انفلونزا الطيور في بصرى الشام
بقلم (محمد فتحي المقداد)
في فترة مضت من حياتي كنت أهيم حُباً وعشقا , بتربية الدجاج , وأقتني أنواعاً عديدة , وعريقة في الحسب والنسب من الديكة و الفراخ .
... وأما الغرام بالكتاكيت ( الصيصان ) الصفراء والبيضاء الرائعة , والتي تشد وتلفت الانتباه والاهتمام , بحركاتها البريئة والمثيرة .فجأةً وبدون سابق إنذار . تناهت إليَّ موجة الأخبار وأيضاً( موضة ) انفلونزا الطيور , بدأت تتوافد التحليلات والندوات والتهويل من الخبراء والأطباء , حتى نشرات الأخبار وعلى مدار الساعة , تقول : أن هناك إصابات ووفيات في دولٍ عديدةٍ , أصابني الهلع والرعب , وكان هذا مدعاةً لي لأن أتخلص من مجموعتي العزيزة على قلبي من ( الدجاج ) والتي أنفقت عليها دم قلبي من الأموال والأعلاف والجهد . ووقتها قامت السلطات البلدية , في منطقتنا بحملة توعية مكثفة للسكان مربي الدجاج في المنازل , وذلك بقصد الحفاظ على الصحة العامة للسكان الذين هم في نطاق مجالها الإداري . فوجهت لجنة لتفتيش المنازل بحثا عن الدجاج , فما كان مني إلاّ أن قمت بتسليم دجاجاتي , وودعتهن بالدموع , والحزن الشديد مذعناً لسياسة الأمر الواقع , التي فُرضتْ علينا , شاكراً تلك اللجنة على جهودها الطيبة , في المحافظة على صحة المجتمع المحلي . وحدث أن بعض الأصدقاء , أخفى ديكاً ودجاجة وهما من السلالات النادرة , غالية الثمن , في غرفة الغسيل على السطوح داخل الغسالة , لكن بصراحة , تسرب الخبر وعلمت اللجنة الدجاجية بأمره , مما عرضه للسجن لمدة يومين و الغرامة المالية . بعد شهر من انتهاء الحملة , تبين أن العامل المسؤول عن إعدام الدجاج وإتلافه , كان يأخذ الدجاج إلى بيته , ويُرَبيِّه ويأكل من بيضه البلدي , ويذبح منه للأكل لأسرته وضيوفه لكن الغريب في الأمر أنه لم يُصَبْ لا هو ولا أسرته أو أحداً من أولاده أو ضيوفه بالأنفلونزا المزعومة .
-------------------
انتهى
بصرى الشام