اليوم سالت دموعي
منذ واريت الشهيد حازم فايز الثرى وحتى صباح اليوم لم أذرف دمعة، تصبرت حتى الساعة الثامنة إلا عشر دقائق، حين كنت استمع للإذاعة العبرية، وكان اللقاء مع مسئول أمني إسرائيلي، يتحدث عن تدمير المقاومة، وعن سحق قدرتها على الرد، كان اليهودي يتفاخر بعظمة إسرائيل وجيشها الذي هزم حماس، وكان يعدد إنجازات الجيش، حين قطعت المذيعة حديثه فجأة، وأعلنت: صفارات الإنذار تدوي في عسقلان.
عاود المسئول الأمني يتفاخر بالقبة الحديدية، وقبل أن يتم جملته:
أعلنت المذيعة: صفارات الإنذار تدوي في أشدود
عاود المسئول الأمني يتحدث، وقبل أن يكمل جملته.
أعلنت المذيعة: صفارات الإنذار تدوي في يبنه وبير توفيا
المسئول الأمني حاول الحديث. فقاطعته المذيعة، وأعلنت
صفارات الإنذار تدوي في بيت جبرين، وأضافت: هذه هي المرة الأولى منذ الحرب تصل القذائف قريباً من الخليل.
حاول المسئول الأمني أن يتحدث، وقبل أن ينطق بحرف، قطعت المذيعة حديثه، وأعلنت: صفارات الإنذار تدوي، في اللد وفي الرملة
ثم واصلت المذيعة باستغراب: ما هذا؟
صفارت الإنذار تدوي في معاليه أدوميم، في الضفة الغربية هذه هي المرة الأولى منذ الحرب على غزة
ثم واصلت المذيعة: صفارات الإنذار تدوي في مستوطنة أفرات، هذه هي المرة الأولى منذ الحرب
كانت الساعة قد قاربت الثامنة صباحاً موعد وقف إطلاق النار، وموعد انتهاء البرنامج الصباحي في الإذاعة العبرية.
حينها شكرت المذيعة المسئول الأمني، وهي تقول:
لقد أثبتت حماس حتى اللحظات الأخيرة أن يدها العليا في هذه الحرب.
أما أنا، فقد كانت دموعي تسيل في تلك اللحظة التاريخية، بعد أن تأكد لي أن دموع الفرح إذا سالت، فإنها تمسح دموع الأحزان.