خطبة عيد الفطر .. للشيخ عبدالله المؤدب البدروشي .. الخطيب بالجامع الكبير .. شنني قابس
الخطبة الأولى :
الله أكبر7 مرات
الله أكبر عدد ما ذكر الله ذاكر وكبر
الله أكبر عدد ما صام صائم وأفطر
الله أكبر عدد ما فرح طائع واستبشر
الله أكبر عدد ما استرجع مذنب وتذكر
الله اكبر عدد ما تاب تائب واستغفر
الله أكبر عدد ما تلا قارئ للقرآن وتدبر
الله أكبر عدد ما فاح ذكر الله بالألسن وتعطر
سبحان الله والحمد لله.. و لا إله إلا الله ..الله أكبر, الله أكبر, الله أكبر.. ولله الحمد
الحمد لله الذي تواضع كل شيء لعظمته.. وخضع كل شيء لقدرته.. وسكن كل شيء لهيبته..
لك الحمد يا مولانا بالإيمان , ولك الحمد بالقرآن , ولك الحمد بالراحة و الإطمئنان، لك الحمد حتى ترضى ، ولك الحمد إذا رضيت ، ولك الحمد بعد الرضا , لك الحمد كثيراً كما تنعم كثيراً ، ولك الشكر كثيرًا كما تجزل كثيراً،
الله أكبر كبيرا و الحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا..
أيها المؤمنون و المؤمنات ..
بالأمس ودعنا رمضان..ولكننا لم نودع إقبالنا على بيوت الله.. بعدما تعلمنا من رمضان إجابة حي على الصلاة ...بالأمس ودعنا رمضان..ولكننا لم نودع صلة الأرحام ..بعدما ذقنا حلاوة طعمها مع الصيام..بالأمس ودعنا رمضان..ولكننا لو نودع الصدقات.. بعدما ألفنا التراحم.. و فرحة اللقاءات..بعدما تخرجنا من جامعة الصيام..بشهادة الإيمان و التقوى ..تعلمنا فيها بر الوالدين ..فأصبحنا لا نهنأ حتى نراهما ناعمين مطمئنين.. وربطنا فيها علاقاتنا بإخواننا و أخواتنا.. فاجتمعنا على الإخلاص الحق..والمودة في القربى..ورأينا مَن حولـَنا بعين الألفة والمحبة .. فصرنا نحب لغيرنا ما نرضاه لأنفسنا.. فما خرج رمضان حتى استقمنا ..وما غادرَنا رمضان حتى اهتدينا.. واستقبلنا عيدنا.. إخوة على طاعة الله..هكذا أرادنا الله.. وهكذا يجمعنا دين الله ..هذا الإسلام العظيم..صراط الله المستقيم .. فجدير بنا أن نفرح ..وفرحنا مسطور في القرآن..قرره الرحمان..في قوله عز و جل.. قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفـْرَحُوا.. وفرحنا مسنون بقول رسول الله..صلى الله عليه وسلم.. لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ.. فَرْحَة عِنْدَ فِطْرِه ..وَفَرْحَة عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّه..رواه البخاري و مسلم.. ففرحنا مشروع ..و فرحنا مأجور ..نفرح بتمام الإمتثال والطاعة ..أمرنا بالصيام فصمنا ..و أمرنا بالقيام فقمنا .. و أمرنا بالفرح.. فها نحن نفرح ..نفرح بفطرنا...كما نفرح باجتماع شملنا ..والتقاء أسرنا ..في بهجة هذا العيد السعيد.. العيد في الإسلام عبادة ..العيد في الإسلام توبة و إنابة .. عيدنا عبادة ..لأن الذي قرر العيد هو الله.. و الذي أمر بالفرحة هو الله.. والذي حدد عدد الأعياد هو الله.. و لنا في الإسلام عيدان .. عيدان لا ثالث لهما..عيد الفطر..وعيد الإضحى .. و كلا العيدين جاء إثر عبادة.. إثر تبتل و استجابة.. اثر ركن من أركان هذا الدين.. فجاء عيد الفطر بعد ركن الصوم..و جاء عيد الإضحى بعد ركن الحج.. و العيدان محدودان بكتاب الله.. هكذا أراد الله..عيد الفطر.. جاء بعد رمضان ..و رمضان شهر البعثة .. و رمضان شهر بداية نزول دستور الهداية ..شَهْرُ رَمَضَانَ.. الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ..هُدًى لِلنَّاسِ.. وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ .. فكان عيد الفطر ..فرحة ببداية نزول القرآن ..فرحة بانبعاث أمة محمد عليه الصلاة و السلام.. وجاء عيد الإضحى.. بفرحة ختام القرآن .. وكمال هذا الدين ..وتمام النعمة على المؤمنين .. فعند حجة الوداع.. وفي يوم عرفة ..نزل قول الله تبارك وتعالى.. الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ..فأي أمة من بين الأمم ..خصها الله بهذه النعم ..العيد عندنا وصال و وئام ..العيد عندنا أخلاق و انسجام..فهنيئا لكم ..وهنيئا لأمة الإسلام.. بعيد الطاعة .. بعيد التراحم و الوئام .. اللهم أتمم لنا نورنا بالكمال والتمام..واجمعنا على طاعتك على أحسن حال وفي أعلى مقام .. واكتب لنا الخير و حسن الختام .. أقول قولي هذا و استغفر الله العظيم الكريم لي ولكم \
الخطبة الثانية :
الله اكبر 6
الله أكبر ما هلَّ هلال وأنوَر،
الله أكبر ما لاحَ صباح عيد و أسفر،
الله أكبر كلّما أرعَد سحاب وأمطَر،
الله أكبر ما نبَتَ نبات وأثمَر،
الله أكبر ما فاح غصن وأزهر,
الله أكبر ما سبح الكون وأكثر,
الله أكبر كبيرا..و الحمد لله كثيرا.. و سبحان الله بكرة و أصيلا ..
أما بعد.. أيها المؤمنون و المؤمنات ...
في هذا اليوم العظيم ..في يوم عيدنا..و يوم فرحتنا.. تلتقي أمة الإسلام على صعيد واحد..تلتقي الأخوّة في أسمى معانيها..يلتقي الصغير و الكبير ..و الذكر و الأنثى ..و الرئيس و المرؤوس ..على امتداد مساحة الإسلام .. في كل الأقطار ..وفي كل مكان تعلو منه كلمة التوحيد..يلتقون على اختلاف الألوان واللغات.. يجتمعون على قلب رجل واحد.. يسبحون الله .. و يحمدون الله ..و يوحدون الله ..ويكبرون الله ..فسبحان الله والحمد لله .. و لا إله إلا الله و الله أكبر ..و لله الحمد..فالحمد لله على نعمة الإسلام .. والحمد لله على نعمة الوفاق و الوئام .. المؤمنون مجتمعون على ذكر الله ..فرحون بما آتاهم الله..تحفهم الملائكة.. ويباهي الله بهم ملأه الأعلى .. يتسلمون جوائزهم من ربهم .. في يوم الجائزة.. في صباح هذا العيد السعيد.. يلمس المؤمن الإنشراح في صدره..يلحظ المؤمن الفرحة في روحه و نفسه..إنها ساعة الجزاء ..جزاء الصبر.. جزاء المكابدة ..جزاء الصيام والقيام ..جزاء البر والإحسان.. أورد الإمام الفاكهي في أخبار مكة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان صباح عيد الفطر.. يبعث الله عز وجل الملائكة.. فيمضون في الأرض ، ينتشرون .. حيث يوجد المسلم و الإسلام.. فيقومون على أفواه السكك ، فينادون بصوت يسمعه جميع خلق الله ..إلا الجن والإنس ، يقولون : يا أمة محمد.. صلى الله عليه وسلم ، أخرُجوا إلى رب كريم يعطي الجزيل ويغفر العظيم.. فإذا برزوا إلى مصلاهم.. يقول الله عز وجل للملائكة : يا ملائكتي ، ما جزاء الأجير إذا عمل عمله ؟ فتقول الملائكة : إلهنا وسيدنا ، جزاؤه أن يوفى أجره.. فيقول جل وعلا : فإني أشهدكم أني قد جعلت ثوابهم من صيامهم وقيامهم.. رضاي ومغفرتي .. ثم يقول : يا عبادي ، سلوني ,,، فوعزتي وجلالي لا تسألوني اليوم شيئا في جمعكم لآخرتكم إلا أعطيتكموه ، ولا لدنياكم إلا نظرت لكم ،
اللهم اجعل بهجة الأعياد صدق يقين في قلوب العباد.. اللهم أفرحنا بلقائك..واجمع شملنا برحابك..واكتبنا من أصفيائك وأحبابك..اللهم اغفر لنا الذنوب ..واستر لنا العيوب ..وفرج لنا الكروب.. اللهم لا تدع لأحد منا في هذا اليوم السعيد ذنبا إلا غفرته..ولا مريضا إلا شفيته..ولا مبتلا إلا عافيته..ولا ميتا إلا رحمته.. ولا عاصيا بيننا إلا هديته.. ولا طائعا معنا إلا زدته وثبته.. اللهم اجعل جمعنا هذا جمعا مرحوما..و تفرقنا من بعده تفرقا معصوما.. ولا تجعل فينا و لا معنا شقيا ولا محروما..اللهم نسألك رزقا حلالا واسعا..و عملا صالحا متقبلا..وذرية طيبة..و زوجات فاضلات طائعات..وارحم لنا الآباء و الأمهات..اللهم من كان منهم حيا فأحيه أسعد حياة..ومن كان منهم ميتا فتقبله بأوسع الرحمات.. وأسكنه عندك فسيح الجنات..يا رفيع الدرجات..يا عظيم البركات.. يا ولي الحسنات.. يا بديع الكائنات .. يا مجيب الدعوات.. نسألك اللهم عزة و رفعة للإسلام و المسلمين..وعودة كريمة بنا إلى شرائع هذا الدين..اللهم فرج كرب إخواننا في العراق و في فلسطين.. اللهم حقق بهجة الأعياد في أوطانهم.. اللهم افرح اليتامى والثكالى في ديارهم.. اللهم احفظ بلدنا من كل المحن.. وجنبه يا مولانا كل الفتن .. اللهم وفق ولاة أمورنا لخير هذا الدين.. واهدهم للتمسك بحبلك المتين.. واجعلنا اللهم في بلدنا آمنين مطمئنين..وكذلك جميع المسلمين في كل مكان و في كل حين...أعاد الله عليكم هذا العيد باليمن و الخير و البركة ...
وكل عام والجميع بخير \