْ ..
و بعد العودة للزوجة الصالحة..و ذهابه معها إلى ابن عمها ورقة..بدأت مرحلة النضال من أجل التغيير المبارك..ثم كانت الهجرة إلى الحبشة
قال جعفر ْ..
أيها السيّدُ كنا..
قومَ جهل ٍ..
نعبد الأصنامَ .. نأتي الفحشَ..من دون ارتياب ْ..
نقطع الأرحامَ .. نسبي..
لا نرى غير الضبـــابْ ..
فأطل البدر فينا..
كان برا..وصدوقا..و طهورا.. و أمينـَا ..
فأتى بالصدق و التوحيد نورا..
فدعــانـا..
فنبذنا الفحش و الأصنام طوعا..
واعتنقنا الدين طهرا..
يملأ العمق يقينـَا..
و بعد الإسراء ..جاءت الهجرة إلى المدينة المنورة ..
ذات قيظ ..
هتفت في زهوها كل الرحاب ْ..
و حواها من خلال الفج ترديد النداء ْ..
مرحبا بالبدر يسمو ..
في فضاء ضمه العطر و أحياه السناءْ ..
مرحبا بالخير يمنٌ ..
يتهادى..
في ربوع العز موفور البهاءْ ..
مرحبا يا خير داع ٍ..
لذرا الإيمان ِ..للرحمان ِ..يا رمز العطاءْ ..
ونعمت المدينة عاما باللقاء..ثم قامت بدر..و تلاها أحد..فالأحزاب..إلى صلح الحديبية..ثم جاء فتح مكة..
سار نحو البيت في ركب جليلْ ..
فإذا الأصنام تهوي..
غاب عنها الإفك ناداها الرحيلْ..
فتردّت في متاه ابديّ..
و سما الحق شعاعا..
في فضاء النصر بالمجد الأثيلْ
طاف ذاك المصطفى بالبيت سبعا..
ثم صلــــى..
حمد الله و أثنى..
و دعا بالخير...للوصل الجميلْ
ثم بعد حجة الوداع .. يحن لقاء الحبيب بخالق الحبيب .. و تحين لحظة الفراق ..
مات أحمدْ..
و يظل المصطفى الهادي البشيرْ..
مات يا كون محمدْ ..
عاش ذاك الخالد عبر العصورْ ..
عاش ذاك الصادق الفذ الوقورْ..
عاش برا و أمينـًا ..
عاش في العمق يقينــًا..
عاش دينـًـا..
يغمر الأفكارَ..يرتاد الصدورْ
هذا ملخص كتابي مواكب النور ...الذي ختمت به حياتي في دنيا الكتب و المطابع و دور النشر..أملي من الله أن أجده في ميزان الحسنات..
آخر الكلمات على غلافه الخارجي :
كتابــــــــــــي ..
أخلصته لله في الكتابهْ ..
أهديته للمصطفي في صفحة الإهداء ْ ..
وأرتجي من ذلك القبولْ ..


عبدالله المؤدب البدروشي