الجانب الخفي من تاريخ البترول : جاك .. و جان .. "1"
"الجانب الخفي من تاريخ البترول" كتاب أعادتني إليه مقالة نُشرت في رسائل مجموعة الدكتور عبد العزيز قاسم البريدية،للدكتور صالح النملة،وقد نشر – في الرسالة رقم "442" - تحت عنوان : (هل سعر النفط فعلا مرتفع)؟. والكتاب من تأليف جاك دولوناي و جان ميشيل شارلييه،وقد نقله – عن الفرنسية - إلى اللغة العربية اللواء محمد سميح السيد،ونشرته دار طلاس بدمشق،سنة 1987م،في طبعته الأولى.
من المقدمة نأخذ هذه اللمحة :
(في عام 1900،كان الذهب الأسود يؤمن أقل من 4% من الاحتياجات العالمية للطاقة،أما اليوم،فقد أضحى يغطي 40 % منها. وعلى الرغم من تضاؤل الاستهلاك،ما زال العالم يحرق سنويا حوالي ثلاثة مليارات طن من المنتجات النفطية،التي تقوم ثماني شركات فقط بتقديم أكثر من نصف هذه الكمية.
ومن الجدير بالذكر أن ثماني من أغنى عشرة شركات في العالم هي شركات بترولية،منها أربع أمريكيات. كما أن أقوى شركة في العالم هي "ايكسون Exxon"،التي بلغ مجموع مبيعاتها 88.5 مليار دولار عام 1983،والتي تضم 156000 مستخدم،منهم 12000 باحث،موزعين على أكثر من 500 فرع في مئة بلد! .. وقد تجاوزت أرباح شركة "ايكسون"هذه 4.9 مليار دولار سنة 1983.
ولاشك في أن هذه أكبر مغامرة في تاريخ البشرية،لا يمكن اعتبار ظاهرها المعروف هو الحقيقي بالضرورة.){ص 9}.
يعود بنا المؤلفان إلى البدايات .. (يوم السبت الواقع في 17 آب(أغسطس) من عام 1859،في بلدة تيتو سفيل في ولاية بنسلفانيا،جنوبي بحيرة"إرييه"( Erie)،على مسافة 150 ميلا شرقي "كليفلاند"،فجر العقيد "إيدوين ل. داريك "ثورة ستؤدي آثارها إلى إحداث تغيير عميق في الاقتصاد العالمي طوال قرن ونيّف.
كان "داريك"(38 عاما) سائق قطار سابقا،أصبح بعدُ تاجرا يطمح في الحصول على ثروة عن طريق صناعة إكسير للحياة والشباب من النفس النوع الذي رأى الهنود يستخدمونه. وفي أحد الأيام،استخدمته شركة صغيرة تدعى"سينيكا أويل"،وكان ممولوها،برئاسة المصرفي "جيمس تاونساند"،يسعون للتنقيب في بعض الأراضي التي يملكونها في تيتو سفيل.
في عام 1855،كان هؤلاء مقتنعين بصحة تقرير رفعه"البروفسور"سيليمان Silliman ،من معهد يال،ويبحثون عن هذا"البترول"الذي يمكنه أن يحل محل زيت الحوت النادر والغالي الثمن،والذي كان يستخدم لتشغيل فوانيس عمال المناجم.
عندئذ خطرت على بال درايك فكرة ضم ويليام سمث،الملقب بالعم بيل،وهو حداد وحفار آبار عبقري،صنع له كل ما يلزمه من معدات وأدوات : أنابيب،درّيك،{في الهامش : دريّك derrick : هيكل معدني يقام فوق بئر البترول،والكلمة مأخوذة من اسم عالم إنكليزي} وبخاصة المثقب الذي يعمل بواسطة محرك بخاري.
أدت أعمال الحفر الأولى إلى حدوث انهيارات،ثم بدأت الأموال تنفذ،مما دعا الممولين إلى التوقف عن الدفع. وفي مساء يوم 27 آب (أغسطس)،غار المثقب فجأة داخل فجوة تكشفت عن وجود بئر من النفط على عمق 21 مترا (69.5 قدما).
كان هذا من الزيت الصخري الذي استخدمه المصريون القدماء في تحنيط موتاهم،كما استفاد منه الفينيقيون في "قلفطة"سفنهم { في الهامش : وهي عملية سد شقوق السفن بواسطة الزفت وخيوط الحبال. ولا تزال هذه الكلمة مستخدمة من قبل البحارة في يومنا هذا} وكانت له مزايا خاصة ومعترف بها. (..) في بنسلفانيا،سنة 1859،كانت الحاجة ماسة للصناعة الناشئة،كما رأينا،مادة أولية جديدة للإنارة لأن الزيوت الحيوانية المطلوبة كثيرا بلغت آنذاك أسعارا خيالية. وقد لوحظ سريعا أن تقطير النفط الخام كان يسمح بالحصول على مادة يمكنها الحلول بفاعلية محل الزيوت الحيوانية،كما يمكن للزيت أن يستخدم لتزييت الآلات وتشحيمها.
منذ عام 1840،كان الباحثون قد لاحظوا أن زيت الفحم يتمتع بخصائص مميزة،فحاولوا عبثا استخراج كميات كافية من هذا الزيت. إلا أنهم تمكنوا،في مقاطعة"ويستمورلاند"(بنسلفانيا)،من التوصل إلى عتاد يسمح بصناعة 6000 غالون في اليوم. ومنذ عام 1858،في بيتسبورغ،قام صموئيل كير ومؤسسة ماك كون وفينلي بتصفية زيت الفحم هذا(الكيروسين) في معمل صغير،ثم توزيعه في نيويورك بكميات قليلة لأغراض الإنارة بصورة رئيسية.(..) منذ عام 1860،كانت هناك 74 بئرا حول (أويل كريك) تنتج 509000 برميل في العام.
وهكذا غطت الآبار المرتجلة وادي (أويل كريك) حيث بدأ الناس يخزنون الذهب الأسود في براميل خشبية ترشح في كثير من الأحيان،كما أخذ الجميع يشترونه بأسعار مختلفة بقصد التجارة والربح.
بدأت المدن المؤقتة تظهر خلال بضعة أسابيع : أويل سيتي،بترو سنتر،بيتول .. وخلال خمسة أعوام،قفز عدد سكان تيتو سفيل من 400 إلى 10000 نسمة. كذلك بلغ عدد سكان بيتول،التي أنشئت عام 1865،بعد سنة واحدة من قيامها،20000 نسمة،كما أقيم فيها خمسون فندقا ودار للأوبرا. إلا أنها ما لبثت أن اختفت سنة 1877.(..) في شهر كانون الثاني (يناير) 1865،وللإسراع في عمليات الحفر،جاء اختراع العقيد (روبرتسن)،وهو عبارة عن أداة أشبه بالطوربيد المملوء بالنيترو غليسرين،يلقى داخل أنبوب الحفر،ثم ينفجر في نهاية المطاف لكي يشق ثغرة في لصخور الصلبة.
إلا أن البعض كانوا عاجزين عن شراء طوربيدات (روبرتس)،لذلك كانوا يصبون النيترو غليسرين مباشرة في الأنبوب،فتحدث الانفجارات. في الحقيقة،كانت الكوارث شبه يومية : فيضانات غير مراقبة للسائل المشتعل أحيانا،انفجارات تعقبها حرائق قرب المحركات البخارية أو المنشآت الخشبية المشبعة بالبترول جراء الانفعالات غير المسيطر عليها. وهكذا شب حريق هائل،أعقبته فيضانات،مما تسبب بحدوث أضرار بلغت قيمتها مليونا من الدولارات في (تيتو سفيل) سنة 1892. كانت تدابير الحيطة والحماية شبه معدومة إذن في تلك الفترة،ولم يكن هناك أي تنظيم من حيث الإنتاج أو التخزين أو التوزيع.
كذلك كانت الحياة في الغرب الأمريكي كله مفعمة بالقسوة والعنف،وكان "درايك"يقول دائما : "مسدسي هو القانون ..".
ولم يمر وقت طويل حتى بدأ ظهور أصحاب الملايين : فمنذ عام 1861،كانت بئر"أويل كريك"تنتح 300 برميل في اليوم. إلا أن أحدا لم يكن قادرا على التكهن آنذاك بما ستنتجه الصناعة البترولية : بنزين،ومحروقات،وزيوت وشحوم،أسفلت،كهرباء،صابون،ومنظفات،سماد،مبيدات حشرية،دهانات،بلاستيك .. إلخ.
هكذا كانت بداية الازدهار العجيب للبترول. وبما أن النبع كان يبدو غير قابل للنضوب،فقد انخفض السعر بسرعة،حيث هبط من 20 دولارا للبرميل في عام 1859 إلى 10 سنتات في عام 1862.
ولكن كيف يمكن نقل كل هذا البترول؟ بواسطة المراكب على الأنهار أولا،ثم عن طريق السكك الحديدية. في عام 1863،وصلت السكة الحديدية بين كليفلاند وشبكات الشرق،كما اخترقت كامل المنطقة البترولية،فأصبح السائل الثمين ينقل بواسطة"المقطورات – الخزانات"،ولكن العملية كانت طويلة وباهظة الكلفة.
في عام 1865،قام"صموئيل فان سيكل"بإحداث ثورة في كل هذا : حيث أقام خطا من الأنابيب (قطر الأنبوب بوصتان،أو 5.08 سم) جاء هذا سبقا رائعا : إذ يوجد اليوم في الولايات المتحدة أكثر من 180.000 كم من خطوط الأنابيب.
كانت خطوط الأنابيب تلك توصل النفط إلى المصفاة ثم إلى القطار،إلا أن الناقلين السابقين خافوا من البطالة فعمدوا إلى أعمال التخريب،مما اضطر أصحاب الآبار إلى تأمين حراسة للأنابيب. رغم كل الصعوبات والعقبات،كان البترول يتدفق باتجاه كليفلاند،التي كانت تعتبر بحق عاصمة الذهب الأسود.){ص 11 - 15}.
ثم تحدث المؤلفان عن أسرة "روكفلر" .. ( في عام 1859،كانت أسرة "روكفلر" تسكن كليفلاند (أوهايو)،على مسافة 100 ميل من تيتو سفيل،في منزل مريح من القرميد عند زاوية من تقاطع شارع أوكليد وكايس.
كانت الأسرة تضم الأب وليام أفيري روكفلر وزوجته ليزا دايفيسون وأولادهما الستة. لكي يقوم وليام بإعالة هذه الأسرة الكبيرة،كان يعمل في تجارة الخيل حينا،ثم كمراب أو مطبب أحيانا،كما كان يبيع أدوية الشعوذة ضد السرطان بمعدل دولارين للزجاجة الواحدة.
أما"ليزا"،فكانت ابنة مزارع من مورافيا (نيويورك)،وربة منزل قوية تدير منزلها وأسرتها بحزم. كما كانت هواجسها هي الانضباط والمدرسة والكنيسة.
عُرف وليام بأنه مغامر،حتى لوحق بتهمة الاغتصاب والزواج من امرأتين في آن واحد،الأمر الذي لم يمنعه من أن يظل بروتستانتيا متعصبا. وقد علّم أولاده قيمة المال : حيث سمح لهم بالاحتفاظ بأرباحهم حتى بلوغهم سن الرشد،ولكن عليهم أن يدفعوا لوالدهم 40 دولارا في الشهر،على أن يتسلموا بالمقابل عند بلوغهم الرشد رأسمال صغيرا في حدود 1000 دولار.
بهذا المبلغ دخل الابن البكر جون،المولود في 8 تموز 1839،ميدان العمل سنة 1858. وهكذا كان متاعه ضئيلا،ولكنه ذهب في الخامسة عشرة من العمر،بناء على طلب والده،لكي يدرس في المدرسة العليا للتجارة،حيث أتقن إدارة الأعمال وفن مسك سجلات المحاسبة،بعد أن عمل لفترة من الزمن كبائع متجول في شوارع كليفلاند.
في 26 أيلول (سبتمبر) من 1855،وفي السادسة عشرة من عمره،عمل لدى "هويت"و"تاتل"،المتخصصين في التصدير،كناقل للبضائع وسكرتير ورجل يصلح لكل شيء.
أمضى في هذه الوظيفة عامين ونصف العام،حيث اكتسب خبرة في العلوم المالية التطبيقية والأعمال التجارية والعلاقات مع الزبائن. وخلال بضعة أسابيع،وجد نفسه مساعد محاسب ثم محاسبا براتب شهري قدره 25 دولارا.(..) في عام 1855(هكذا) رفض رؤساؤه منحه علاوة مالية،فتركهم وقبل عرضا من صديق إنكليزي،يدعى موريس كلارك،بأن يقوم الاثنان معا بإنشاء وكالة للمنتجات الأجنبية في موانئ كليفلاند. لذلك قدم،كما فعل شريكاه كلارك وغاردنر،2000 دولار ( 1000 من مدخراته + 1000 كمساعدة من والديه)،وأصبح مسؤولا عن الشؤون المالية،بينما كان زميلاه يقومان بعمليات الشراء والبيع. (..) استنتج جون منذ البداية أن الجهود يجب ألا تنصب على أعمال الحفر المملوءة بالمجازفات والمفاجآت والأفخاخ. وقد لاحظ أن العاملين في حفر الآبار كانوا يفلسون بسرعة بسبب القمار والكحول والفسق،بينما كان القائمون على أعمال التصفية يجدون ما يكفيهم من المادة الخام،ولا يتوقف عملهم على الصدفة والحظ.
وهكذا قرر"روكفلر"أن يعمل في تصفية البترول. وقد نجح في ذلك لدرجة جعلته مع صديقه"أندروز"المعمداني مثله،يكرسان جل وقتهما،لهذا العمل،وفي عام 1865،تفرغا كليا،تاركين كل نشاطاتهما الأخرى.
لم تمض فترة وجيزة حتى أقام معمله الخاص بصناعة براميل النفط،حيث أخذ يبيع البرميل بسعر 96 سنتا بدلا من 2.5 دولار. ثم ما لبث أن تزوج من "لورا سبيلمان"وهي ابنة رجل أعمال ثري،كانت لا تقل عنه تقى وتوفيرا.
خلال السنوات الثلاثة الأولى،كان قد قام،مع كلارك وشقيقيه،باستثمار 100.000 دولار في المصفاة،فجاءت الأرباح بحجم الاستثمار تقريبا. عندئذ اشترى بمبلغ 72500 دولار حصة كلارك،وأسس مصفاة روكفلر وأندروز،تاركا وكالة كليفلاند القديمة.
اهتم "أندروز"بالمسائل التقنية،بينما تخصص جون روكفلر في المشتريات والمبيعات،وكان يشتري بأقل الأسعار ثم ينتظر ليبيع بأعلاها.
أخيرا،وبالاتفاق مع شريك جديد،وهو رجل أعمال لامع يدعى "هنري فلاغلر"معمداني مثله،وابن مبشر،قام بتجميع عدة مصاف متنافسة عن طريق الشراء المتتالي،ليسهل الأعمال ويشكل احتكارا حقيقيا تحت اسم"ستاندرد – أويل"
وفي هذا الاتجاه نفسه،استأجر كامل المقطروات – الخزانات المتوفرة،كما عقد اتفاقات سرية مع "فاندر بيلت"،رئيس سكة حديد نيويورك المركزية على أساس : حسم 25% لمنتجات "ستانردر"و 25% زيادة في الأجور بالنسبة للمنتجات المنافسة.){ص 15 - 18}.
إلى اللقاء في الحلقة القادمة .. إذا أذن الله.
س/ محمود المختار الشنقيطي ((سفير في بلاط إمبراطورية سيدي الكتاب)) Mahmood-1380@hotmail.com
هل سعر النفط فعلاً مرتفع؟!!
د. صالح النملة
تكثر هذه الأيام صيحات التنادي في اوروبا وأمريكا عن أسعار النفط وارتفاعها وغلائها؛ حيث أغلق سعر برميل النفط يوم الجمعة الماضي على 117دولاراً للبرميل الواحد.وأوروبا وأمريكا اللتان اعتادتا أن تحصلا على سعر النفط بأسعار زهيدة لأسباب سياسية وليست اقتصادية لا تتحملان أي ارتفاع لأسعار النفط حتى ولا على أي مستوى كان، وبالمقارنة بين سعر برميل النفط الذي يدخل في جميع تفاصيل حياتنا وحاجاتنا اليومية وأسعار سلع اخرى تصدرها لنا أوروبا وأمريكا قد تكون ذات أهمية ولكن ليست بالضرورية التي لا يمكن الاستغناء عنها تكتشف كيف أن الغرب يمارس النفاق الحقيقي والتشكي غير المبرر من أسعار النفط.. وبمقارنة سعر برميل النفط مع برميل منتجات اخرى تكون المقارنة على النحو الآتي :
1 . برميل النفط سعر برنت (117) دولاراً.
2 . برميل كوكا كولا (126) دولاراً.
3. برميل حليب (163) دولاراً.
4 . برميل مياه بيريه معدنية (300) دولار.
5 . برميل عصير برتقال تروبيكانا (307) دولارات.
6 . برميل بيرة بدوايزر (447) دولاراً.
7 . برميل سكوب غسيل فم (682) دولاراً.
8 . برميل فنتي عصير ستاربوكس (954) دولاراً.
9 . برميل بن وجيري آيس كريم (1609) دولارات.
10 . برميل برتولي زيت زيتون (2370) دولاراً.
11 . برميل تباسكو الفلفل الحار (6155) دولاراً.
12 . برميل فايزين تنظيف للعين (39728) دولاراً.
13 . برميل عطر شانيل (1,666,560) دولاراً.!!!!!! يا ساتر ... أكثر من ستة ملايين ريال !!!!
بعد هذه المقارنة البسيطة هل سعر النفط تلك المادة الحيوية لجميع مناحي الحياة اليومية رخيصة أم مرتفعة؟!! أم أن هناك تشكياً داخل المجتمعات الغربية التي تعودت على الرفاهية ولوم الآخرين وحربهم وتدميرهممن أجل أن تعيش هي حياة مرفهة.
تخيل ان النفط لاتملكه إلا أوروبا وأمريكا
بكم سيبيعونه لنا
وهل سيبيعونه لكل من يطلبه
أم أنهم لن يبيعوه إلا لمن يرضون عنه
وهل سيستنزفون مخزونهم النفطي بإنتاج كميات ضخمه لإرضاء ألآخرين
طبعا لا
والدليل \ الأدويه\ الأسلحه\ التكنلوجيا المتقدمه ......................ألخ
والمصيبة الأخرىأنه طيلة إنتاج أكثر من 80 سنة من البترول لم تستثمر الإستثمار الأمثل والصحيح والفعال والمفيد والحيوي في معظم البلدان المنتجه والمصدرة خاصة الدول العربية ؟!............!.................!.