ضريبة الغربة
( صرخة زوجة لزوجها المغترب )
رأيتهُ بين السنا ... يناديني
وسمعتُ صوتاً هائماً يأتيني
أحبيبي هلمً إليَ ... ناجيني
ومعينُ حبكَ الفياضُ فارويني
تركتني أصارعُ دونكَ الهوى
ببريقِ وعدٍ أنكَ سوفَ تأتيني
ودّعتني وقلتَ مكانُكِ القلبُ
وبالرحيلِ راحَ القلبُ بحنيني
هل بوجه الأرضِ من أمرٍ
حقيقٌ لهُ أن لاتلاغيني ؟ !
آةٍ عليَ ثم عليكَ من وجدٍ
يكوي الفؤاد بنارهِ ... يكويني
تركتني لرحيلكَ هل لهُ ثمنٌ
لضمةِ صدرٍ منكَ تحويني ؟
هل تستقيمُ حياتُنا بفراقنا ؟
وبه أياميَ ماقدرُها وسنيني ؟
من ذا الذي يحنو عليَ بسابغِ
عطفهِ ؟ من ذا الذي يُهديني ؟
من ذا الذي يرقُ لحزنيَ ؟
من ذا الذي وصالهُ يعنيني ؟
من ذا الذي يُسرُ لسعديَ ؟
وللمسيَ وعليَ يحفظُ ديني ؟
بلمسةٍ منكَ الحنانُ يغمرني
أنالُ الرضا والنومُ يُسليني
ياطول أيامي .. سوادُ لياليَ
وفراشنا بدون الخلِ يسجيني
ياقصرَ أحلامي ... فسادُ آماليَ
أينَ حِبي بكأس العشقِ يُسقيني ؟
عُدْ تعُد إليَ الروح تحييني
فالردى بسواكَ سوفَ يرديني
عُدْ فلن أدعَ بعدَ اليومِ من
نارٍ بلظاها تكتوي وتكويني
عُدْ فما على وجهِ الأرضِ من
سببٍ يسوغُ لكَ أن لاتأتيني
عُدْ فمرُ رحيلكَ ... مرضٌ
ألمََ بكياني وسوف يفريني
كيف نفرطُ في أيامنا هدراً ؟
هل السعادةُ كفؤها بلجينِ ؟ !
لا .. لن أدعكَ تسوغُ الهجرَ
ولو عدوتُ الفقرَ يعنيني
لا .. لن أسامحً بعد اليومِ
غربتنا سأبترها بسكيني
سأصبرُ حتى أحتويكَ فأنتشي
على عِوَزي والجوعِ وأنيني
عد كفانا مامضى من دهرنا
في دفء عينيكَ هيا فآويني
توأم روحي برأسكَ فاهوي
على صدري بالوجدِ فارميني
كالطفلِ في حجري أهدهدهُ
وحَرُ رأسِكَ الملتاعُ يشويني
خذ من صدريَ الإمتاعَ ترشفهُ
وأنتَ ... بضمة قلبكَ لاقيني
إسماعيل إبراهيم