هل يدفن الميت في البحر؟
الدفن في اللغة: هو الستر والمواراة. قال ابن منظور: «الدَّفْن: السَّتْر والمُواراة، دَفَنه يَدْفِنُه: دَفْناً، وادَّفَنه: فاندَفَن، وتَدَفَّن: فهو مَدْفون ودَفِين ».
الدفن في الاصطلاح الشرعي: هو وضع الميت تحت التراب.
جاء في التعاريف الفقهية، أنَّ تعريف الدفن هوأأن : « الإخفاء تحت أطباق التراب ».
وجاء في فقه العبادات للمالكية: « الدفن: هو وضع الميت في حفرة في جوف الأرض ».
إذن الأصل أن الدفن يكون بوضع الميت تحت التراب، ولكن ذكر أهل العلم أنه يُشرع دفن الميت بالبحر إذا خيف عليه التغيّر قبل الوصول إلى البَر ، فيغسَّل ويكفَّن ويصلَّى عليه؛ ثم يرمى به في البحر.
فإذا مات الإنسان في سفينة بالبحر ولم يقدر على الشط فيكفّن ويحنط في ثوب (ويصلى عليه) ويلقى في الماء، وهذا ما عليه أكثر الفقهاء.
قال الإمام أحمد - رحمه الله - : ينتظربه إن كانوا يرجون أن يجدوا له موضعاً يدفنونه فيه حبسوه يوماً أو يومين ما لم يخافواعليه الفساد, فإن لم يجدوا غُسّل وكفن وحنط, ويصلى عليه، ويثقل بشيء، ويلقى فيالماء، وهذا قول عطاء والحسن البصري.
قال الحسن: يترك في زنبيل, ويلقى في البحر، وقال الشافعي: يربط بين لوحين ليحمله البحر إلى الساحل، فربما وقع إلى قوم يدفنونه، وإن ألقوه في البحر لم يأثموا.
وقال خليل المالكي في المختصر: "ورمي ميت البحر به مكفَّناً إن لم يُرْجَ البر قبل تغيُّرِه ". انتهى.
وأما إن لم يخف عليه التغير قبل الوصول إلى البر؛ فإنه يؤخَّر حتى يَصِلوا للبر فيدفنوه به؛ كما نص عليه المواق - من علماء المالكية - .
ولا شك أن الوسائل قد توفرت في هذا العصر لحفظ الجنازة من التغيُّر حتى تصل للبَر، فيمكن وضع الميت في ثلاجة تحفظه بإذن الله تعالى.
وبناء على ذلك فإن الدفن في البحر بدون مبرر انتهاك لحرمة الميت، واغتصاب لحق الميت في الدفن، وعدم احترام للمسلمين والشعائر الإسلامية، وإذا كان هناك أهداف سياسية أو غير ذلك خلف عملية الدفن؛ فإنه يمكن الدفن وفق الشريعة الإسلامية في الأراضي الصحراوية الشاسعة بدلاً من البحار والمحيطات.