الفنان شاكر بريخان.... واللحن الأخير
حلب-عمار العزو:
كما النورس المهاجر يعود الى وطنه بعد طول غياب...هكذا يعود الفنان شاكر بريخان الى مدينته حلب ليعانق ثراها بعد أن عزف لحنه الأخير برحيله عن عالمنا الى دنيا البقاء يوم أول أمس وبعد أن ترك لنا سفراً مشرقاً من الألحان الموسيقية والأعمال الفنية التي خلدته فناناً له حضوره وبصمته المميزة في عالم الفن.
الفنان بريخان من مواليد حلب عام 1926، وهي مدينة الفن الأصيل، إذ خرج منها الكثير من الأعلام الفنية التي انتشر فنها على امتداد الوطن العربي والعالم، ورحلة الفنان بريخان في عالم الفن طويلة وغنية وشاقة بآن معاً، فمشوار الفن محفوف بالأشواك والمعاناة، لكن من يطلب المجد والعلا، لا يثنيه التعب عن الوصول الى غايته، وهذا كان حال فناننا الراحل.وقد بدأ حياته في إذاعة حلب منتصف الخمسينيات كمعد ومخرج للبرامج، وكان يكتب الزجل، ثم اتجه لكتابة الشعر الغنائي قبل أن يتجه للتلحين عام 1960.
هذا وقد شيعت محافظة حلب رسمياً وشعبياً يوم أمس في موكب مهيب فقيدها الكبير الفنان شاكر بريخان وفي تصريح لـ«البعث» عبر الفنان دريد لحام عن عميق حزنه لفقدان واحد من مبدعي الوطن، وأضاف أن شاكر بريخان انضم لحزمة من العمالقة الذين سبقوه أمثال عزير غنام وعمر البطش والقباني، مشيراً الى أن ما قدمه الراحل من أعمال فنية ستبقى خالدة في ذاكرة ووجدان الوطن. أما المخرج خلدون المالح فأشار الى أنه برحيل الفقيد نودع مبدعاً وشاعراً رقيقاً وملحناً حساساً مرهفاً وممثلاً وكاتباً مميزاً، مارس مختلف أنواع الإبداع الفني وتفوق في كل المجالات وترك بصماته واضحة للعيان على مدى خمسين سنة من العطاء، مضيفاً أن ماقدمه الفقيد من أعمال غدا تراثاً وتاريخاً يعبّر عن المراحل التي مر بها.
لقد كان الفنان الراحل علماً موسيقياً كبيراً أغنى المكتبة الموسيقية والفنية بأعمال ستخلده في ذاكرتنا وذاكرة الأجيال القادمة...فله الرحمة ولأهله الصبر والعزاء.
عن جريدة البعث