مابين تجديد المصطلح والمحافظة على أصول اللغة
إسقاطات على مقال/ناقة اكبر من لغة(عز الدين ميهوبي/دبي الثقافية العدد 117 فبراير)
مقال لافت لم يكن فيه توثيق كالعادة، رغم أن فيه من المعلومات ماهو هام فعلا:
نقدم مختصرا عنه وبعض إسقاطات:
لم يكن "ديفيد بن غوريون" بحاجة إلى مليون كلمة ليجعل من العبرية لغة كيانه الاستيطاني الطالع من ضلع فلسطين، قبل نحو سبعين عاما، فقد أشار عليه مستشاروه إلى أن لغة اليديش الحقيرة في حوراي اليهود ببولندا كفيلة بأن تكون المعبّر عن هوية مسخ سياسي مبتكر كما يقول المؤرخ المتنصل من يهوديته شلومو صاند.
بدأ معجم العبرية بخمسة آلاف وستمائة كلمة فقط،واعتمد لغويوها النحو العربي لتطويرها،وأهابو بقدرة العربية في منح اللغة العبرية إمكانات التطور، ولم تمض سنوات حتى كان هذا الخليط من لهجة الحواري وقاموس التوراه، مستخدما في معهد " وايزمن" للذرة.وصار الطفل الاسرائيلي ، عارفا بمداخل ومخارج العبرية في أقل من ثماني سنوات.
*****
من مجهة أخرى لم تصل العربية لعدد كلمات جمل عربي من قبيل ناقة ومطية وفحل وبعير وبكرة وخلفة ولقحة وخلوج وهجن وهمل وراحلة وذلول وعشراء وزمل وقعود وعيس ومسوح ودوسر وبخت وقلووص وشول وشملال وقوداء ووجناء وغيرها...........كثير..
وهذا يعني أن العبرية لاتحتمل أكثر من اسم واحد للجمل!!
وليس غريبا ان يجعل اللغويون العرب من كتاب " العين" للفراهيدي مرجعا لهم في عدد لكلمات اللغة العربية ، إذ ان نظرية التقليب أنتجت 12،305،412
كلمة يحال كثير منها على متحف اللغة كونه لاستعمل أو لامعنى له.
إن الباحث العربي يكفيه استخدام 0،04% من متون العربية في عديد المجالات أي 12 الف كلمة.
وأذكر ان ناقدا ادبيا أحصى 280 كلمة استدمها شاعر جزائري في ديوان من مائة وعشرن صفحة.
والسبب أنه يكرر الألفاظ نفسها في قصائه المنثورة.
وبمعنى ىخر أن الفقر ليس في معجم العربية ولكن الشح بازر في مستخدميها، أي انهم مستمثمرون سيئون.
واما الانجليزية فيقدر خبراء اللغة ان فاموس اوكسفورد أحصى مليون كلمة أقل من نصفها مستورد من لغات كثيرة ومن اجتهادات عصر " بيل غيتس"!.
اما نصفها الآخر فهو ملك لشكسبير وشركاته في تاريخ الآداب الانجليزية ، ولعل التحول الذي حدث في البنية اللغوية للانكليزية هو الذي دفع كثيرا من
اللغويين الانكليز إلى المطالبة بتفعيل فكرة الاكاديمية الملكية للغة الانجليزية.بعد ان تحولت " قاتلة اللغات".
كما يطلق عليها إلى مجرد " برنامج معلوماتي، مثلما وصفها الصناعي الفرنكو-اللبناني: كارلوس غصن ، ومع هذا فهي اللغة اولحيدة التي بلغت سقف العالمية
عكس الفنريسة التي لم تنفع معها عمليات حقنها بمنشطات ثقافية وسياسية، لتحافظ على موقعها في العالم، إذ اعترفت مكرهة في ربيع 2013 أن جامعات فرنسا
لم تعد قادرة على مواكبة وتيرة البحث العلمي بلغة فولتيسر...
فاتخذت قرارا تاريخيا رغم معارضة الاكاديمية الفرنسية ومجمع الخالدين فيها، وكذا منطمة الفرنكفونية يقضي بالسماح للطلبة والباحثين الفرنسين باستخدام اللغة الانجليزية،
في البحث ، وإلا فلن تجد فرنسا في قادم السنوات باحثا واحدا يتحدث عن لامارتين او بروست، كما قالت الوزيرة فيوراسو صاحبة القانون الذي اغتال الفرنسية في بيتها كما قال مناوؤوها...
****
هنا يدعونا هذا المحتوى الهام للسؤال:
ماذا نقول بالنسبة للعربية:
وماذا يكون مابين تجديد المصطلح والمحافظة على أصول اللغة؟هل هناك من حل وسط حتى لاتخرج عن قواعدها؟
أين جهود المجمع العربي من منشورات سنوية عن جديد المصطلح؟
أتساءل.
د.ريمه الخاني 6-3-2015