عندما تنتحر النجوم علي ضوء الشموع
انقطع التيار الكهربائي،وانقطع الخيط الرفيع بالمسبحة ،
حين فقدتها رحت أبحث عنها ،في كل البلاد وكل الأماكن
وفي خلايا ذاكرة الروح المشتعلة بالحنين والذكريات
أبحث عنها وعنى ، عن وجهتي واتجاهي .
بيدي أقرع كل الأبواب المغلقة ،كل البيوت تفتح لي أبوابها فلا أري أصبعي
أسألهم عنها فلا يجيبني أحد فقط ينظرون اليَ في وجوم
انفرطت حبات المسبحة و تفرقت طمس الظلام ضوءها
وانتحرت النجوم علي ضوء الشموع .
أنزل إلى الشوارع كل الشوارع ضيقة ، باردة ، مظلمة ، موحلة ...أضيييييع
تضغط الأرصفة على ضلوعي فتسحقها ، ولأني أعلم
أن التيار لن يعود وهي أيضاً لن تعود تدثرت بالصقيع أهيم علي وجهي في
الأرض كل الأبواب مغلقة ،كل البيوت مظلمة ، كل الطرقات مسدودة
إلى متى سأظل هكذا ؟؟؟ أسبح بلا مسبحة
كل الأشياء مملة كئيبة ، كل الألوان باهتة ، كل الوجوه أراها بلا ملامح
مللت كل الأشياء التي أحببتها والتي تمنيتها .
حين أنظر حولي ولم أجدها بين الناس تأكلني وحدتي الموحشة
كرهت وحدتي التي لم أختارها يوماً كرهت عزلتي وألمي ،كل شيء
ممسكة به ينسل من بين أصابعي دون إرادتي.
أفر إلى الحديقة أتنفس الحياة ربما أرى ظلها ،سكون موحش ، أشجار منكسة الرؤوس
متهدلة الفروع لا ثمار ولا ورود ، ولاظل لها
أنبث الأرض بأظافري ألثم التراب أبحث عنها فلن أجدها00 أختنق بالبكاء
أشق خيوط العنكبوت بيدي وأمر من بينها تنزلق أقدامي في حفرة سحيقة
أبكي كل البيوت القديمة المهدمة ،كل الأشياء باردة ،فاترة، يفزعني انعدام
الضوء ،نعيق الغربان ، الهدوء المميت ، اشتعالي بالحزن رغم الصقيع.
صلاة بلا وضوء ..صلاة بلا قبلة ..انتماء للا انتماء كل الأشياء متغيرة ، متحركة
أراها وأحسها رغم سبات الحزن
إلى متى سأظل أبحث في اللا وجود عن الوجود .
أبحث عنها في كل الأشياء لن أجدها ،أذهب إليها فلن أجدها أنتظرها لا تجيء
أقف أمام الباب الذي أغلق في وجهي رغم صراخي وصمتي .لم تجيبني ، لم تألي إليَ لتضمني
أين هي ؟؟؟؟؟!!!!..قبلتي.. حين هجرتني تركتني وحيدة في اللا وحدة ،
غريبة في اللا اغتراب ،حاضرة في اللا حضور ، محتضرة في اللا احتضار ،ميتة في إلا موت
سئمتني كل الأشياء ،كما سئمت أنا أيضاُ ، صحوتي ، موتي ، يقظتي ، غنائي ، بكائي
أين ورود الحديقة ، أين قبلتي ؟؟؟ لا أعلم لماذا انقطع التيار الكهربائي وأظلم النهار ؟
، وأين أمي ؟؟؟