مساء الحلم ايتها الحقيقة
--------------------------
للشاعر العراقي وهاب شريف
--------------------------------
كوثرٌ من ندى
طائرٌ من عقيقْ
حطَّ بي في البريقْ
لِمَدَى عالمٍ هندسيٍّ أنيقْ
نسمةٌ أمْ رحابْ
بسمةٌ أم كتابْ
جدولٌ من رحيقْ
أمْ حنان مُذابْ
نحلةٌ من شبابٍ تَحَدَّى اليبابْ
وخليَّةُ صَفوٍ يفيقُ تفيقْ
لِمَ يا أيُّهذا الأسيفُ العتيقُ
تَنتقي حسرةً حزمةً من شهيقْ
ثمَّ تُطفئني في غبارِ الطريقْ؟
أِنَّ تِلكَ الحقيبةْ
وطنٌ يختفي في مصيبَةْ
كحَقيقَهْ
تَتَقَيَّأهُا قُبَّراتُ الحديقةْ!
التَّيَقُظُّ حالةُ صحْوٍ مُريبْ
التَّيَقُظُّ مَحْوٌ لشكلٍ حبيبْ
وسكوتٌ غريبْ
وإلهٌ ولكنَّهُ لا يجيبْ
تلكَ ساقُ الحريقْ
تَتَسلَّقُ ثوبَ النقاءِ الرقيقْ
دونَ ان يشعرَ المُسْتباحُ العريقْ
(العراقُ الشقيقْ)
البهيُّ الحريرْ
الرثاءُ المريرْ
كيفَ يَتَّفِقُ الملتقى اللا يليقْ؟
السنى مُبحِرٌ وَغَواءُ النقيقْ
الشذا عابقٌ واعتراضُ النعيقْ
كيفَ يتفَّقونَ لقتلِ العشيقْ؟
اللذيذُ السِّفَرْجَلْ
أشتهيهِ وَيَذْبلْ
مَنْ أتى بالهمومِ لهذا الطليقْ؟
فرَّقّتْهُ الفروقُ لكلِّ فريقْ!
فَأريقَ كما دَمُ طفلٍ أريقْ.
الجنازةٌ جُنْبُذَةٌ
من طيوفٍ وَتَلْمَذَةٌ
لهُيامٍ لَصِيقْ
والضُحى عابرٌ من ضياعٍ وثيقْ
نَغْمُ إيماءةٍ لامحٌ
رافَقَ الأحْتِطابْ
هلْ يرى صدفةً
همسةً
أوْ عتابْ؟
الظهيرةُ ظهْرٌ لحمّالةٍ
لصَدى محضِ حلمٍ وسيمٍ رشيقْ
قلبُ أُمٍّ تفاءل أنْ لا يضيقْ
مثل مغزى البَنَفْسَجْ
بالتفاني يُتَوَّجْ
وجهُ بشرى مليحٍ
وأينَ النبيهْ؟
صدرُ سلوى فسيحٍ
وأينَ النزيهْ؟
المساءُ الصبيُّ صباحُ الوضوحِ وَفِيهْ
يأملُ الشوقُ لو مّرَّةً يستفيقْ
ذلك الأفتراقُ العميقْ
لا يمدُّ التسامحَ كفَّ سلامْ
لا يمدَّ الوداد لدفءِ الوئامْ
لا يَمِدُّ.. وأبقى أفَتّشُ
عنْ غيرةً من ذراعٍ
لهذا الغريقْ
في الزحامِ العصيِّ
الفراغِ السحيقْ
وحدُهُ المستحيلُ الأبيَّ الحَليقْ
قدْ يُصادقُ هذي الحقيقةَ
يحملُ.. هذي الحقيبةَ
هذا الصديقْ.
***