قصر العظم في حماة.. المتحف والبيت العربي المتكامل المصدر : بلدنا 24/04/2009 يقع قصر العظم في مدينة حماة، في أقصى الجناح الشرقي من حي الباشورة، على مسافة مئة متر من شارع أبي الفداء. ويعتبر موقعه من أجمل المواقع في المدينة، حيث يشرف على نهر العاصي بقبته الحمراء، كما يشرف على المدينة ولاسيما قلعة حماة والجامع النوري وحمام السلطان وقاعة آل الكيلاني والزاوية الكيلانية.
يعتبر قصر العظم في حماة مثالا حياً للبيت العربي الكامل، فهو يضمُّ باحة فسيحة تزيّنها أشجار باسقة أجملها شجرة المالونيا، تتوسطها بركة جميلة ذات أربع نوافير وإيوان بواجهة ذات الزخارف النباتية، خصّص للجلوس في الصيف.
تعاقب على بناء هذا القصر ثلاثة بناة، حيث أنشأ القصر الوالي أسعد باشا العظم منذ سنة 1740، مبتدئاً بالقاعة الكبرى التي تقع في الطابق العلوي، والاصطبل، مع مستودع العلف في الطابق الأرضي. وفي عصر نصوح باشا العظم، تحوَّل القصر من بيت الوالي إلى بيت خاص بالحريم يدعى «حرملك»، ثم أضاف إليه «السلاملك» عام 1780.. ليقوم بعده أحمد مؤيد باشا العظم عام 1824 وينشئ قبواً ملحقاً بالإسطبل، ويشيد فوقه جناحاً مناظراً للقاعة الكبرى، كما أنشأ آنذاك إيواناً بديعاً وعدة غرف كبيرة مثمنة الشكل في الطابق الأرضي من الحرملك، فضلا عن حمام خاص بالقصر أطلق عليه اسم حمام المؤيدية، وهو مؤلف من ثلاثة أقسام (البراني، والوسطاني، والجواني).
واستمرَّ القصر بملكية آل العظم حتى عام 1920، ثم أصبح منذ عام 1956 ملكاً للمديرية العامة للآثار والمتاحف، فجعلته مقراً لمتحف إقليمي في حماة، لم يلبث أن نقل إلى مقرّه الجديد.
ويمتاز القصر بزخارفه الهندسية والنباتية والكتابية الموزعة على الأحجار والأخشاب، وبالشمسيات الجصية المخرمة، وبوفرة مواضيع الزخارف الخشبية في السقوف والمكتبات، وبتنسيق المداميك والجدران بالأبلق. ويمتاز بتعدّد الخيوط الزخرفية في نوافذ القصر، كما يمتاز عن قصر العظم في دمشق بقبته السامقة التي تفرض نفسها على فضاء مدينة حماة.
بعد أن تمَّ افتتاح المتحف الوطني في حماة عام 1999، خصّص مبنى قصر العظم ليكون متحفاً للتقاليد الشعبية فقط، ونقلت جميع القطع الأثرية المعروضة فيه إلى متحف حماة الوطني، وتمَّ تخصيص بعض الغرف في الطابق العلوي من الحرملك لعرض بعض التقاليد الشعبية في حماة.
وقد تمَّ عرض الغرف الثلاث، المتوضعة في الجهة الجنوبية من الباحة العلوية، إذ تمثّل الغرفة الأولى فلاحتين، إحداهما تغزل على مغزلها الصوف، بينما راحت الأخرى تجرش البرغل على طاحونة يدوية صغيرة، وهنَّ يرتدين زيّهن الريفي الأصيل، في حين الغرفة الثانية تسمى خلوة العروس، حيث تضمّ أربعة تماثيل من الجص بلباس تقليدي، وهي العروس التي تقف بحياء، وتتقدَّم نحو عريسها الذي يرفع الجلاية عن وجهها، بينما وقفت إلى جانبهما أم العروس، والمرأة التي أشرفت على تزيينها، والتي تدعى «الماشطة». أما الغرفة الثالثة، فتظهر فيها بعض الأزياء الشعبية لشاب حموي وأزياء شعبية لريف حماة الشمالي.
كما تمَّ عرض سبع خزائن في قسم السلاملك تمثّل مختلف القطع الزجاجية متعددة الأشكال، وبعض المزهريات الزجاجية الفريدة.