عشقٌ بطعم الإيمان ( قصة قصيرة )
لا أصدق نفسي أنني سأكلمها اليوم ، فلقد عانيت حتي أحصل علي رقم تليفونها من بائعة المكتبة التي تتردد عليها ، بعد أن دسست في يدها عشرة جنيهات ، فقد سيطرت تلك الفتاة علي كياني ، وتعلق قلبي بملامحها الملائكية ، وحيائها في الزي المحتشم ، الذي تبدوا فيه كفراشة تتململ في شرنقتها ، كطفلة تمشي مطرقة ولا ترفع عينيها إلا في انحناء الشارع لتكتشف الطريق وتذبحني بلحظها الخاطف ،أرهقتني وأنا أحاول في كل مرة أتبين وجود خاتم بيدها ، ولكن يأبي القفاز الأسود الذي ترتديه أن يفصح عن شيئ سوي أناملها التي صورها بترتيب هندسي جميل ، ينم عن عن جسد أكثر تناسقاً .
- يا ويل من يغرم بناسكة ( أحدث نفسي وأنا أضغط علي أزرار الهاتف )
-السلام عليكم، أنا أريد التحدث اليك في موضوع يهمنا ( أتكلم بصوت أقرب للتأتاة )
-اهدأ ، أنا أعرفك جيداً ، وكنت أنتظر اتصالك ( قالتها وهي تكتم ضحكتها )
أغلقت سماعة الهاتف وأنا أتصبب عرقاً وشعرت أني بحاجة الى أيام لأجتر الكلمات التي قالتها ، كنت كتلميذ أستمع لمبادئها ...ووصفها وتحليلها لنمط حياتها ،
لا زال صوتها الأنثوي الهامس يتردد في أذني ( لأني أحبك ، يجب أن نفترق من أجل الله حتي يجمعنا الله علي طاعته ) ، تواعدنا علي البعد من أجل غرس نبتة الحب .. ،
لم أكن أتخيل أن تلك الفتاة الحييّة التي أعرفها ، هي نفس الفتاة المنفتحه والمتحدثة اللبقة التي علمتني كيف أحبها بطريقتها التي اصطنعتها لنفسها ، ولم أسمع بها من قبل .
تملكتني عدة هواجس وأحاسيس غريبة ، مشاعر امتزاج العشق بالإيمان ، فامتثلت لأومراها ،فواظبت علي صلاة الصبح ، ورددت أذكار الصباح والمساء ، وقصرت ثوبي ، تعجبت لأمري ، كيف انصعت بسهولة لسحر امرأة ألبسني حبها بردة التصوف ، فزهدت في كل المتع سوي رضاها ،حتي أنني اشتريت كل الخطب والدروس لداعية شاب أوصتني بالاستماع اليه .
أكلمها كلما يقتلني الوجد ، لا تنهرني كما أتوقع كل مرة ، تبادلني معسول الكلام ، وتذكرني بمبدئنا في الحب ( البعد من اجل الحب ورضا الرب )
وذات يوم تلقيت دعوة لحضور حفل زفاف نجل بائع المجوهرات القاطن بأول الشارع ، تتويجاً لقصة حب في الله مع محبوبتي . انتهت
الرياض 24/9/2010