-
مفهـــوم الـحـــــب فــــــي الإســــــلام
مفهـــوم الـحـــــب فــــــي الإســــــلام
--------------------------------------------------------------------------------
احببت اليوم ان انقل لكم فتوى الشيخ العلامة يوسف القرضاوي بالنسبة لمفهوم الحب في الاسلام
في لقاء وجدته على الانترنت على موقعه
اللقاء طويل وفيه فتاوي كثير وعديدة ... ولكن نقلت لكم بعض الفتاوي الهامة لقضية الحب في هذا الموضوع
وحتى لا اطيل عليكم .. اترككم مع الموضوع
نناقش اليوم موضوع ;الحب; هذه الكلمة الصغيرة المبنى الكبيرة المعنى التي تهتز لها أفئدة العاشقين وتلهج بذكرها ألسنة العابدين المبتهلين ويوصي بها الأطباء والمصلحون ويسعى الدعاة إلى الله إلى غرسها في نفوس المسلمين أفراداً وجماعات، الحب هذه الكلمة الساحرة ذات الظلال الرقيقة في النفس الإنسانية هل يعكس الإسلام فهماً خاصاً لها؟ وهل يعترف الإسلام بعاطفة الحب على أنها واحدة من أهم الدوافع الإنسانية والمحرِّكات الفعَّالة في السلوك الفردي والجماعي؟ وهل يعاني المسلمون حقاً من أزمة في المحبة جعلت الإنسان لا يفهم إنسانيته على وجهها الصحيح؟ أم أن المسلمين هم أكثر شعوب الأرض صفاء وإنسانية؟ هل يعاني الإنسان في بلادنا من فقر مدقع إلى الحب يعجز فيه عن العطاء والنمو والتواصل مع أسرته ومجتمعه ومع الآخرين؟ ولماذا لا ينظر الأهل إلى الحب المتبادل بين الشاب والفتاة نظرة رضا حتى وإن كان هذا الحب في إطار الشرع؟ وما هو مفهوم الحب في الإسلام وكيف تنظر الشريعة الإسلامية إلى هذه العاطفة وكيف نفهم المودة والرحمة من خلال نصوص القرآن وأحاديث الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام؟ وهل هناك حب مرغوب فيه وأنواع أخرى من الحب مرفوضة؟ ولماذا جُعلت الكراهية عملاً شيطانياً في الإسلام؟ وما هي المعاني التي تنطوي تحت عنوان عاطفة الحب في الإسلام؟ وكيف ضبط الإسلام هذه العاطفة في إطار قيود وأحكام عامة تنصب في هدف تنظيم المجتمع وإشاعة الأمن والطمأنينة في حياة البشرية جمعاء.
هل الحب بين الرجل والمرأة جائز شرعاً؟
المقدم
فضيلة الشيخ لو انتقلنا إلى موضوع الحب بين الشباب أو بين الرجل والمرأة ما حكم هذه العلاقة؟ هل الحب في الإسلام جائز شرعاً؟
القرضاوي
الحب في الإسلام جائز بشرط ألا يسعى الإنسان إليه فلا يقول: أنا قررت أن أحب، يعني لازم أشوفلي واحدة أحبها، ويقعد يعاكس في التليفونات، لا .. الحب هو الذي يفرض نفسه على الإنسان، هو يسعى إلى الإنسان ولا يسعى الإنسان إليه، ولذلك نجد عشاق العرب والذي يقولوا عليه الحب العذري وهو الحب العفيف الطاهر هؤلاء مثلاً قيس وليلى كيف أحبها هي بنت عمه يراها وهي خارجة ورائحة ترد الماء، وعاش في الصبا يراها فتعلق قلبه بها، كذلك عنتر وعبلة أو كُثيِّر وعزة أو جميل وبثينة، هؤلاء لم يسعوا إلى العشق، بعض الناس الآن يفكر أنه لازم يحب والبعض يقولوا لك، لابد الزواج يكون عن حب، لا .. ليس لابد، أنا قرأت دراسة وبالإحصائيات قالوا إن أسعد أنواع الزواج وأكثرها استقراراً ما كان على الطريقة التقليدية، يعني الواحد يروح لأهل الفتاة أو تأتي أمه أو أخته أو نحو ذلك تقول عن فلانة بنت فلان، ويسأل عن أوصافها أو نحو ذلك ثم يروح يخطبها والشرع هنا يحبذ أمراً كثيرا ما تركه الناس وخصوصاً في منطقة الخليج وهو الرؤية((;انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما)); يؤدم وهي قضية الائتدام والائتلاف، الألفة والمودة التي ذكرها القرآن (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) هذه المودة تأتي بالعشرة وبحسن العشرة تأتي مودة ليس بالضروري أن تصل إلى مرتبة الحب أو العشق أو الغرام أو الهيام أو الصبابة أو التولّه والتتيُّم، العرب ذكروا للحب مراتب وجعلوا لكل مرتبة منها لفظة من غنى اللغة العربية فإذا الإنسان مثلاً بنت الجيران كان يشوفها منذ الصغر وكذا وتعلق قلبه بها، الإنسان لا يملك قلبه، القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن، واحد يشتغل في مؤسسة من المؤسسات وهناك زميلة معه يراها كل يوم ورآها إنسانة نبيلة ومحتشمة وملتزمة وليست عابسة ولا لعوباً ورأى من أخلاقها وأعجبته صورتها فتعلق بها قلبه، فلا تستطيع في هذه الحالة أن تمنع القلوب أن تتحرك، فإذا تحركت القلوب فمن حق الإنسان أن يحب إنما لا تحجر على الإنسان ولا تسعى إليه سعياً لأنك تسعى إلى بلاء إذا ابتُليت به فالإنسان يحاول أنه يبتعد فإذا ابتلي لابد أن نساعده على هذا ولذلك جاء في حديث ابن عباس (لم يُرَ للمتحابين مثل النكاح) أي مثل الزواج وذلك لأن جماعة جاءوا شكوا للنبي عليه الصلاة والسلام وقالوا: عندنا ابنة تقدم لها اثنان رجل معسر ولكنه شاب ورجل موسر ولكنه شيخ وابنتنا تهوى الشاب
مشاهد من مكة المكرمة
لدي مداخلة في مسألة الحب في العلاقة الزوجية، ففضيلة الشيخ ذكر أن كثيراً من الحالات التي تبدأ بالحب كثيراً ما يصيبها الفشل، وفي الحقيقة أن الحب في البداية يكون حب العاطفة أو الوجدان والهيام وهذا يصحبه الكثير من الخيال وكثير من المشاعر الطيبة التي تخفي العيوب ولكن ينبغي بعد الزواج أن يتحول هذا الحب من حب العواطف إلى حب المعاشرة، يعني هناك حب ينبني على العشرة الطيبة وهذه العشرة عندما تطول تؤدي إلى نوع آخر من الحب يطول مع الزمن وربما يكون فقدان هذا النوع من الحب بعد الزواج هو الذي يؤدي إلى هذه المشاكل ولعل الإنسان يلاحظ أن المكتبة الإسلامية تفتقر أو ليس فيها الكم المطلوب من الدراسات والبحوث والكتب التي تغطي الحب في العلاقات الزوجية وكيف ننمي هذه المشاعر وكيف نجعلها في المسار الصحيح حتى لا تحدث مشكلات الطلاق ومشكلات النفرة التي تحدث بين الأزواج والزوجات بعد الزواج خاصة أن الحب في العلاقة الزوجية يؤدي إلى وجود بيت مستقر ينشأ فيه الأولاد ولاشك أن الذي يصيب المجتمعات الآن من حوادث العنف ومشاكل الأولاد واتجاههم إلى المخدرات واتجاههم إلى الأخلاق السيئة ومصاحبة أهل السوء كل هذا له نصيب من غياب الحب في البيت الذي نشأ فيه الأولاد فنحن نريد فعلاً أن نركز في العلاقات الزوجية على كيفية تميز مشاعر الحب بين الزوجين أثناء الحياة الزوجية مما يجعل الأولاد أنفسهم ينشئوا في بيت فيه حب.
وأريد أن أستفسر من فضيلة الشيخ عن نقطتين هامتين:
النقطة الأولى: ماذا يمكن أن يُنصح به الزوج الذي يصاب في أثناء حياته الزوجية بالنفور من زوجته وكيف نوجهه إسلامياً إلى أنه يحول هذا النفور إلى معاشرة طيبة، ولا ينفر من زوجته ويؤدي إلى ارتكاب الحرام أو النظر إلى غيرها.
الأمر الثاني: بالنسبة لمشاعر الحب هذه بالنسبة للأفراد للرجال الذين ينظرون إلى خارج بيوتهم وينظرون إلى النساء المحرمات عليهم كيف يمكن أن نحول هذا بجهد منا إلى توجيه الزوجات إلى أنهم فعلاً يستحوذوا على رجالهن وألا يجعلوهم يلجأوا إلى الحرام أو ينظروا إلى خارج المنـزل خاصة ونحن في هذا العصر هناك كثير من الفتن والمغريات التي تجتذب الرجال وجزاكم الله كل خير.
القرضاوي
قلنا أن المفروض على الإنسان لو أحس بالنفرة لا ينبغي أن يستجيب لها لعل هذه عاطفة طارئة ويمكن الإنسان أن يحوِّل العواطف، عملية الإبدال أو الإعلاء وينظر في الأمر ولا يأخذ قرار سريع بالهدم، لا .. وخصوصاً لو كان منها أولاد، فلابد أن يراجع نفسه مرة ومرة، ولذلك جاء في الحديث (;أبغض الحلال إلى الله الطلاق" واعتبر كثير من الفقهاء أن الطلاق لغير سبب جريمة ومحرماً، بل القرآن اعتبر أن التفريق بين المرء وزوجه من الكبائر التي يفعلها السحرة الكفرة، فلذلك لا ينبغي للإنسان أن يقدم على هذا إلا لمبرر وهذا ينطبق على الرجل والمرأة معاً، يعني لو المرأة أيضاً أحست بهذا الأمر فلا ينبغي أنها تريد الخلاص فوراً، لا .. لابد أن يصبر كل منهما على صاحبه، وهناك قصة مشهورة عن سيدنا عمر أن واحد جاء إلى سيدنا عمر وقال: يا أمير المؤمنين أنتم تتهموني أنني رجل مزواج مطلاق فاسأل هذه ـ أي امرأته أحضرها معه ـ اسألها لماذا طلقتها؟ قال لها: لماذا طلقك؟ قالت له: يا أمير المؤمنين ناشدني بالله هل أحبه قلت له اعفني فزاد علي ـ ضغط عليها ـ، فقالت له: لا أحبك، فقال لها: طلقتك، فسيدنا عمر قال لها: "إذا كانت إحداكن لا تحب زوجها فلا تخبره فإن أقل البيوت ما بني على الحب وإنما يتعاشر الناس بالشرف والإسلام" يعني ليس كل زوج وزوجته هم قيس وليلى أو عنتر وعبلة أو نحو ذلك إنما يتعاشر الناس بالإسلام وبالشرف يعني الدين والخلق وهذا هو الذي يُحدث المودة، فلا ينبغي أن الإنسان يحس بأي نفرة فيطلِّق، فهذا هو الذي أقوله للأخ.
وبالنسبة لسؤاله الثاني هذا واجب كلٍ من الزوجين بالنسبة لصاحبه، يعني من حق الزوج على زوجته ومن حق الزوجة على زوجها أن كل واحد يحاول أن يحافظ على الآخر، فالرجل يبحث ماذا يجعل لامرأته أن تحبه والمرأة تبحث نفس الشيء ما الذي يجعل زوجها يقبل عليها .. لماذا لا يقبل عليها؟ المرأة المشغولة بالتنظيف والغسيل وغير مهتمة بزوجها أو مشغولة بالأولاد وناسية الرجل تماماً هذه مخطئة لابد أن تعرف أن الزوج له حق وأنه رجل وأنه إنسان وأن له غريزة وأنه لابد أن تتحبَّب إليه بكل ما يجعل بصره يغض عن الأخرى، المرأة هي ممكن تُجرِم في حق نفسها وتضيع زوجها بإهمال شأنه، والإسلام يجعل هذا عبادة، سيدنا عبد الله بن عباس كان يقف أمام المرأة ويأخذ من لحيته ويرجِّل من شعره ويهندم من نفسه فرآه سيدنا نافع مولى عبد الله بن عمر وقال: ما هذا يا ابن عم رسول الله تفعل هذا وإليك يضرب الناس أكباد الإبل من شرق وغرب ليستفتوك في دين الله؟ قال: وماذا في هذا يا نافع إني أتجمل لامرأتي كما تتجمل لي امرأتي وهذا في كتاب الله، قال: وأين في كتاب الله؟ قال: في قول الله تعالى (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) يعني على الرجل أن يتجمل لامرأته كما على المرأة أن تتجمل لزوجها، وهذا واجب مشترك فكل واحد لازم يحاول أن يحرص أن يستبقي صاحبه ويبذل كل ما يستطيع لتحبيبه إليه.
مشاهد من بلجيكا
سؤالي: إنني أحب كل النساء، فكل امرأة جميلة تدخل قلبي بالرغم من أني متزوج وأب لثلاثة أطفال، فماذا أفعل؟
القرضاوي
هل سيتزوج كل النساء! عليه أن يغض بصره فالحل هو غض البصر الشاعر يقول:
وأنت إذا أرسلت طرفـك رائـداً
لقلبك يوماً أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر عليه
ولا عن بعضه أنت صابر
فالحل كما يقولون
كل الحوادث مبدأها من النظر
ومعظم النار من مستصغر الشرر
فالحل في هذا أن يغض البصر ولا يقعد يحملق في كل امرأة يراها ويتعلق قلبه بها، فهذا ليس إلا شراهة من الإنسان لأنه لا يستطيع أن يتعلق بها، ومن الجائز أن تكون هذه المرأة متزوجة كيف ينظر إلى امرأة غيره فهي واحدة لا يستطيع أن يتزوجها ولا يقدر أنه يتزوج إلا امرأة واحدة فالحل في غض البصر.
مشاهدة من فلسطين
سؤالي لفضيلة الشيخ عندما تشعر فتاة مسلمة بإعجابها بشاب لحسن خلقه ودينه وهي لا تستطيع أن تتكلم عن هذا بحكم التقاليد والدين ماذا تفعل بهذا الشأن؟
المقدم
هل يبادلها نفس الشعور؟
المشاهدة
هي تحس بهذا ولكن لم يتم الكلام بهذا الموضوع.
والسؤال الثاني: إذا كان الشاب مسلم وهو إنجليزي يدعو في الصلاة باللغة الإنجليزية هل هذا ينقض الصلاة؟ أي يقرأ الفاتحة فقط باللغة العربية إنما الدعاء بالإنجليزي لأنه لا يعرف العربية.
القرضاوي
بالنسبة لسؤالها الأول المفروض الخطوة الأولى تكون من الرجل إذا كان الرجل يميل إليها المفروض أن يبدأ الخطوة إذا كانت زميلة في العمل فيصارحها ثم يتقدم بالخطوة الإيجابية ويخطبها من أهلها. وبالنسبة لسؤالها الثاني: المهم أن هذا الشاب يقرأ الفاتحة باللغة العربية والتكبيرات &;الله أكبر;الله أكبر; والدعاء هذا خاصة إذا كان يطيل في الدعاء أو نحو ذلك أن يدعو بلغته إلى أن يهيئ الله له أن يتعلم بعض الأدعية باللغة العربية، يحاول قدر الإمكان أن يحسِّن لغته ويتعلم اللغة العربية ويدعو باللغة العربية.
المقدم
فضيلة الشيخ .. لو وقعت الآن مشكلة شاب وشابة وقعا في الحب، كما تفضلت فضيلتك الحب هي عاطفة لا يملك الإنسان لها حذفاً أو دفعاً الحل الأمثل كما تفضلت في الزواج، لكن نظرة المجتمع .. المجتمع ينظر إلى الشخص المحب على أنه ارتكب جريمة ودائماً نجد أن الأهل لو علموا أن ابنهم يحب فتاة أو ابنتهم تحب فتى يحاولون قصارى جهدهم أن يفرِّقوا بينهم فهل هذا التصرف سليم وما السبيل لمعالجة مثل هذه القضية؟
القرضاوي
هذا التصرف موروث من العرب من قديم، العرب من قديم كانوا لما يعرفوا أن واحد أحب ابنتهم وخاصة لو كان شاعراً وشبَّب بها يعني ما الذي حرم قيساً من ليلى؟ أنه ملأ الدنيا شعراً:
يا رب لا تسلُبنِّي حبها أبدا
ويرحم الله عبداً قال آمين
ونحو ذلك، وشعره الهائل الذي ملأ الآفاق وسادت به الركبان في البوادي، فعمه منعه من الزواج منها فهذا يبدو ميراث قديم، إنما لو أننا نحكِّم الشرع في هذا، مادام لم يحدث شيء مخالف للشرع، هو ممكن أن يحدث حب ويكون معه مخالفة أنه يختلي بها وتختلي به هذا لا يجوز، أن يقعدوا يتكلموا في التليفونات من وراء أهليهم هذا لا يجوز، أن يحب امرأة لا يحق الزواج منها لأنها متزوجة مثلاً، مثل القرآن ما ذكر لنا امرأة العزيز أحبت سيدنا يوسف وشغفها حباً فلا يجوز لهذه المرأة أن تحب ولا يجوز للواحد أن يحب امرأة رجل آخر إنما إذا كان حباً مشروعاً وليس فيه خروج عن قوانين الشرع وقيمه فينبغي أن نفعل ما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم أنه ((لم يُرَ للمتحابين مثل النكاح));.
نقلا عن موقع الشيخ العلامة يوسف القرضاوي
واحلى تحياتي لكم جميعا اخوتي واخواتي ،،
على امل ان نكون عند حسن ظنكم ودعائكم
والله ولي التوفيق ،،
-
موضوع لطيف ومهم لجيل يبحث عنه وهو عنده لايراه
شكرا لك نورا
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى