السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وخير السلام على خير الأنام رضي الله عنه وعنا وأرضانا وأسعدنا في الدارين وبعد:
ورد مصطلح الفقه في لسان العرب بالمعاني التالية:
الفِقْهُ:العلم بالشيئ والفهم له,وغِلب َ على علم الدين لسيادته وشرفه وفضيلته على سائر انواع العلم,ويقال فقه فلان عني مابينت له ,قال لي رجل من كلاب وهو يصف لي يريد افهمت ,ورجل فَقُهٌ:فقيهٌ, والأنثى فَقُهةٌ
ولايقال في غير ذلك,وأما فَقُه بضم القاف فإنما يستعمل في النعوت , يقال رجل فَقيهٌ وقد فقه يفقُه فَقاهةً إذا صار فقيها وساد الفقهاء .!
********
مازلنا أفرادا نعمل متفرقين , نختلف من حيث اتفنا ولانرسو على رأي واحد , ولانوحد جهودنا ولانحترم منافسينا ,وكما أن علماء الشرع يتوقون لمرجعية واحدة تمسك بالإفتاء وتوحد الآراء أمام قضايا تتكاثر وتتراكم يوما بعد يوم ,
نرى أن الامر بات ملحا خاصة عندما ناديت به منذ زمن وأيدني في ذلك الأستاذ خشان ومازلنا نتوق لتوحيد الجهود والمصطلحات لصالح جمهور الطلاب وطالبي العلم,وإن كان الأستاذ خشان يعتد بعلمه وميزانه فلعلمه العميق وفهمه الواسع ورغم هذا لايكفي لتكون المصطلحات التي يقدمها تمنعنا من الإبحار برفقتها للأفضل,
ولم نفعـّل ما قلناه من قريب فما كان مني إلا ان تذكرت الأمر وفكرت بتمهيد له فقط على أمل روافد ترفد الفكرة, فربما وجدنا حلا وسطا ونجاة هامة من وعورة طريق العروض.
**********
يقول الدكتور أبو براء محمد جمال صقر في مقال له/بحث فيما بين العروض واللغة
اكتساب الشعر
{1} الشعر نمط من اللغة فنيّ ؛ فكما نولد جميعًا مفطورين على اكتساب اللغة ، يولد بعضنا مفطورين على اكتساب فن اللغة وكما نحتاج جميعًا إلى من نكتسب منهم لغتهم لتصير لغتنا ،
يحتاج بعضنا إلى من يكتسبون منهم فنهم اللغوي ليصير فنهم .
إن كل من حولنا قرباء وغرباء ، كبارا وصغارا ، ذكورا وإناثا ، يعلموننا اللغة ، ما لم يَصُدّوا عنا أو نَصُدَّ عنهم . وليس كل من حول بعضنا يعلمونهم فنّ اللغة ،
ولو شدَّ بعضُهم يدَه بغَرْز بعض . إنما يعلِّمُهُمُوهُ طائفةٌ عزيزة انمازت من سائر الناس فسميت "الشعراء" ، كما انماز كلامهم من سائر الكلام فسمي "الشعر"2
نحوم حول النص عبر ثلاث محاور:
فطرة الشعر وتميز بعضهم عن سائر الشعراء فليس كل من كتب الشعر مميز..
والمحور الثاني هو ان فطرة اللغة قبل اكتساب معارفها والإبداع فيها فطرة كذلك وموهبة قبل كل شيئ وصقلها أمر منوط بما يصادفه الموهوب من معلمين او رغبة في ترويضها للأفضل.
ومن هنا تفرق الفقهاء والعلماء والأدباء من حيث اتفقوا , فكل له مفرداته الخاصة وفكره الذي يميزه عن غيره من الأدباء والفقهاء الادباء لو جاز التعبير.ولكن هذا أدعى لكي يجتمع ويتمازج مع من يماثله هدفا وجهدا وتوقا للأفضل كي يقدمون خير الجهد والمواد التي ستكون مرجعا هاما لكل من سيأتي بعدهم لكننا نرى العكس تماما.
فالعلاقة عوضا عن ان تكون تكاملية نراها تنافسية خالصة وبعضهم معتدين بمايعرفون غير قابلين لتغيير مفاهيمهم حتى لو كان فيها عطب وانحراف عن ميزان اللغة والقواعد العروضية حصرا فكما الحال بين والحرام بين بات معروفا تماما من أسس وجمع لاوائل قواعد العروض ولاسبيل الآن كي نلبس بعض الأثواب لمن قبلوا لبسها تميزا ورفعة رغم رفعتهم!
إنما هذا يحط من قدرهم ويترك ثغرة في كنه فكرهم الجزل!
المحور الثالث :من فهم كنه العروض وهدفه وأغواره العميقة فقها لاتسخيرا للطلاسم والتعقيد العروضي المنفر , يعرف أنه دوما بخدمة الشعر ومنه وإليه فلم هذا التغريب في المصطلحات والاختلاف فيها والتعقيد في بسط مواضيع قمة في البساطة؟
********
ومن جديد ماذا نعني بفقه العروض؟:
نعني ان نقدم له خطوطا عامة لانحيد عنها كمصطلحات وكرموز وخطوط اساسية يتفق عليها علماء العروض وفقهاؤه كي نجب التناقض ونقاط الاختلاف ونرتفع بأعمدتنا المؤسسة جيدا ليرتفع البناء بجهودنا جميعا فكيف سيكون؟
خطوات يجب ان نتعرف عليها ونناقشها كي نضع لها خطوطا عريضة لانزاع عبرها بعد الآن:
1- توحيد الرموز العروضية كالساكن والمتحرك رقميا وتفعيليا
2-توثيق المفاهميم التي ألصقت لسبب ما بأحد العروضيين وكان لها أصلا في كتب التراث.
3-تقبل النقد حتى لو نسف مفاهيم معروفة إن كانت خطا وانحرافا عن الأسس التي نعرف
4-ان يكون الاتفاق اولا واخيرا ليس لأثرة فردية بقد رإخراج موسوعة عروضية كافية ووافية بدلا عن تلك الأبحاث المتفرقة التي كرست الاختلاف من حيث يجب ان تجمع.
5-أن تنحصر هكذا نقاشات عبر المتعمقين فقط وخير التلاميذ حتى لايشكل على الجدد في هذا المجال.
6- التفريق بين العروضي والشاعر فليس كل شاعر عروضي بينما يجوز العكس.
7-ان نشكل إدارة تجمع في رؤوسها أهم أسماء العروضيين الذي يمكنهم ان يساهموا بمحبة في هذا المجال ويفرقوا بين التكامل والتنافس ويتجردوا فعليا من الأثرة الشحصية.
*******
ودون ان تتوفر تلك الشروط جميعها سيكون أمرنا كمن يرسم بحجر ثلجي على الماء !!
يتبع
***************
1- المجلد الخامس من لسان العرب ص 5072
2- انظر رابط المقال :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=34042