السلاحف البحرية في سوريا .. رحلة السلحفاة كاي
أخبار البيئة
عبد الهادي النجار، حمص
يعتبر البحر الأبيض المتوسط موطناً لتعشيش عدد من أنواع السلاحف البحرية وبشكل خاص السلاحف الخضراء Green Turtles والسلاحف ذات الرأس الكبير أو المعروفة باسم كاريتا كاريتا loggerhead Turtles، وقد بينت الدراسات السابقة أن شواطئ اليونان وتركيا وقبرص هي الأكثر احتضاناً لأعشاش السلاحف كاريتا كاريتا كما أن شواطئ تركيا وقبرص هي المفضلة لتعشيش السلاحف الخضراء (لم يتم اكتشاف أعشاش للسلاحف الخضراء في اليونان).
إن ندرة الدراسات عن تعشيش السلاحف البحرية على الشواطئ السورية بالإضافة إلى المعلومات القليلة منذ تسعينيات القرن الماضي عن تعشيش لسلاحف كاريتا كاريتا على الشواطئ السورية كان يجعل من هذه الشواطئ عديمة الأهمية لدى الكثير من الباحثين في هذا المجال.
لكن هذا كله تغيّر خلال عام 2004 على إثر النتائج التي توصل إليها مشروع لدراسة أعشاش السلاحف على الشواطئ السورية وبشكل أكثر تحديداً على شواطئ محافظة اللاذقية حيث بين المسح أن الشاطئ السوري هو موطن هام لأعشاش السلاحف الخضراء وسلاحف كاريتا كاريتا كما تم تسجيل ظهور سلحفاة جلدية الظهر Leatherback Turtle بالقرب من مرفأ اللاذقية في ذات العام.
محمد جوني يجمع عينات من نسيج السلاحف
في عام 2005 لوحظ تراجع في أعداد الأعشاش المكتشفة على شاطئ اللاذقية (وضمن منطقة المتوسط بشكل عام) إلا أنه في هذا العام وبالترتيب مع جامعة برشلونة في إسبانيا و وكالة ناسا للملاحة والفضاء الأميركية ومؤسسة ديناماك تم جمع عينات لإجراء تحليل النظائر المشعة والتحليل الجيني للتعرف على أنماط التغذية والتعشيش تمهيداً لاقتراح إجراءات الحماية المطلوبة للسلاحف البحرية على شاطئ اللاذقية.
لقد كان من المفترض في عام 2005 القيام بأول تعقب فضائي للسلاحف البحرية اعتباراً من شاطئ اللاذقية إلا أن ضعف موسم التعشيش حال دون ذلك.
يبدو موسم عام 2006 واعداً حتى الآن من خلال تسجيلات التعشيش التي تم الحصول عليها، وقد تمكن المهندس محمد جوني -من خلال مشروع تدعمه كلً من مجموعة تشيلونيا البريطانية British Chelonia Group ومنظمة سي ترتل SEATURTLE.ORG وشركة فورد موتور الشرق الأوسط وبمتابعة علمية من آلان ريس من جمعية حماية السلاحف البحرية ARCHELON اليونانية- من تثبيت جهاز إرسال من النوع Kiwisat 100 Transmitter على ظهر سلحفاة خضراء بعد أن وضعت بيضها، وذلك بهدف التعرف على مواطنها المفضلة وتحديد مسارات الهجرة التي تتبعها.
السلحفاة التي تم تحريرها على شاطئ اللاذقية عند الساعة الثانية صباحاً من يوم الأحد 9 تموز/يوليو 2006 تمت تسميتها من قبل مجموعة تشيلونيا البريطانية باسم السلحفاة "كاي" Kay حيث يتم تعقبها فضائيا ويمكن متابعة حركتها على خارطة التتبع الخاصة بها والمبينة ضمن موقع SEATURTLE.ORG.
وهذا موقع غربي خاص بالسلاحف
http://www.seaturtle.org/tracking/?tag_id=49082
الجدير ذكره أن السلحفاة "كاي" قد تكون أول سلحفاة خضراء يتم تعقبها في منطقة حوض المتوسط، علماً أنه سبق للمركز الليبي لبحوث الأحياء البحرية في طرابلس أن قام منذ ثلاثة أشهر تقريباً (25 نيسان/إبريل 2006) من تثبيت جهاز إرسال للتعقب الفضائي على إحدى السلاحف من نوع كاريتا كاريتا التي تعشش بشكل كبير على شواطئ الجماهيرية.
خريطة تتبع السلحفاة كاي
من ناحية أخرى فقد سبق لوكالة حماية البيئة في إمارة أبو ظبي ومنذ بضعة أعوام القيام بأول مشروع تعقب فضائي لسلحفاة خضراء ضمن منطقة الخليج العربي، ويسر أخبار البيئة أن تعرض فيما يلي مقطعاً فيلمياً عن تركيب جهاز الإرسال على هذه السلحفاة.
اضافة
فورد الشرق الأوسط تساهم في دعم أخبار البيئة
أخبار البيئة، سوريا
تلقت أخبار البيئة إشعاراً من شركة فورد موتورز الشرق الأوسط باختيار موقعها من قبل لجنة التحكيم المستقلة لـ"برنامج فورد لمِنح المحافظة على البيئة" ضمن المشاريع البيئية الفائزة بهذه المنحة عن دول الخليج العربي و المشرق لعام 2004.
لقد تم استنباط برنامج فورد لمِنح المحافظة على البيئة من برنامج جوائز هنري فورد الأوروبية للمحافظة على البيئة، الذي قدم الدعم والرعاية لاكثر من 15 ألف مشروع في 34 دولة أوروبية منذ بدايته في عام 1983.
إن أخبار البيئة إذ تشكر شركة فورد على هذه المبادرة الطيبة التي ستساهم في استمرار موقعها و تطويره بما يحقق رغبة المهتمين بشؤون البيئة في جميع أقطار الوطن العربي تخص بالشكر أيضاً جميع شركاءها في النجاح الدكتور وحيد مفضل من مصر، الإعلامي عبد الحكيم محمود من اليمن، الكيميائي محمد علي الحسين من سوريا، السيد أحمد برغوث من فلسطين، الدكتور خالد الغانم من مصر، الدكتور الطاهر الثابت من ليبيا، المهندسة خولة المهندي من البحرين، الصيدلاني ضامن قنطار من سوريا، الرسام سيبو لينونين من فنلندا، السيد كييشيرو ساكاغوتشي من اليابان و جميع من ساهم بتعليق أو مقالة أغنت موقع أخبار البيئة و أدت إلى تطوره.