نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




"الآرامية لغة ولدت في سورية" عنوان المحاضرة التي ألقاها الباحث الاسباني وخبير اللغة الآرامية والأكادية في سورية السائدتين في العصر الحديدي وخبير اللهجات الآرامية وطبعات الانجيل الأولى الدكتور إيمليانو مارتينيث بوروبيو في مكتبة الأسد يوم الإثنين17/11/2008 الماضي، ضمن لقاءات في الآرامية المنظمة من قبل معهد ثربانتس بدمشق، وجمعية أصدقاء معلولا بالتعاون مع الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية لعام 2008، وقد قدم الباحث تقييماً شاملاً للآرامية، اللغة التي كانت في بداياتها خاصة بالقبائل والدول الآرامية، ثم انتشرت لاحقاً في جميع أنحاء الشرق الأوسط القديم، لأن السجلات والكتابات تشهد على استعمالها بين العديد من الشعوب والأمم على مدى حقب تاريخية طويلة في العصور الآشوري والبابلي الحديثين والامبراطورية الفارسية والعصر الهيلنستي والروماني والبيزنطي والقرون الممتدة من الفتوحات الاسلامية العربية حتى يومنا هذا.
وقد أكد الباحث ايمليانو أن الآراميين هم أول من استخدم الأحرف الصوتية مثل "الواو" وهذا ما اخترعه الآراميون في حقب قديمة من سورية، والأحرف التي تقرأ من اليمين إلى اليسار تنتمي إلى اللغة الآرامية القديمة، وهي مازالت موجودة كشاهد على تاريخ سورية العريق، وقد ولدت في معلولا وهناك ثلاث قرى مجاورة لها مازالت تتكلم الآرامية، كما استعرض المحاضر تحولات الآرامية السورية إلى الآرامية العامية، والتقسيمات التي طرأت عليها، وخصائصها المميزة وامتداداتها في المناطق المجاورة من الأمم الآشورية التي كانت قائمة آنذاك في القرن الثامن والسابع قبل الميلاد، وقد أجرى المحاضر مقارنة بين اللغة الآرامية واللغات الأخرى في تلك الحقبة، من خلال المنحوتات والرقم الآرامية وترجمتها إلى العربية التي استعرضها أثناء المحاضرة.
الآرامية لغة سامية منذ بدء التاريخ، وقد تكلم بها السيد المسيح، وبها تمت كتابة الكثير من أسفار الكتاب المقدس ، حيث كانت الارامية اللغة الثقافية الرسمية والعامية السائدة في تلك العصور واللغة المستخدمة في كامل منطقة شرقي البحر الأبيض المتوسط من أعالي نهري دجلة والفرات وشمالي بلاد الشام وما بين النهرين، مروراً بأواسط سورية ولبنان وفلسطين حتى سيناء في مصر.
وقد كانت اللغة الآرامية "ماقبل المسيحية" لغة رسمية في امبراطوريات مشرقية عديدة، كما كانت لغة النجارة والعلوم والآداب والثقافة، (وبشكل مشابه للغة الانكليزية وانتشارها العالمي اليوم) وحتى العقود التجارية والمراسيم والشرائع والقوانين كانت تسن وتكتب وتحرر بالآرامية لكونها أدق وأوضح وسيلة تعبيرية لغوية وأبجدية مكتوبة ومحكية ومقروءة في تلك العصور، حتى أن الحضارة الاغريقية اليونانية القديمة، تفاعلت مع هذه الحضارة الثقافية اللغوية الآرامية وخاصة في الأبجدية / الفا- بيتا- غاما- دلتا.. التي تحاكي أولاف- بيت- كومل- دولت.. الآرامية السريانية التي عبرت البحار عبر سفن الفينيقيين/ وهم آراميو السواحل البحرية/ التجارية.
واتخذت اللغة السريانية فيما بعد المنحى الثقافي البحت، وحتى النظري وتقوقعت في إطار الدين واللاهوت والفلسفة، وبالتالي لم نحقق "لأسباب موضوعية" تلك المعادلة الصعبة لمبدأ "دين ودنيا" ودخلت مرحلة التثاقف الحضاري مع العالم المحيط، البيزنطي، الاغريقي، اليوناني والروماني، اللاتيني، وكذلك باتجاه الشرق نحو العالم الفارسي الايراني وحتى بلاد الهند، وبذلك استوعبت اللغة السريانية الكثير من الألفاظ والعبارات والأفكار التبادلية من حضارات مجاورة وبعيدة وكان الاندماج والتناغم الطبيعي.
وقد كان للغة الآرامية حظ كبير من الانتشار الواسع في بلاد الرافدين والشام بعد سقوط الدولة الآشورية في القرن الخامس قبل الميلاد، ودحرت كل اللغات المستعملة في العراق والشام وأصبحت اللغة المحكية فيها، وبقيت هكذا حتى حلت اللغة العربية محلها بعد الفتوحات الاسلامية، وبسبب ذلك انقسمت اللغة الآرامية إلى لهجات كثيرة كآرامية الدولة التي استعملها الفرس البارثيين في بداية دولتهم، وكانت هذه الآرامية تكتب بالخط السامي القديم المشتق من الفينيقية.
وبعد السبي البابلي لليهود أهملوا العبرية وأصبحوا يتكلمون الآرامية، وكتب الأحبار اليهود بعض كتب العهد القديم باللغة الارامية، وبهذه اللهجة دونت شروح التلمودين البابلي والمقدسي، وتسمى هذه الآرامية بالكتابية، وتكتب بالكتابة الآرامية التقليدية وهي: (أحرف أبجد هوز).
وفي العراق انتشرت اللهجة الآرامية الكلدانية التي كانت منتشرة في العراق، ولا يزال أتباع الكنيسة الكلدانية يتكلمون بها، وتكتب هذه اللهجة بالخط السرياني المسمى بالاسترانجيلو (من اليونانية أي الكتابة المستديرة) وكذلك بالكتابة النسطورية.
وهناك اللهجة السريانية وهي أهم لهجة آرامية لأسباب كثيرة فهي اللغة التي تكلم بها السيد المسيح، وبواسطتها نقلت جزءاً كبيراً من علوم اليونان إلى العربية، ولاتزال محكية في مناطق في سورية ولبنان مثل معلولا وصيدنايا وغيرهما، وتكتب هذه اللهجة بكتابة خاصة بها اسمها "سِرْطا" أي السطر، وهي أيضاً لغة الكنسية لأتباع الكنيسة السريانية المعروفين في المصادر الاسلامية باليعاقبة، وهناك لهجات آرامية أخرى كالمندعية والتدمرية والنبطية وغيرها، لكن الفرق بينها كالفرق بين لهجة أهل دمشق وأهل درعا، والنبطية والتدمرية هما لهجتان آراميتان استعملهما رسمياً عرب الشمال.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




أقسام اللغة الآرامية:
تقسم اللغة الآرامية إلى قسمين:

أ‌- الآرامية الغربية وتتضمن:
- النبطية: وهي لغة القبائل العربية التي احتلت منطقة سكنى الأدوميين في جنوب الأردن، في القرن السابع والسادس قبل الميلاد.
- التدمرية: لغة النقوش الكتابية المكتشفة في تدمر وبعض المواقع المحيطة بها.

ب‌- الآرامية الشرقية وتتضمن:
- السريانية: المرحلة الأولى منها تمثلها اللغة التي استخدمت في المراسلات والمحفوظات الملكية لحكام مملكة أوسرو، وهي سلالة نبطية عربية في مدينة الرها (أورفا التركية) في الفترة مابين 132ق. ب/ و242 م، والمرحلة الثانية تمثلها لغة الكنيسيين الآراميين الشرقيين الذين اعتنقوا المسيحية في مدينة الرها، ونبذوا تسمية الآرامية لأنها تذكرهم بالوثنية.
- آرامية الحضر: تمثلها نقوش ذات طابع تذكاري، تعود إلى القرون الثلاثة الأولى بعد الميلاد، واكتشفت في الجزيرة العراقية على بعد 50 كم جنوب شرق الموصل.
- المندعية: لغة المندعيين (الصابئة) عبدة النجوم والكواكب في القرن الرابع الميلادي.
وتعود المدونات الآرامية إلى 850 قبل الميلاد (على لوح حجري من تل فخرية في سورية) .
وعلى هامش المحاضرة التقينا في جلسة حوارية مع المحاضر إيمليانو ومدير معهد ثربانتس السيد بابلو مارتين اسويرو، وعميد معهد اللغات في جامعة دمشق د. نواف مخلوف، ونائب رئيس جمعية أصدقاء معلولا السيد بشار مسعد، وقد سألنا الدكتور إيمليانو في البداية حول الفكرة التي طرحها في المحاضرة أن الآرامية هي أول أبجدية في التاريخ وأنها بدأت في القرن الثالث قبل الميلاد، وبناء على ذلك ما هي اللغة التي كان يتكلم بها الأجداد في القرنين الأول والثاني، فأوضح لنا أن ولادة الأبجدية كانت قبل 2000 سنة قبل الميلاد في منطقة سيناء والمنطقة الفينيقية الكنعانية أي الساحل الشرقي للبحر المتوسط، ومن هذه الأبجدية تفرعت أبجديتان هما: الأبجدية الأوغاريتية التي كانوا يستخدموا فيها الأشكال على طريقة الكتابة المسمارية، والأبجدية الفينيقية التي تعتمد رسم الخطوط ، وراى أن أقدم نص تاريخي مكتوب وجد قبل 900 سنة قبل الميلاد في منطقة الخابور وهي تبعد وتختلف عن منطقة الفينيقيين، وهذا البعد والاختلاف جعل الآراميين يفكرون بطريقة وأسلوب مختلفين حول النصوص البدائية الأولى، والآرامية أقدم اللغات استفادت لعمل حروف لها من الفينيقية والسينائية، وطورت هذا الحرف ليكون خاصاً بها مما جعل هنا تشابه بين الأحرف.
ويرى د. إيمليانو أنه لايمكن تحديد وجود لغة قبل لغة، لكن يمكن تحديد أقدم خط أو كتابة عبر تاريخ اكتشافها وفحصها في المخابر، وحسب الإشارات التاريخية، أي النصوص التي تثبت أن الآرامية قبل العربية، واللغة التي كانت مستخدمة في سورية وشرق المتوسط كانت تحكي الآرامية، والشعوب التي وجدت في سورية هي قبائل اعتمدت الآرامية وسكنت في الأراضي السورية وامتدت لشمال سورية إلى الخابور والفرات والبادية، ودمشق اعتمدتها لغة رسمية، وقد وحدت هذه اللغة بين هذه القبائل، وامتدت من خلال المكتشفات الأثرية التي أثبتت امتداد الآرامية والوثائق منشأها سورية، وما جعل العربية تسيطروتحل محل الارامية هو تشابه اللغتين، وسهولة اللغة العربية وقوتها، أما النقاش حول استمرارية اللغة الآرامية حتى الألف السابع لايمكن تخيل أن تأتي لغة فجأة وتحل مكان اخرى، بل إن المسألة تتم تدريجيا.
ومن حيث حلول السريانية محل الآرامية بعد انتشار المسيحية يقول إنه بعد أن كانت القبائل في سورية موحدة واحتلت من قبل الآشوريين عسكرياً وسيطروا عليها لكن الآرامية لسهولة كتابتها كلغة محكية استخدمتها الامبراطورية الفارسية لغة مركزية لسهولة التواصل بين كل المقاطعات لتوحيد الوثائق والاتصالات بين المركز والمقاطعات، وبعد ظهور المسيحية كان للامتداد الجغرافي للآرامية دوره في صعوبة المحافظة عليها كلغة بتفاصيلها فانقسمت إلى قسمين غربية وشرقية.
و حول الرابطة القومية التي شكلتها الآرامية رأى البرفيسور ايميليانو أنه وخلال الفترة التي توحدت فيها القبائل في ظل استخدام الآرامية كلغة واحدة طور لديهم شعوراً بالقاسم المشترك كثقافة ولغة وحققت حالة من القومية تحت مظلة اللغة الواحدة وتحققت القومية الآرامية، وبالنسبة لاختلاف الآرامية كلغة سامية عن اللغات السامية الأخرى يرى أن هذا الاختلاف شبيه باختلاف اللغات الأجنبية عن بعضها باللفظ وبعض الكلمات، لكن المنشأ واحد هو آرامي حسب الامتداد الجغرافي.
أما تأثيرها الثقافي فإن العرب عندما وصلوا لهذه المنطقة استفادوا من الكتابات الآرامية لنقل الثقافة والفلسفة اليونانية والرومانية عن طريق السريانية لاحتكاكها بتلك الحضارات، ومن استخدام النصوص الآرامية واستفاد العرب من العلوم الرومانية والبيزنطية، في تشكيل ثقافتهم وكانت جسراً هاماً للوصول إلى هذه الثقافات، وكان هذا التأثير الأول للغة الآرامية، وأشار الى أن هذه اللغة تلقى الآن اهتماماً كبيراً من السيد الرئيس بشار الأسد من خلال التأكيد على تدريسها بافتتاح مركز لتعليم اللغة الآرامية في معلولا ومتابعته المستمرة لها.
مدير معهد سربانتس تحدث عن هدف المعهد في نشر اللغة والثقافة الاسبانية، وفي هذا المجال يأتي دور الباحثين مثل الدكتورإيمليانو كباحث في اللغات السامية واللغة الآرامية وهذا ثالث لقاء يتم تنظيمه من قبل معهد سربانتس في هذا المجال بالتعاون مع جمعية أصدقاء معلولا حول (لقاءات في الآرامية) وبناء على الاهتمام والنجاح الكبير لهذه الفعاليات سوف أعمل خلال الأربع سنوات القادمة وهي فترة وجودي في إدارة المعهد بتوجيه الدعوات لاختصاصيي اللغة الآرامية ومتابعة هذا المشروع.
أما عميد معهد اللغات في جامعة دمشق د. نواف مخلوف فقد أبدى رأيه في المحاضرة بالقول: المحاضرة قيّمة علمياً وشيقة حتى لغير المختصين، ومن خلالها اكتشفت أموراً عديدة لم أكن أعرفها عن اللغة الآرامية، وقد دهشت وتأثرت وجدانياً عندما علمت أن هذه اللغة كان لها تأثيرها وثقافتها ممتدة من سورية حيث ولدت حتى مصر وشمال أفريقيا، وإلى الهند مروراً بالعراق وإيران، وهذا كله دون أن تكون هناك جيوش آرامية تحتل هذه البقاع وتفرض لغتها، إنما كان إبداع هذه الأبجدية وهذه اللغة هو الذي فرض نفسه وجعل من الثقافة المكتوبة بهذه اللغة تُسْتَقبَل من قبل هذه الشعوب في مرحلة معينة.
وقد ضمن الباحث محاضرته الحديث حول نشأة الآرامية وولادتها وأبجدياتها واختلافها عن الأبجديات الأخرى، وامتدادها على رقعات كبيرة في فترة زمنية معينة، وصلاتها باللهجات واللغات السامية الأخرى ومنها العربية، وما فهمته – يضيف د. نواف- أن هذه اللغة أسست في مرحلتها التاريخية لرابطة قومية في منطقتنا العربية، ووقفت في وجه الغزاة من اليونان إلى الرومان إلى الفرس، بل وتأثرت بها هذه اللغات وأخذت منها، وهذا أمر يدعو للفخر والاعتزاز بهذه اللغة التي تكلم بها السيد المسيح.

جمعية أصدقاء
معلولا

تأسست جمعية أصدقاء معلولا عام 2006 من مجموعة من الشباب الغيورين على تراث سورية وتحديداً معلولا، ومن أهداف الجمعية حماية التراث والآثارات واللغة الآرامية كونها لغة المدينة في معلولا وجوارها، وقد طالبت الجمعية بإنشاء شعبة آثار في معلولا لتكون مسؤولة عن التوثيق بشكل مباشر لكل ماهو قديم ودراسة إنشاء متحف دائم في معلولا.
وقد حدثنا السيد بشار مسعد نائب رئيس الجمعية عن التعاون بينهم وبين معهد سربانتس مما يوضح عمق العلاقات بين سورية واسبانيا، حيث تم طرح الموضوع على مدير المعهد ولاقت الفكرة تجاوباً كبيراً حيث تم طرح برنامج سنوي متواصل عن اللغة الآرامية والمنتجات الآرامية من خلال محاضرتين عن اللغة الآرامية ومحاضرة عن السماق الذي أبرز به المحاضر تاريخ هذه النبتة وسماها (السماق الآرامي) حيث يوجد في متحف اللوفر في باريس فواشات مياه مصنوعة من الجلد تعود إلى عام 720 قبل الميلاد استخدمها الجنود الآراميون لقطع الأنهار مدبوغة بالسماق في تلك الفترة.
أما من حيث أهمية المحاضرة فقد أعطت دفعاً جديداً لاهتمام الباحثين والقائمين على تدريس اللغة الآرامية في جامعة دمشق على تدريس هذه اللغة وأشار الباحث إلى ضرورة تعليم الآرامية بدءاً بالصفوف التدريسية الأولى وحتى من مرحلة الحضانة في مدارس معلولا وجبعدين وخبعة وهي المناطق التي تتكلم بالآرامية، لذلك فإن الاهتمام باللغة الآرامية هدف أساسي من أهداف الجمعية وخدمة تراث معلولا والقرى المجاورة لها وتجهيزها من قبل الحكومة لتكون مقصداً للسياحة الثقافية التي هي الآن العنصر الأساسي في السياحة بالعالم أجمع وهذا ما يلمسه أعضاء الجمعية من خلال اهتمام السيد الرئيس بهذه المنطقة.


دمشق التي أعرفها

قبل بدء المحاضرة ألقى السيد جورج رزق الله قصيدة مطولة باللغة الآرامية كشاهد إضافي على الوثائق والأدلة التي قدمها المحاضر، وهذه القصيدة تتحدث عن دمشق، ويقدمها في سياق احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية وقد اخترنا من هذه القصيدة هذين المقطعين باللغة الآرامية ومعناهما باللغة العربية:

سيفا ذمسقي عغبّونا في عرن
وإثر خثبويا مقتشف بيذا في يُمِّن
وشُبعْجَعصَر نِيشن وْشِجا مجشِرن
وْإكْظمُ مْنولِف إشِن صَلاحِتّن وْحظّر
شًغلون أرعا مًحْرفا، وِشْمو، مو إنكن
نُخزوي إبْع يْحربُّق إنكِن مْغربِق
هي سْكِلَّت، هِن زَلُّف، هي أيْبا هِو جويِف أنُك أيْبِن
حَيْنَ ألوه منه أوب، عِمّا، مومِشو أحَّد سَنيلا
ولنما نزب شكلاّ عم. ذمسِق، جوننسَيلا

المعنى ..
السيف الدمشقي على جانبها الأيسر
والكتابان المقدسان بيدها اليمنى
والسابع عشر من نيسان، والسادس من تشرين
وقبل ذلك بألف عام، صلاح الدين وحطين
إسألوا الأرض تجيب، والسماء، ماحدث
أجانب أرادوا أن يخربوا، فأخذوا يجوبوا
هي بقيت، هم ذهبوا، هي موجودة، هم غير موجودين. أين هم؟
إن الله من عليائه معها فلا غالب لها
وإلى أي أذهب آخذها معي، دمشق، لاأنساها

ذِمسق! يا غُفْنا لاإمط لِبْشوثا ثَعلا
إتْكِن نخِجلا مْقِلِِفثا وإنكن غَرَحْلا بْتِفر
ِبْتفِر، فَذَعْلَها
بَحَر، إكُّم وْحُوَّر وسُمُّق، إحل حَمِّع إمْرِق أعْلا
بِس، مْذِينجا يَ حَصَّ طورِ- ل- قاسيون بْنَوب جوبَرنش قَصَعْلا
مذينجا يَ غُبْرنويا وْخُل سَبويا سيوغا لِيلا
لنما نزلي نشكلاَّ، مْنِلغُل بلبي نْطَعِلا
وجو نّشيلا نيوم إنّ جو نشيلا

المعنى..
دمشق: ياكرمة لم يصل الثعلب لزبيبها
فأخذ يعضها من قشرتها، وأخذ يجرحها بظفر وبظفر يفدغها
أسود وأبيض وأحمر، حلو وحامض، مرَّ عليها
لكن المدينة التي ظهرها جبل قاسيون لايستطيع أحد أن يثنيها
والمدينة التي رجالها وكل شيوخها سياج لها
آخذها معي أينما أذهب، وأحملها في أعماق قلبي
ولن أنساها – أقسم لن أنساها.

سلوى عباس ــــــ تصوير : اياد عنيسي