هذه القصيدة قرضتها بعد حجة لي منذ عامين وصفت حالي النفسي ومشاعري في مرحلة من مراحل هذه الضيافة الربانية المغدقة كرماً ووداً
دعوة إلى بيت الحرام
(حجة مبرورة)
د. ضياء الدين الجماس
ها قد دعينا ببيت الله مأدبـةٌ ...صوتُ الخليل لقد نادى بِواديـه
ما إنْ عزمنا فلا فِسْقٌ ولا رَفَثٌ... أما الجدال فقد جَفَّت مَجاريه
لبيكَ ربي لقد جئناك تلبيةً...لا شركَ فيها وذكر القلب جـاليه
لما دخلنا وبيت الله يبهرنا...حيا المليك بنا والقلب حاديـه
يارب زد بيتك المعمورَ مكرمة ... فيه الأمان وذا الرحمن حاميه
طفنا.. سعينا ونور الله يبهجنا ...ما أروع الجمعَ بيتُ الله ناديـه
ثم استبقنا "مِنىً" نرجوه تروية ... تروي اللسان وذكر الله عاليه
قلب رقيق من الرحمن رحـمته...قد شفَّ حتى رأى ما الله خـافيه
فوق الجبال التي أضحت مناسكنا...يدعو بصدق وما الحنَّان جافيه
أهلاً وسهلاً بكم يا خير من وفدوا...من جاء ذنباً طغى إني لَماحيه
عودوا بحبي وهذا الرزق في مدد...والذكر يبقى لمن يرجو دواليه
ولتقرأ الذكر واطلب من هدايته ...حبي ونوري ورضواني بما فيه
والحَلْق فيه التُّقى قد نال مرتبة... فوق الأعالي وذا التقصير دانيه
وبالهدايا لقد تـمت مباهجنا... غفرانُ ربٍ ولا تُـعلى مَـعاطيه
والوجْهُ زاهٍ بأنوارٍ لـها مَدَد... مـما جنى من هدى والحق كافيه
ثم انطلقنا نطوف البيت في حِلَق... والعرشُ من فوقه تزهو معاليه
هل من وداع لرب البيت بارئنا؟ ... كلا هو البيتُ من يشتاق راجيه
ياربِّ هيئ لنا عَوْداً بمرحـمة ... ما خاب داعٍ وحبُّ الله واقيـه
ياربِّ صلِّ على خير الأنام هدى ... نعم البيان الذي بانت مَـعانيه
والحمد لله تعالى