في بلادي..
يحمل الرغيف كل أسراري
يفتح الجرح عميقا لقاعي السحيق
تباعدت شواطئ الحريق
حتى صارت الهوّة بيني وبين موطني
كمسافة الغريق
وكأن أهلي
يضحك البكاء في وجوههم
كأنه الجنون ..
في عالم مسكون
بلاد الشرق..
حديقة لايزورها الضياء
فاستسلمت لمشيئة الذبول
فغابت في عفونة الفناء
صارت الحياة بقعة سوداء
أقفلها السكون
في عالم مسكون
بأي لون يُِرسَم الإنسان ؟
والغد رحيل ..
بين عزلة الرافض وعزلة الغريب
وأي مركب يحمل البقاء ؟
أمخر فيه لجّة الغباء
مدينتي البالية ..
أتستحق كل هذا العناء ؟
وإن تكن أجمل من إمرأة حانية
وإنها وسادتي .. وطفلتي
ولقمة العافية
فيها دفنت سرّتي
والحلم المكنون
في عالم مسكون
يسكنه الطغاة والمحتل والظنون
يُحرَق فيه الشعر في مجالس الأرباب
لينتهي الرماد والشاعر في غليون
في غرفة أبوابها مقفلة
من يفتح الكوة في الجدار ؟
يُطيح بالسوط وبالمقصلة
من يفتح الباب الى النهار ؟
يرويه بالغناء والسنبلة
ويُشبع العيون
في عالم مسكون
مرّ تاريخ ولم توقظني يد حنون
يصفعني الصباح كل يوم
والجيوش تملأ الفراغ بالزبالة
فتسقط البراءة والأطفال كالذبالة
على قارعة الحريق
تخبّط الطريق وزاغ في رؤاه
الليل ظلّ يستريح في عناده العتيق
ينتظر المشهد المكتظ بالذهول
طاحت الشمس
حين أطبقت إرهاصة المجهول
يُعَبّّد العتمة للعبور
حتى ضجّت الدماء
من يفتح الكوّة في المجهول ؟
الرياح أزبدت تُلملم الأوراق والرمال
فأختلطت نافورة الأقوال
وذابت الوجوه
الكثير من شعبي بلا وجوه
ليضحك البكاء لا وجوههم..
في عالم مسكون
عالم مسكون ..
"من ديوان نبض الحريق"
شاكر القزويني