الأندلس- سنة 1494م نقطة بدايه لما يسمي محاكم الأستجواب والتفتيش للمسلمين في الأندلس والتي كانت مهمتها فرض التنصير علي جميع المسلمين في الأندلس و البحث عن المسلمين الذين يخُفون الإسلام في صدورهم ومعاقبتهم بأبشع الطرق و تمثل فترة محاكم التفتيش أحلك وأظلم وأسوأ ما قدمه رجال الكهنوت من ظلم واضطهاد واستبداد باسم دين يدعي بكونه دين التسامح والمحبه ,والتضحيات التي قدمها المسلمون خلال هذا الظلام الحالك من الظلم والأضطهاد تشكل جزءا هاما من تاريخ الدعوه والعزيمه ,ولا يمكن للبشريه كلها أن تقدم نظيرا لهذه التضحيات.
ولكن التاريخ تناسي هذا العصر الهام من تاريخ المسلمين ,ويبدوا أن المؤرخين تناسوا جهود المسيحيين الكاثوليكين المتعصبين لتصفية أجيال المسلمين .وكأن أهل العلم تجاهلوا المذابح والمجازر التي أتت علي حياة الملايين من المسلمين ,وكأن أهل الأدب لا يهمهم ضياع ملايين الكتب القيمه التي أحرقها أعداء العلم والمعرفه من الكاثوليكين المتعصبيين (وهذا في رأيي أحد أسباب عدم معرفة ما حدث لطارق بن زياد بعد العوده من الأندلس وأيضا ما فعله التتار في مكتبة بغداد التي كانت تصنف المكتبه الأولي علي العالم كل هذا أدي لضياع ملايين الكتب في مختلف المجالات ومنها طبعا كتب التاريخ التي أحُرقت وضاعت مما أدي لأختفاء العديد من الأحداث التاريخيه والأخبار الهامه و أدي أيضا للغموض في بعض الأحداث ).
إن مدن قرطبه وأشبيليه وغيرها ,لا تزال فيها شوارع وميادين تُعرف بالمحرقه التي أحُرق فيها المسلمون الأبرياء , وهم أحياء دون سبب إلا أن يقولو ربنا الله ,وقد بقي اسم المحرقه علي ألسن الناس ذكري ودليلا علي هذه المجازر.