رقصةٌ مجوسية ..
بقلم ( محمد فتحي المقداد)*
دروب العتمة الْتَهَمَتْنا ..
اعْتَصَرَتْنا .. أنيناً يقرعُ فُنون العِهْرِ طُبولاً..
كَساها الخوفُ لَبُوساً ..
ارْتعاشٌ يسري مِدَاداً، تَجَمّدَ خَثْرةَ موتٍ ..
أين الأماني ..؟
أين حدائق الفرح .. ؟
التي غزاها الموت بأُرْجُوَانِيّتهِ البغيضة..
طَحَنَها قَحْطُ الجراد ..
تراتيلٌ جنائِزيّةٌ مَوْشومةٌ على صدر الوطن ..
شَتاتُ المنافي أسقمَ الذاكرة..
يا حبيبتي ..
أكلَ الجُّفون، منّي ..
سَمَلَ عُيوني ..
وَحْشِيٌّ صوّبَ رُمحهُ المسموم في صدري.
اقْتَلَعَ قلبي ..
قدّمهُ على طبقٍ ذهبيٍّ لسيدةٍ قُرَشيّةٍ..
لاكَتْهُ هِنْدٌ ..
وهي ترقصُ على لحنٍ مجوسيٍّ مَقيت.
يَصّعَدُ صداهُ وَقْراً في مَسْمَعَيْكِ ..
يا شامُ ..
حبيبتي ..
هاتِ أقلامك، أحضريها.
واكتبي بماء الحياة .. سِفْراً عظيماً..
من أحلامِيَ الرّبيعيّة..
و ترنّمي بها ..
أنشودة الصباح..
على وَقْعِ الفجر الجديد ..
الكرك \ الأردن
19 \ 5 \ 2013