الأصل في الثقل : الرزانة . وضده : الخفة .وذكر بعض المفسرين أن الثقل في القرآن على عشرة أوجه:أحدها : الثقل بعينه ، الرزانة . ومنه قوله تعالى في الأعراف:" وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا " يعني ثقالاً بالماء فيها ، وفيها " فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ " يعني ثَقُل الولد في بطنها ويقال استبان حملها.والثاني : الزاد والمتاع ومنه قوله تعالى في النحل: " وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ "الثالث : الكنوز ومنه قوله تعالى في الزلزلة:" إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا" ، أي : كنوزها . وقال ابن قتيبة : موتاها .والرابع : الشدة ، ومنه قوله تعالى في هل أتى : " إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا " .والخامس : الرجحان ، ومنه قوله تعالى في الأعراف: " وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ " أي رجُحَت في الوزن ، وفي القارعة : " فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ " أي رجُحت في الوزن ونحوه كثير.والسادس : الأوزار ، ومنه قوله تعالى في العنكبوت:" وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْوَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ " يعني أوزاراً مع أوزارهم .والسابع : الركون إلى الدنيا ، ومنه قوله تعالى في براءة : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ".والثامن : الشيوخ ، ومنه قوله تعالى في براءة : " انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ " ، أراد شبانا وشيوخا .والتاسع : عظيم القدر ، ومنه قوله تعالى في سورة الإنسان " إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا "أي عظيماً في الشدة والقدر والجلال ومثله قوله تعالى في سورة المزمل " إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا * إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا " أي عظيماً في القدر . والعاشر : الإنس والجن ، ومنه قوله تعالى في سورة الرحمن :" سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ " ، أراد عالم الإنس وعالم الجن .الثقل في القرآن