موانئ منيتي
شعر: ا.د. محمد اسحق الريفي
الجامعة الإسلامية بغزة
لِمَ يا زماني أدمعي ما تفتأُ=تلهو بها وجراحَ قلبي تنكأُ؟
ما كنتُ يومًا ظلَّ خَبٍّ ماكرٍ=أو في الصِّعاب على أبي أتوكَّأُ
بل عشتُ غِرَّاً طيِّعاً لكنَّني=ما كنت رأسي للعتاةِ أطأطئُ
قد خضتُ في الدنيا غمارَ بحارها=خوضَ الكرام بلهوها أستهزئُ
ومراكبي أرسيتُ عند كهولتي=قصْد الهدى والمجدَ كان المرفأُ
ورسا فؤادي في موانئ مُنيتي=فالنفس راضيةٌ ونعمَ الموطِئُ
ومشيت في دربي على جرحي ولم=أمْلَقْ زعيماً أو تملَّقني امرُؤُ
هذي ثماري في جِناني أينعت=أشجارها بغصون مجدي تَشْطَأُ
أمري إلى ربِّي أفوِّض وحده=منذ الصبا واللهُ قلبي يكلأُ
زادي التقى والصدق خيلي ما كبا=يوماً ومنزلتي التي أتبوَّأُ
أبكي على وطني الأسير معانقاً=أحزانَه وأذود عنه وأدرأُ
فالحزن يسكنني وأسكنه له=في القلب صولة ثائرٍ لا يهدأُ
ما ناءتِ الأحزانُ قَطُّ بخافقي=أو كنتُ بالأهوال يوماً أعبأُ
فإذا المصائبُ حاصرت أملي إلى=ربِّي فررتُ لغيره لا ألجأُ
نعم المجيرُ رضاهُ أسمى غايةٍ=والطهر نورٌ واليقين تلألؤُ
في ذكر ربِّي لا أَنِي ودعائِه=فبذكره الشيطانُ دوماً يخسأُ
أشعلت من أحزان قلبي ثورةً=مع كل صبحٍ في دمائي تبدأُ
فأسلُّ سيفي راجلاً ممن بغى=وعلى فلسطين اعتدَى أتبرَّأُ
ما عجَّل الآجالَ كَرٌّ في الوغى=يوماً ولا الآجالَ فَرٌّ يَنسأُ
وسفينة الأقدار تمخر بحرها=لا ترجئُ الآجال بل لا تبطئُ
29/7/2010