سأذكر ما حييت جدار قبرٍ ...... بظاهر جلق ركبَ الرمالا
مقيمٌ ما أقامت ميلسون ....... يذكر مصرَعَ الأَسدِ الشِّبالا
لقد أَوحَى إليَّ بما شجاني .....كما توحي القبورُ إلى الثكالي
تغيب عظمة ُ العظماتِ فيه .....وأولُ سيدٍ لقيَ النبالا
كأَن بُناتَهُ رفعوا مَناراً .... من الإخلاص، أَو نصبوا مِثالا
سراج الحقِّ في ثبجِ الصحارى ..... تهاب العاصفات له ذبالا
ترى نورَ القعيدة ِ في ثراه ...... وتنشقُ من جوانبه الخلالا
مشى ومشتْ فيالق من فرنسا ..... تجر مطارفَ الظفرِ اختيالا
ملأْنَ الجوّ أَسلحة ً خِفافاً ...... ووجهَ الأرضِ أسلحة ً ثقالا
وأَرسَلْنَ الرياحَ عليه ناراً فما.... حفل الجنوبَ ولا الشَّمالا
سلوه : هل ترجل في هبوبٍ .....من النيران أرجلت الحبالا؟
أقام نهاره يلقي ويلقى فلما.... زال قرصُ الشمس زالا
وصاح، ترى به قيدَ المنايا ..... ولستَ ترى الشَّكِيمَ ولا الشِّكالا
فكُفِّن بالصوارم والعوالي ..... وغيب حيثُ جال وحيثُ صالا
إذا مرَّتْ به الأَجيالُ تَتْرَى ..... سمعهتَ لها أزيزاً وابتهالا
تعلَّق في ضمائرهم صليباً ..... وحلَّق في سرائرهم هلالا
أمير الشعراء أحمد شوقي
Photo: سأذكر ما حييت جدار قبرٍ ...... بظاهر جلق ركبَ الرمالا
مقيمٌ ما أقامت ميلسون ....... يذكر مصرَعَ الأَسدِ الشِّبالا
لقد أَوحَى إليَّ بما شجاني .....كما توحي القبورُ إلى الثكالي
تغيب عظمة ُ العظماتِ فيه .....وأولُ سيدٍ لقيَ النبالا
كأَن بُناتَهُ رفعوا مَناراً .... من الإخلاص، أَو نصبوا مِثالا
سراج الحقِّ في ثبجِ الصحارى ..... تهاب العاصفات له ذبالا
ترى نورَ القعيدة ِ في ثراه ...... وتنشقُ من جوانبه الخلالا
مشى ومشتْ فيالق من فرنسا ..... تجر مطارفَ الظفرِ اختيالا
ملأْنَ الجوّ أَسلحة ً خِفافاً ...... ووجهَ الأرضِ أسلحة ً ثقالا
وأَرسَلْنَ الرياحَ عليه ناراً فما.... حفل الجنوبَ ولا الشَّمالا
سلوه : هل ترجل في هبوبٍ .....من النيران أرجلت الحبالا؟
أقام نهاره يلقي ويلقى فلما.... زال قرصُ الشمس زالا
وصاح، ترى به قيدَ المنايا ..... ولستَ ترى الشَّكِيمَ ولا الشِّكالا
فكُفِّن بالصوارم والعوالي ..... وغيب حيثُ جال وحيثُ صالا
إذا مرَّتْ به الأَجيالُ تَتْرَى ..... سمعهتَ لها أزيزاً وابتهالا
تعلَّق في ضمائرهم صليباً ..... وحلَّق في سرائرهم هلالا
أمير الشعراء أحمد شوقي