آلة اميركية لافتعال الهزات
( لم تصلح فنيا الصور المرفقة الرجاء لمن لديه ان ينشرها وشكرا)
هايتي، 22 كانون الثاني 2010، الساعة الرابعة والدقيقة الخمسون، هزة أرضية بقوة فاقت السبع درجات على مقياس ريختر تضرب بور - او – برنس، عاصمة الجزيرة التي تعد من افقر البلدان في العالم. مركز الزلزال يبعد 25 كيلومتراً عن عاصمة هايتي.
هرع المجتمع الدولي للمساعدة، وأسرع الواصلين كان جار الشمال، الولايات المتحدة الأميركية التي نشرت في اليوم الاول 10 آلاف جندي في العاصمة.
بدأت النظريات عن الهزة الأرضية تتنامى وتتفاعل، فالبعض أقر بالقدر الذي وضع البلاد على خط زلازل كبير، اما البعض الآخر كالرئيس الفنزويلي فاتهم الولايات المتحدة بأنها تسببت بالزلزال نتيجة تجارب قامت بها على سلاح للزلازل.
بعيدا من الشق السياسي للاتهامات ونظريات المؤامرة التي تلبس الولايات المتحدة كل شاردة وواردة تحصل في العالم ، ما هو هذا السلاح الفتاك الذي يمكنه ان يدمر مدينة في ثوان معدودة؟ هل هذا السلاح موجود فعلا ام ان التقارير التي صدرت عن اسطول الشمال للبحرية الروسية، والتي لم يعترف أحد بها رسميا، هي مجرد ادعاءات واهمة؟
خلال الحرب العالمية الثانية حاول باحثون من نيوزلندا تطوير آلة تتسبب بتسونامي لكي يستعملوها ضد اليابان. مدير البرنامج آنذاك، الأوسترالي طوماس ليش من جامعة اوكلاند، نجح في الوصول مع فريق عمله الى نتائج مهمة بعد تجارب متتالية وناجحة. وقد سمي البرنامج Project Seal.
عندما علم الاميركيون بما توصل اليه عمل فريق أوكلاند اوكلوا الى مدير معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا كارل كومبت التنسيق مع ليش لتطوير المشروع، الذي ظلت الاعمال عليه تتم في سرية مطلقة، حتى ان الأميركيين صرحوا ان تجارب كهذه هي شرك نصب لإلهاء السوفيات وانها غير موجودة الا في مخيلة البعض.
عام 1999 قامت وزارة الخارجية النيوزيلندية بفتح ملفات الأرشيف وفضحت امر التجارب ومدى نجاحها الباهر وفعاليتها المطلقة.
بعد حرب فيتنام، تخلت الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفياتي رسميا عما يسمى الحروب البيئية، اي عبر الهزات الأرضية، التسونامي، تعديل المناخ...
عام 1975 قام السوفيات بإعادة احياء التجارب المانيتوهايدرودينامية Magnetohydrodynamique، التي هدفت من خلالها التجارب الأولية الى دراسة القشرة الأرضية مما يسمح بالتنبؤ بالزلازل. درس السوفيات احتمال التسبب بهزات ارضية صغيرة لتفادي الهزات الكبيرة. لكن هذه التجارب ما لبثت ان تحولت الى الشق العسكري ونتج منها اختراع آلة فتاكة اطلق عليها اسم بامير Pamir او آلة الهزات الأرضية او آلة بافلوفسكي.
عند انهيار الاتحاد السوفياتي وتشتت علمائه وعرض تكنولوجياته في اسواق الأسلحة، قامت الولايات المتحدة عام 1995 بشراء مختبر منطقة نجني نوفغورود حيث طور العلماء الروس آلة بامير 3 وهي اقوى من بامير 1 وتم نقل المختبر بأكمله مع فريق العلماء الى الولايات المتحدة وادمج ببرنامج HAARP (High Frequency Active Auroral Research).
يهدف هذا البرنامج الى تطوير اسلحة جيوفيريائية armes géophysiques integrales تعتمد على تقنية النبض الكهرومغناطيسي Pulsion electromagnétique Tesla de la technologie sonique وتكنولوجيا الضغط الصوتي التي يتم تطويرها في منطقة غيكون في ولاية الاسكا.
كيف تعمل هذه الآلة؟
هي شبيهة بمحرك ضخم يمكن نقله اما عبر حافلة او سفينة لوضعها على مقربة من فالق (خط) زلزالي، بعدها يستعمل متفجر من المواد الكيميائية لاعطاء قوة دفع لبامير. على أثر هذه القوة، تنتج الآلة ذبذبات كهرومغناطيسية عنيفة او بسيطة وفق الحاجة. طبعا هذا التفسير للتقنية مبسط اذ ان الأمر أكثر تعقيدا.
عمليا، لا شيء يفرق هزة ارضية مفتعلة عن هزة ارضية طبيعية من حيث الفعالية، ولكن الفرق بين الاثنتين هو ان الهزات المفتعلة لا يمكن التسبب بها إلا على سطح الأرض كما حصل في هايتي. اما الهزات الطبيعية فمركزها يكون في باطن الأرض.
اذا سلمنا طبعا، بنظرية المؤامرة، اي النظرية التي تقول ان الولايات المتحدة الأميركية هي التي سببت الهزة نتساءل عن السبب. بعض التحليلات تقول ان الأميركيين تسببوا بالهزة لاجراء مناورة عسكرية أجروا من خلالها تجارب على برنامج معلوماتي قوي جدا يسمح بتنسيق كبير الفعالية بين جمعيات الإغاثة من جهة والقوات المسلحة الأميركية من جهة اخرى. يذكر انه بعد الهزة بدقائق قامت 280 جمعية بتسجيل اسمها في البرنامج ووطئت اقدامها أرض هايتي.
اما التحليل الثاني الناتج من التقرير غير الرسمي للأسطول في بحر الشمال الروسي، فيقول ان الهزة الأرضية التي ضربت هايتي نجمت عن تجربة اميركية لسلاح مسبب للزلازل قبل استعماله ضد ايران.
كثرت التحليلات والنظريات حول اسباب كارثة هايتي والتي يمكن تصديقها كما يمكن رفضها في اساسها واعتبار الهزة الأرضية التي ضربت هايتي من عوامل الطبيعة.
من ناحية اخرى يمكننا الجزم بأن تكنولوجيا الهزات الأرضية المفتعلة موجودة. فهل سيدخل العالم نوعاً جديداً من الحروب؟
اعداد: عياد واكيم
(ayad.wakim@annahar.com.lb)
--