رداً على مقال فيصل القاسم
كما هو معروف للجميع، لا كرامة للقانون إلا نادراً في الحياة العربية . كما جاء في مقال القاسم الذي نشر في شهر 2_ من هذا العام .وكان عنوانه :
لماذا يفضل الإنسان العربي الحصول على مبتغاه بالطريق الملتوية؟!
ايها الأخ الفاضل ان كلمة كما هو معروف للجميع وفق القياس العلمي في طريقة التفكير تجعل التعميم والإستنتاج يعم الشرائح العربية بلا إستثناء وبذات الوقت كلمة معروف لا تقال جزافا فماهي الإحصائيات التي استندت عليها لكي أؤيد رأيك او أرفضه ؟ إذن بالتالي علينا ان نستند الى أرقام وحقائق حتى مع الحوار مع عدونا وهذا نوع من اسلوب التفكير الناقد .
وقياساً لجملة لا كرامة للقانون في الحياة العربية إ لا نادرا ً ينقل صورة عامة عن مجتمعات تنفر وتهرب من القانون وتميل الى العنف والفساد والتفريط .
سؤال بسيط : لماذا يزداد الفقر في المجتمع العربي ؟ ربما تمسك الإنسان العربي
بقسم من مبدأه وقوانينه الخاصة جعلته يرضخ للقناعة فلا يطلب الترف المسروق والترف عن طريق قطار الفساد العالمي شرقا أو غربا.
ربما قانون الإستعمار السابق واللآحق ساهم في إفساد بعض الشرائح العربية
وتخديرها بقوانين تمثال الحرية ولكنه لم يفسد شرائح عربية أخرى استعصت على الزمان وقوانين تمثال الحرية .
ومشكلة الشعوب العربية ليست في الكرامة ونوعها إنما هي عاطفية إنفعالية
سلبت خيراتها وأرزاقها وعلومها من دهور والى الآن تحت مسميات قوانين او تغيير في القانون الذي يتجاوب مع مصالح وخصخصة وليس مع العدالة العالمية ولكنها بقيت .
لإن العربي الأصيل .
يعرف معنى القانون والإنسانية والكرامة حتى خيله يشهد له .
مشكلته الثانية ان التأخر في ركب التطور العلمي وهذا له أسباب كثيرة . إنما لا يلغي التأخر فطريته نحو معاني في القانون والعدالة سواء كان مسيحيا او مسلما
او علمانيا . لماذا لإن جزء من القيم الإنسانية تتواز مع منظومة القانون وهذا الجزء هو روحي المنشأ وفلسفي العقيدة . فأرض الشرق هي مهد للقوانين
والتشريعات وساحاول ان أذكرك من الماضي السحيق من قبل تمثال الحرية بالحاكم حمورابي وقوانينه التي هي دساتير الى الآن وأذكرك بالملك الفارسي
العادل كورش وأذكرك بالإسكندر المقدوني في بعض مواقفه وعشقه للشرق الذي مات فيه . أنا لا أكتب لإني عربية ومتعصبة لقومي بل أكتب لإن الواقع العربي
يحمل في ماضيه وحاضره أطياف وشرائح استعصت على قوانين تمثال الحرية
الذي يتجمد في طينته عند بعض المواقف كسجن أبو غريب ؟ وينتفض في غباره عند بعض المواقف الأكبر حسب مصلحته والدليل قول للدكتور ابراهيم من السودان :
يمكن لأي شخص كفرد أن يكذب وهكذا ممارسة تعتبر غير غريبة على بعض الأفراد الذين غالباً لا يمتلكون الشجاعة الكافية لقول الصدق رغم أن الكذب أخلاقياً يعتبر إثم في كل الشرائع والكتب السماوية ؛ولكن أن تكذب أنظمة حكم وتستخدم الكذب كمسوغ لممارسة إرهاب الدولة لتُشرع لنفسها إنتهاك حرمة وسيادة الدول وشن حروب فإن هذه التبريرات قامت وحامت حولها شبهات وعلامات إستفهام كبيرة ؛ وممارسة كذب الدولة فهذا ما لم نتعوده خاصة فيما سيقت من تبريرات للغزو وشن الحرب على العراق وأسلحة الدمار الشامل لتضليل الرأي العام وتعميته عن الحقائق وقبول البعض من الدوائر الإعلامية بالمشاركة لمجرد صمتها وذلك بعد أن تكشفت كثيرٌ من الحقائق وخاصة إعتراف بوش الإبن بعدم صحة كل الأدلة الإستخباراتية التي أعلنها للعالم لحظة إعلان شن الحرب ليبرر غزوه للعراق وسيذكر المؤرخون أن الديمقراطية كما تصورها كاتبو إعلان الاستقلال ودستور الولايات المتحدة، لاقت حتفها .
ومن هنا أعلق ثانية فأمريكا ورعاة البقر ممن غزا العراق وفلسطين هي ايضا نموذج حضاري يتعامل مع الناس العرب بطريقة رعاة البقر وليس في كثير من الأحيان البوليس العربي هو الذي يتعامل كما قلت بطريقة رعاة البقر فهناك الشرطي والبوليسي العربي النزيه الذي ينبع قانونه من فطرة العدالة والإنسانية
نعم الشرائح الإيجابية موجودة .
لقد قلت أيضا:
لماذا نلوم الإنسان العربي العادي إذا حاول أخذ حقه بالقوة بعيداً عن القانون
صرح جاري. ل. بور. رئيس مجلس البحث العائلي المحافظ في واشنطون دي. سي، قائلاً: «أعتقد أن الآباء يشعرون أنهم شبة محاطين ببيئة معادية. فالثقافة الشعبية أو الرائجة الآن تقدم كثيراً من العنف وكثيراً من العروض الجنسية الصريحة التي تتم خارج مضمار الزواج .
».وتقول الباحثة سيسليلا بوك في كتابها : «الأذى المتعمد: العنف كتسلية شعبية»: «إن الناس في أمريكا ليس لديها فكرة عما يتعرض له الأطفال البالغون من العمر ثماني سنوات، إنهم يشاهدون هذه الأفلام وألعاب الفيديو العنيفة المتاحة حالياً». وترى سيسيلا بوك أن الفرق بين الزمن اليوم والزمن منذ عشرين عاماً مضت يتمثل في كم ونوع العنف، وفي القدر الهائل من الأجهزة المرسلة التي تم اختراعها بدءاً من أجهزة الحاسب الآلي وحتى أجهزة الإنترنت والتلفاز . أما اليوم فقد تغير الوضع على نحو لم نشهده في العقود الماضية، حيث أصبح الأطفال عرضة للحديث الجنسي الفج، وللفضائح، وللاستغراق والنهم التام. وحل زمان أصبحت الأخبار فيه أشبه بالأفلام الإباحية، وصفحات الرياضة شابهت صفحات الحوادث والجرائم، وعجت الأفلام بمشاهد العنف، وصورت شاشات الإنترنت أناساً في وضع المعاشرة الجنسية الكاملة. وقد شعرت الحكومة بحاجة ماسة إلى التدخل والضغط على القائمين على أجهزة التليفزيون والسينما ليجعلوا هناك نوعاً من التوازن في مضامين البرامج، ولإجبار صانعي أجهزة التليفزيون على تركيب ما يسمى بالرقائق الكمبيوترية (V-Chips)، التي تتيح لمستخدمي هذه الأجهزة حجب العروض غير المناسبة. ومن جانبه يقوم قطاع الصناعة بوضع علامات تحذيرية على الأسطوانات كمبيوتر مثل «نت ناني» لكي يتمكن الآباء من الحد من وصول المادة العدوانية أو العنيفة إلى أبنائهم. ومع ذلك فإن الآباء أو أولياء الأمور يقولون إنه على الرغم من كل هذه الجهود، ومحاولاتهم الخاصة المتكررة للتدخل عند اللزوم، إلا أنهم لا يملكون في معظم الأحيان إلا المراقبة والقلق والدهشة بشأن تأثير الثقافة التي أصبحت سامة .
. وبالنسبة لكثير من الآباء، سواء أكانوا من ذوي الميول اليسارية أم اليمينية سياسياً، وسواء كانوا من الميسورين أو المكافحين، تتمثل أهم القضايا المرعبة لهم على الإطلاق حالياً في الشعور بعدم قدرتهم على حماية أطفالهم من التأثيرات الخارجية غير المرغوبة حتماً وذلك وفقاً لما ورد في الدراسة التي أعدتها الخبيرة ديان ليفن في كتابها «طفولة الريموت كونترول» أو «طفولة أجهزة التحكم عن بعد». ويخشى الآباء أن تؤدي هذه الأجهزة إلى انعزال أطفالهم، ويخشون أيضاً من الرسائل التي تواجهها هذه الأجهزة عن الجنس، والعنف، والمادية. وتتساءل بترشيا رمزي ، الأستاذة بكلية مونت هوليوك، وأم اثنين من الأبناء في عمر السادسة والتاسعة قائلة «كيف أستطيع مقاومة خمسمائة قناة تلفزيونية توجه سلوكيات عن العنف والمادية والجنس . وتقول :
فكيف نقتنع بصدق الحرية والإنفتاح ومكافحة إرهاب الإعلام وهم يعانون من ثقافة سامة يصدرونها الى الفكر
واخيرا هناك عدالة وقوانين في عالم الغراب وسلوكه اثبتت بالدراسات التي تهتم بسلوك الحيوان عندما يراقبها الإنسان يتعلم منها وليس من أهواء بشر تتغنى لقوانين هنا وهناك حتى ان القرآن علمنا ان القاتل تعلم شيء من غراب من ستر العورات ومنها القتل وبين كيف تحسر على عجزه البشري أمام غراب يحمل في الموروث البشري فكرة خاطئة التشاؤم من صوته ولكن القرآن بين دور المعلم للعدالة وطرق لستر العورات لاتحتاج لتماثيل الحريات فالطير حر يهتدي بفطرته لما سوف يدعي البشر انهم سبقوا لمعرفته .
وفاء عبد الكريم الزاغة